مخاوف من انفجار لبنان إذا استمر ربطه بالأزمة الإقليمية

ضغوط كثيرة يتعرض لها لبنان في هذه المرحلة، باتت باعتراف كبار المسؤولين أكبر من قدرته على التحمل، وهي تبدأ بملف النازحين السوريين والمجموعات الإرهابية النائمة، ولا تنتهي بالتخلي العربي، ولو غير الرسمي، عن دعمه فعلياً ومساعدته على النهوض. أزمات لبنان تتجه إلى مزيد من التعقيد بدل التسهيل، وثمة من يخشى أن تتجه إلى الانفجار غير المحسوب، لا سيما بعد تراجع العملية السياسية في سوريا لمصلحة تصاعد العمليات العسكرية.وثمة أيضاً من يقول إنه «إذا لم تكن السعودية وحلفاؤها قادرين أو غير راغبين على مجابهة إيران في أرضها، فمن العبث أن يواجهوها على أرض لبنان، فلا إيران ستهتم كثيراً للتداعيات والانعكاسات، ولا حزب الله سيتأثر كثيراً، بل إن التأثيرات ستقع على غالبية الشعب اللبناني، المنقسم أصلاً بين تيارات ومرجعيات سياسية وحزبية وطائفية، فيتمترس خلفها، ما يزيد حدة الانقسام».وتلاحظ مصادر وزارية أنه ما كاد لبنان يخرج من تداعيات الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب حول الموقف من «حزب الله» وإيران، حتى جاء مؤتمر اسطنبول ليعيد المشكلة الى المربع الأول بإدانته ما وصفه «أعمال حزب الله الإرهابية»، لكن هذه المرة بشكل أوسع، مع انضمام معظم الدول الإسلامية إلى الموقف السعودي ـ الخليجي، برغم تحفظ لبنان وبعض الدول. إلا أن المصادر ترى أن لبنان لم يرد زيادة التأزم في العلاقة مع الخليجيين فاكتفى بالتحفظ على فقرة إدانة «حزب الله» وعلى فقرات أخرى تتعلق ببعض الدول والجماعات الأخرى، ووقف مع الإجماع العربي والإسلامي حول الموقف من إيران. ولا يخفى أن رئيسي المجلس النيابي والحكومة حاولا كثيراً الفصل بين ما يمكن أن يؤثر على «حزب الله» وما يمكن أن ينعكس على لبنان ومؤسساته الدستورية والأهلية والاقتصادية ولم يوفقا، كما أن بعض الدول الأوروبية الصديقة، لا سيما فرنسا، سعت لتخفيف الضغط الخليجي على لبنان، ولم توفق أيضاً حتى الآن.

السابق
هل على لبنان أن يخشى تنفيذ قانون العقوبات؟
التالي
الحوار: جلسة « مش حرزانة»: وهذه تفاصيلها!