محمد الكبش.. من قصص الشباب السنة الذين قضوا خلال القتال مع «حزب الله» في سوريا

سقط “ذو الفقار” ابن الشيخ خضر الكبش على جبهة سوريا، هو واحد من سبعة شبان تابعين لـ “حزب الله” جرى تداول خبر مقتلهم خلال هجوم “جبهة النصرة” على تلة العيس في حلب. شاب سنّي يحارب في صفوف الحزب ويدفع حياته في السير عكس التيار، ما يطرح علامات استفهام في منطقة وصل فيها الصراع المذهبي الى أوجه.

للسنة الثالثة توالياً يقصد محمد الكبش سوريا للقتال، ابن مدينة صيدا كان بحسب ما وصفه والده عضو قيادة “تيار النهضة الوحدوي” لـ”النهار”، “مشروع شهادة وهي هدفه الذي يسعى إليه، الى أن أكرمه الله بها”. وأضاف “لم يكن محمد في سرايا المقاومة بل عنصر نظامي ضمن مقاتلي “حزب الله”، كان حريصاً ان يكون مع إخوانه المقاومين، وحديثه الدائم عن الشهداء”.
أثبت محمد بشهادته بحسب والده أن “أهل السنة والجماعة ليسوا الحركات التكفيرية، لا داعش ولا جبهة النصرة ولا القاعدة ولا هيئة العلماء المسلمين ولا كل الحركات الموجودة على الساحة اللبنانية والعربية. نحن المقاومة وأم الصبي، نحن أول من قاوم العدو الاسرائيلي في لبنان ومستمرون مع الوجه الاخر للعدو الاسرائيلي من الدواعش التكفيريين”.

قبل عشرة أيام من مقتله قصد محمد (19 عاماً) سوريا، وفي 31 الشهر الماضي كان آخر اتصال له مع والده طلب منه السماح، وأضاف الكبش “قال لي سامحني لن أعود هذه المرة، طلبت منه ان ينتبه على نفسه، كان يشعر بأنه سينال الشهادة وبالفعل حصل عليها قبل أربعة ايام، الاخوان في الميدان بلغوا القيادة العسكرية والسياسية في لبنان الخبر ومن خلالهم تبلغنا”.

بين “الشهادة” والزعامة
وهل حاول الكبش منع ابنه من القتال، يقول: “كان مصراً على ذلك، وحجته انني سبقته الى هذا الطريق عندما كنت في سنه ولم يكن والدي يمنعني”، لافتاً إلى أنه ” كانت لديّ رغبة في أن يكون مجاهداً ومتعلماً في الوقت عينه، لكن وصل الى الصف التاسع ودخل في القطاع المهني، كان من المتفوقين حتى إن وزارة الشؤون الاجتماعية قدمت له منحة تعليمية. اول يوم تبلغت فيه عن المنحة، أخبرني في اليوم التالي انه لا يريد ان يكمل مشواره التعليمي، كان يخضع حينها لدورات مع الحزب وكان لديه نشاطه العسكري”. وهل سيسمح لابنه طارق (12 سنة) السير على خطى شقيقه “ربيت أولادي كي يكونوا شهداء، وليس رؤساء وزعماء”.

“على رأس السطح”
لم يحارب محمد سوى على جبهة سوريا، وكان يتقاضى راتباً شهرياً بحسب الكبش فـ”للمتفرغ في الحزب راتب ثابت، لكن الحرب في سوريا سببت ازمة مالية كبيرة أدت الى تأخير دفع الرواتب أشهراً”. وعن تقاضي الشيوخ السنة أموالاً في حال دعمهم “حزب الله” وايران، يجيب: “على راس السطح نأخذ المال من “حزب الله” والايرانيين، والفريق الآخر يأخذ الأموال من الآخرين، اليوم المال هو تحصيل حاصل اذ يوجد مبدأ وعقيدة”، شارحاً أن “صراعنا في المنطقة صراع مع العدو الاسرائيلي، وهو بالنسبة لنا كعلماء دين صراع عقائدي، صراع وجود لا حدود. الموجودون اليوم على الساحة السورية هم من ملحقات المشروع الصهيو – اميركي في المنطقة، داعش والنصرة وملحقاتهما ولدوا من رحم المشروع الصهيوني- الاميركي والدليل ان القاعدة لم تضرب العمق الاسرائيلي يوماً”.

اقرأ أيضًا: إلى حزب الله: خصومك فرِحون بقتالكَ في سورية.. وبيئتَكَ هي التي تتألّم
“داعش” أم الاسد؟
لكن هل “حزب الله” في سوريا لمحاربة “داعش” أم لتثبيت نظام بشار الأسد، عن ذلك رد الكبش “الموضوع ليس الأسد، اليوم ثمة حرب كونية على سوريا، 85 دولة تقاتل في هذا البلد تحت عنوان اسقاط الأسد، لذلك منذ بداية الأزمة قلت إن سوريا لا تشبه اي دولة من الدول التي سقط حكّامها، فالمقصود بسقوطها سقوط القضية المركزية أي القضية الفلسطينية، لكونها كانت حاضنة لكل حركات المقاومة الفلسطينية على مختلف ألوانها ومشاربها، وعندما رفض الاسد المشروع الاميركي الذي اتى به كولن باول في عهد الرئيس جورج بوش، منذ تلك اللحظة بدأت الحرب على بلاده”.

لهذا السبب يجندون
تجنيد الشباب السنة في صيدا حالة اعتبرها المسؤول السياسي في “الجماعة الاسلامية” في صيدا والجنوب الدكتور بسام حمود ” مشابهة لما يحصل في كثير من المناطق اللبنانية التي يُجنّد بعض الشباب فيها ومعظمهم عاطل عن العمل”. ولفت في حديث لـ”النهار” إلى أن “القضية لا تحتاج إلى غسل دماغ، فالعاطل عن العمل الذي يمضي وقته على الطرقات، حين يتم تأمين غطاء أمني ورخصة سلاح ومخصص شهري له، ستكون قمة أمله”. عن ذلك رد الكبش “هذا كلام استهلاكي إعلامي لتشويه هدف المقاومة ومشروعها. شاب في مقتبل العمر يترك اهله ودراسته ومستقبله كي يذهب الى الله شهيداً وكل كلام في هذا المضمار لا يصل تحت نعال الشهداء”.

توصيف العمائم
“مخطط حزب الله واضح في مناطق أهل السنة، واختراقه من خلال بعض العمائم والاشخاص ليس بجديد”، بحسب حمود الذي لفت إلى أنه “يجب توصيف العمائم، اذ ليس كل من وضع لفّة على رأسه أصبح رجل دين أو عالماً. معروف في الشارع السني وجود كثير من المعاهد غير المرخصة وغير المستوفية الشروط، مجرد دخول شخص اليها يعتقد نفسه أنه اصبح شيخاً ويضع لفّة، يأخذ الصفة وهو ليس أهلاً لها، وبالطبع ليسوا مسجلين في دار الفتوى كالشيخ الكبش”. وأضاف “طالبنا دار الفتوى ضبط هذه الحالة والتفلت الموجود على هذا المستوى، لكن، ويا للأسف، واقع البلد لا يسمح له بذلك”. وعن ذلك علق الكبش رافضاً اعتبار دار الفتوى مرجعيته.
هي أقلية تسبح عكس “تيار” مذهبٍ تنتمي اليه، وأياً تكن دوافعها وخلفياتها تبقى “حالة نافرة” في نظر مؤيديها ومعارضيها!

(النهار)

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 6 نيسان 2016
التالي
تعطيل الدولة لا يصنع من «حزب الله» دولة