بري لعون: أريد اعتذاراً

كتب فراس الشوفي في “الاخبار”: بري لعون: أريد اعتذاراً

أتي الرئيس سعد الحريري من السعودية على عجل. على مائدة العشاء في عين التينة، يفاتح الحريري بري بأزمته: لا أستطيع خوض الانتخابات النيابية. يردّ برّي بأن هذه مزحة ثقيلة. يقول الحريري إنه سيستقيل في اليوم التالي هو ونوابه ليثبت أنها ليست مزحة. وقع بري في الهمّ: كيف أجري انتخابات يقاطعها السنّة؟ هل أبادر إلى فتنة سنية ــ شيعية وسط كل هذا الحريق في المنطقة؟ لا يفعلها. حاول التحايل على التمديد. انتزع وعداً من عون بحضوره الجلسة شخصياً والتصويت برفض التمديد، حتى لا يعطي للتمديد شرعية كاملة. «نكث عون بوعده وغاب عن الجلسة». وفي إحدى الجلسات التي كان نائب الرئيس السابق للمجلس إيلي الفرزلي حاضراً فيها بين الرجلين، أنكر عون أن يكون قد وعد بحضور الجلسة، غضب برّي لما عدّه تكذيباً، ثم عاد الجنرال ولطّف الأمور. مارس حزب الله دوره كإطفائي بين حليفيه، ونجحت التهدئة نسبيّاً، إلى أن «بلغ السيل الزبى»، بعد لقاء الحريري ــ عون في العاصمة الفرنسية، وبدأ الحديث عن دعم الحريري لعون كمرشّح لرئاسة الجمهورية.  اكتشف عون مماطلة الحريري، فخرج دخانٌ أسود، وصار المجلس النيابي بنظره «غير شرعي»! لا يختلف برّي مع صديقه من «الغلطة الأولى»، مع أنها «قاتلة». أرسل مع وسطاء إلى عون بأن هذا الكلام خطير، وقال للوزير علي حسن خليل إن «عون عم يفوت معي بالقزاز بهالحكي». نقل خليل الرسالة لمن يلزم. عاد عون وكرّر حديثه: المجلس النيابي غير شرعي. حتى مناشدة نصرالله العلنية له بوقف القول إن المجلس النيابي غير شرعي، لم تنفع، مع أن بري لم يطلبها من الأمين العام لحزب الله، الذي لعب دوره كإطفائي مجدّداً. لم تعنِ المناشدة شيئاً بالنسبة لعون، فعاد وكرّر: المجلس غير شرعي! شبه انكسرت الجرّة. إذا صوّت المجلس النيابي لعون رئيساً، يكون المجلس شرعياً، وإذا لم يفعل، يكون غير شرعي. سمع زوار عين التينة بري يقول: «لن يأخذ عون أصواتي بعد الآن حتى ولو أجمع كل لبنان عليه رئيساً». أتى ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية رئيساً. برّي كان ثاني من يعلم باللقاء، بعد حزب الله. كيف ينتهي الجفاء؟ «اللي طلّع الحمار على الميدنة، ينزّله. ليعتذر عون عن طعنه في شرعية المجلس». العونيون لا يزالون يكرّرون بأن المجلس غير شرعي، وبري يُستفز. وإذا لم ينتهِ الجفاء، بري لا يريد أن يقاتل أحداً. وهو في موقفه أول من أمس (عدم الدعوة لعقد جلسة تشريعية) كان يراعي عون وحده. القوات اللبنانية في الأصل تقاطع، والكتائب خمسة نواب. بري يريد أن يعود عون إلى المجلس ليكون المجلس ميثاقياً، ويشعر المسيحيون بالشراكة الحقيقية.

السابق
اقفال باب التشريع والتكتل يرحب
التالي
جلسة الحكومة.. نقاش أمني حول «داتا المعلومات»!