اين اصبحت «المبادرة الفلسطينية» التي اعلنت قبل عامين؟!

منذ سنتين بالتمام والكمال، أطلقت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان مبادرة تحت عنوان "المبادرة الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان". لكن ما هي حقيقة هذه المبادرة؟

هذه المبادرة المكونة من 19 بندا، وافق عليها 20 فصيلاً فلسطينيًا، هي: فصائل منظمة التحرير(9 فصائل)، وتحالف القوى الفلسطينية (8 فصائل) والقوى الاسلامية (فصيلين)، وتيار أنصارالله. إضافة الى تيار محمد دحلان، والشباب المسلم (المكون من فصيلين هما فتح الإسلام وجند الشام)، الذين ينسقون بطريقة غير مباشرة عبر إحدى القوى الإسلامية دون أية مشاركة بالإجتماعات الميدانية.

ومن اهم ما أتفق عليه مسؤولو الفصائل – الذين جمعتهم سفارة فلسطين في لبنان- هو المحافظة على المخيمات الفلسطينية وتحييدها باعتبارها عنوان قضية اللاجئين، والعمل لمنع الفتنة المذهبية والحؤول دون وقوع اقتتال فلسطيني – لبناني أو فلسطيني- فلسطيني، وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال التمسك بحق العودة ورفض مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل، ودعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني من أجل التحرير والعودة وتعزيز صموده من خلال حقوقه المدنية والاجتماعية. اما بنود هذه المبادرة، فجاءت على الشكل التالي:

1- مواجهة كل أشكال الفتنة التي تستهدف الإيقاع بين المسلمين والسعي الى وأدها ونبذ أي شكل من أشكال الفتنة المذهبية في لبنان.
2- إدانة كافة عمليات التفجير التي تستهدف الآمنين والأبرياء المدنيين على كامل الأراضي اللبنانية.
3- تتولى الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ضبط الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية ما أمكن وخصوصاً في مخيم عين الحلوة.
4- تعزيز أمن واستقرار المخيمات والتجمعات الفلسطينية ونزع أي ذرائع أو أسباب تؤثر سلباً على ذلك.
5- رفع الغطاء عن كل من يثبت تورطه بأعمال أمنية من داخل المخيمات الفلسطينية.
6- الحيلولة دون أن تكون المخيمات الفلسطينية منطلقاً لأي أعمال من شأنها المساس بالأمن في لبنان.
7- رفض استقبال أو إيواء في المخيمات أي عناصر متورطة بأعمال أمنية.
8- رفض كل أشكال الاغتيالات وإدانتها وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم، ورفض الثأر والانتقام والتبرؤ من مرتكبيها وتوفير الحماية للمدنيين والأبرياء ما أمكن ذلك.
9- السعي لتسوية أوضاع المطلوبين ومن يلزم من الأشخاص مع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية.
10- تأمين الغطاء السياسي والقضائي والأمني من الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية لتنفيذ هذه المبادرة.

اقرأ أيضاً: بسبب تحرير اليمن وسوريا… ضاعت فلسطين؟

– وقف كل أشكال التحريض المذهبي والطائفي والإعلامي.
– التأكيد على سياسة الحياد الايجابي وعدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني ورفض زج الفلسطينيين في التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية.
– التأكيد على أن الفلسطينيين هم صلة وصل وجمع بين جميع الأفرقاء في لبنان ومساحة للتلاقي اللبناني الفلسطيني.
– رفض كل أشكال الفرقة والانقسام والخطاب المذهبي والطائفي.
– التأكيد على دعم الفلسطينيين وانحيازهم للأمن والسلم والاستقرار في لبنان.
– تتعهد الجهات اللبنانية المعنية بأن لا توفر جهداً لحماية الشعب الفلسطيني في لبنان وقضيته من أي استهداف وحماية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
– تتعهد الجهات اللبنانية المعنية بتخفيف الإجراءات على مداخل المخيمات والمعاملة الحسنة للمارة وبخاصة النساء.
– التبرؤ من كل عمل يخالف الاتفاق وبنوده.
– اعتبار القيادة السياسية الموحدة في لبنان هي المرجعية العليا والمسؤولة المباشرة سياسياً وأمنياً عن الإشراف على هذه المبادرة وتنفيذها.

عين الحلوة

اللافت في هذه المبادرة انه خلال البحث في بنود هذه الاتفاقية، نجد التركيز على الطابع الأمنيّ في معظم البنود، والتوجه نحو حماية البيئة اللبنانية والفلسطينية، مع إهمال هذه الفصائل للشأن الفلسطيني الإجتماعي والإقتصادي، اضافة الى ان 10 بنود من أصل البنود الـ19موضوعة فقط في سبيل حماية الأمن اللبناني من الإرهاب المستّجد نتيجة الخطاب الديني المتوفر أصلا في الإعلام العربي واللبناني وللجميع، والذي تغلغل في المخيمات دون أية مراعاة لضرورة إلغاء التمييز ضد الفلسطينيين الذي ولّد في مرحلة من المراحل الإنفجار الكبير.

والسؤال: هل جاءت هذه البنود لتحمي بيئة حزب الله التي تتعرض باستمرار للتفجير بعيد مشاركته في الحرب السورية؟ وبمبادرة خاصة منه في ظل مشاركة حركة حماس، التي سعت وتسعى لرفع الشك عنها في ظل الخلاف بينها وبين الحزب حول الحرب في سورية!. وهل ان هذه الفصائل- التي كانت تحكم لبنان، فيما مضى، صارت محكومة لسياسة القوى التي تشارك في المعارك داخل سورية سواء حزب الله او الفصائل المتشددة المرتبطة بالتيارات الوهابية؟ وبات المطلوب منهم التنصل وتقديم براءة ذمة سياسية؟ وهل ان هذه البنود منعت ما منعت من قتل مجانيّ هنا في لبنان أوهناك في سورية؟ وما الذي طُبق منها؟

اقرأ أيضاً: شعار تحرير فلسطين لا يصنع مجدا… وعداء أميركا صار مضحكاً

وكيف يمكن تغيير وتطوير أحوال الفلسطينيين الاجتماعية المتردية في لبنان في ظل سياسة الحكومية اللبنانية منذ عهد الرئيس شارل حلو، بحسب دراسة تفصيلية اعدها علي بركة مسؤول حركة حماس في لبنان الذي طالب ويطالب معاملة الفلسطيني في لبنان معاملة الأجانب لا أقل ولا أكثر

السابق
عملٌ رعّاعي وغير بريء ومرتبط
التالي
انهيار جسر في الهند