حزب لله… ويكذب!!

كذب
قد تختصر هذه الكلمة (نفاق)، سياسات حزب الله في السنوات العشرين الأخيرة بأقل تقدير، او قد تكون هذه سمته منذ التأسيس، فهو في النهاية لا يمكن ان يكون غير حزب ديني يميني مذهبي متطرف.هو لن يستطيع بان يكون خلاف ذلك، مهما حاول "جهابذة" السياسة والفلسفة والدين اخبارنا وتضليلنا.

بالنسبة لحزب الله، فان مذهبه هو الأفضل، ودينه هو الأوحد، ومرشده هو المختار، ومهمته هي ارشاد الشعوب المظلومة والحكومات التائهة الى الطريق المستقيم… طريقه هو، والا فالويل والثبور وعظائم الأمور. فمن يخالف او يختلف معه فهو عميل ومتخاذل وجبان الى ان ينضوي تحت لوائه او يقتنع بسياساته المفروضة عليه من مشغله الأول، إيران وحرسها الثوري.

اقرأ أيضاً: حزب الله واستحالة تحوّله إلى «سلطة»

لا يعني ما سبق ان الآخرين هم ملائكة منزلين، ولن يعني ذلك، لا في المستقبل القريب، ولا البعيد. ان ما سبق يعني فقط ان هذا الحزب مستعد ان يذهب الى الاخير بنفاقه او ريائه حتى ولو كان ذلك على حساب كل المبادئ والقيم والقوانين الدنيوية والسماوية التي لم ينفك يتلوها علينا ويحاججنا بها.
نحن “الضالين” و”المغضوب عليهم” و”الملحدين” و”الكفرة المرتدين”. بينما هو “حزب لله” وممثله على الأرض.

كذب
بمراجعة بسيطة، وفي جملة شهيرة لأمين عام حزب الله يقول فيها “وين الشعب السوري، اللي عم يحكوا عنو؟، ما عم نشوفوا لنوقف حدو” (حسن نصر الله -أيار 2011) مروراً بجملته الأشهر “لا يوجد شيء في حمص وكله فبركات إعلامية” (حسن نصر الله – شباط 2012) الى كلام أحد وزرائه “أن فضيحة الاتجار بالبشر … من إفرازات ما يسمى بالثورة أو المعارضة السورية” (محمد فنيش – نيسان 2016) وصولاً الى”الاعتداء على اي وسيلة اعلامية اعتداء على الكرامة اللبنانية” (النائب في حزب الله حسن فضل الله – نيسان 2016)، لا نستطيع ان نرى غير الدجل والتضليل والنفاق السياسي الوقح.
فالمتحدثون بالعبارات السابقة ليسوا من (منظمة أطباء بلا حدود) ولا (المنظمة الدولية للصليب الأحمر الدولي) ولا (فرسان الأم تيريزا للقضاء على الجوع والفقر). ان المتحدثين بالعبارات السابقة هم امين عام حزب وقياديون من الصف الأول في هذا الحزب “السوبر” رباني الذي يدور معه “الحق” كيفما دار.
سيداتي آنساتي سادتي، نعم ان المتحدثين بهذه الجمل هم من نفس الحزب الذي ساهم بالفتك بالجيش الحر في سبيل “دعشنة” الثورة السورية وشيطنتها وإقناع العالم بالابتعاد عنها. انه نفس الحزب الذي ساهم بتدمير وتهجير المدن والقرى السورية ذات الأغلبية السنية فاتحا مع أهلها جرحاً سيحتاج شفاءه لعشرات السنين. وهو ذاته من ساند الطاغية وقتل ودمر، وظلم وبغى وتجبر معه. هو نفسه حزب حماية الحدود، ومن ثم القرى الشيعية اللبنانية، امتداداً الى القرى الشيعية السورية، مروراً بحماية المراقد المقدسة، وصولاً الى غايته الأساسية التي هي حماية الطاغية تنفيذاً لأوامر قائده الإيراني.
انه حزب كاتم الصوت وتصفية الرأي الآخر. انه حزب 7 أيار وملحقاته الذي حرق الوسائل الإعلامية، واستباح بيروت والجبل، ونقض اتفاق الدوحة، وصولاً الى اعتماده التعطيل سياسة ووسيلة لشل هذا البلد، الذي صم آذاننا بنظريات المقاومة والدفاع عنه ليأسرنا لاحقاً ضمن خياراته الاقليمية وأهدافه السياسية.

اقرأ أيضاً: تقارير دولية: هكذا يجني حزب الله ثروة من المخدرات وتبييض الاموال

نعم، ان حزب الله يعلم ان الأسد ديكتاتوري وقاتل. ويعلم حجم الدمار والقتل والاجرام الذي تسبب بهم لسوريا وشعبها بمساعدة إيران (مشغله) وروسيا ومرتزقة “الجهاد المقدس”. ويعلم انه شريك في كل ذلك وأكثر. ويعلم ما فعله بلبنان سياسياً وامنياً وعسكرياً واقتصادياً منذ انتهاء الحرب الاهلية والى الآن. ويعلم اننا نعلم. ولكنه لن يتوانى عن فعل المزيد أيضا في سبيل خدمة ملهمه ومشغله وأهدافه. فكما في الحب والحرب كل شيء مباح، يبدو انه في “الدين” كل شيء مباح ايضاً…

السابق
محمد ياسين أسير رابع والمفاوضات مع النصرة بدأت
التالي
لقاء بين النائبين الحريري وعسيران في الرميلة: أمن وأستقرار صيدا والمخيمات وإنجاز الاستحقاقات