متخصصون في الحشرات وأمراضها: لا علاقة للبعوض بالنفايات لأنه لا يتغذى منها

تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن البعوض. يظهر المواطنون امتعاضهم من انتشار البعوض والذباب في اليومين الأخيرين ويطرحون تساؤلات عدة: ما هي الأسباب؟ ما هي المخاطر الصحية، سبل الوقاية؟.
يوضح الأستاذ في العلوم الجرثومية والأمراض المنتقلة بواسطة الحشرات في كلية الصحة العامة الدكتور نبيل حداد أن تكاثر البعوض في هذه الفترة يعود الى ارتفاع درجة الحرارة مع نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع. لا يرتبط انتشار البعوض بأزمة النفايات اذ لا يتغذى البعوض من النفايات بل تتم عملية الإباضة في المياه. يكثر نوع بعوض الزاعجة المنقطة بالأبيض أو Aedes albopictus في هذا الموسم في المدن وحواليها. يقول حداد إنه لم يتم تسجيل أمراض محلية منتقلة بواسطة البعوض ويوجد نقص في الدراسات العلمية في هذا المجال. غير أن الخطر يكمن في أن يدخل الى لبنان شخص حامل لفيروس معين مثل زيكا، أو حمى الضنك، أو فيروس غرب النيل ولديه عوارض كارتفاع درجة الحرارة فيمكن للبعوض مثل «Aedes albopictus» أو «culex» أن ينقل هذه الفيروسات. ما يوجب تعزيز برامج مكافحة البعوض مع البلديات ليتم رش المبيدات بطريقة صحيحة وعلمية.
من جهة أخرى، تسبب لسعة البعوض بعض الإلتهابات الجلدية. تشرح المتخصصة في الأمراض الجرثومية وعالمة الأوبئة في «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتورة زينة كنفاني أن البعوض الموجود في هذه الفترة في لبنان لا ينقل أمراضا في الدم كالملاريا غير أنه يسبب التهابات جلدية. تنقسم الإلتهابات الجلدية الى نوعين: جرثومي وغير جرثومي. يرتكز الإلتهاب الجلدي غير الجرثومي على ظهور احمرار في الجلد بينما ينتج الإلتهاب الجرثومي عن قيام البعوض بإدخال بعض الجراثيم الموجودة عادة على الجلد مثل «staphylococcus» الى تحت الجلد ما يسبب بقعة حمراء أكبر من لسعة البعوض العادية وما يوجب تلقي علاج بالمضادات الحيوية. يشار الى أن الأطفال هم أكثر عرضة للسعة البعوض اذ ان نومهم عميق من دون أن يشعروا باللسعة أثناء النوم كالكبار.
من جهة أخرى، يلفت حداد النظر الى أن أزمة النفايات تؤدي الى تكاثر الذباب. ينقل الذباب الجراثيم التي تؤدي الى التهاب في الجهاز الهضمي (كالسالمونيلا، وبكتيريا الإشريكية القولونية، والمكورة العنقودية وغيرها)، من النفايات الى الأطعمة والمياه فيلوثها. يؤدي تناول الأطعمة والمياه الملوثة بتلك الجراثيم الى الاسهال وغيرها من مشاكل في الجهاز الهضمي. يعتبر الأشخاص الذين يعانون ضعفا في الجهاز المناعي أكثر عرضة لتلك المخاطر الصحية.

اقرا ايضًا: #قاوم_بالكمامه .. في وطن الملاريا والكوليرا والدويلات
تشمل سبل الوقاية، وفق كنفاني، التنبه الى نظافة الأطعمة والمياه، وعدم ترك الأطعمة مكشوفة خارج البراد والتأكد من مصدر المياه، اقفال أبواب المنازل وخصوصا أبواب غرف الطعام وغرف الأولاد، استخدام الناموسيات، وضع الثياب ذات الأكمام الطويلة من دون أن يوجب الوضع الراهن بضرورة استخدام منفرات الحشرات على الجلد والثياب. من جهته ينصح حداد بأهمية غسل اليدين، بالتنبه الى الأطعمة غير المطهية مثل المأكولات النيئة والخضار والألبان والأجبان، عدم ترك المياه الراكدة والآسنة حول المنزل ما يعزز انتشار البعوض. يفضل بعض أنواع البعوض مثل فصيلة «Aedes» المياه الراكدة الملوثة، فتراكم المياه وخلطها مع النفايات يشكلان بيئة ملائمة لتكاثر هذه الفصيلة من البعوض.
يشار الى ان وزارة الصحة العامة أصدرت بيانا، نهار السبت الماضي، في شأن انتشار البعوض، اذ سبب ارتفاع الحرارة بشكل أعلى من المعدلات الطبيعية في هذه الفترة من السنة والبيئة الحاضنة من نفايات ومياه راكدة بزيادة انتشار البعوض والذباب بمعدل أكبر من المعتاد في بعض المناطق اللبنانية. وتنصح الوزارة بالمحافظة على بيئة نظيفة داخل المنازل وخارجها، وإزالة المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض، وباستعمال الأدوية المنفرة للبعوض على الجلد. وقد تواصلت وزارة الصحة مع بلدية صيدا التي أكدت انها ستقوم برش المبيدات بالطريقة العلمية المناسبة.

(السفير)

السابق
شروط لقاء سلام الملك السعودي في اسطنبول
التالي
بري يرى «أملاً» رئاسياً ويرفض «التغيير والإصلاح» بالقوة