الاغتراب اللبناني يصلح ما أفسدته سياسة باسيل‏

جبران باسيل
على الرغم من الهدوء النسبي، لا توحي المؤشرات والوقائع أن أزمة لبنان مع الدول الخليجية المستجدة تسلك طريقها نحو الحل طالما أن كل محاولات لبنان الرسمي لتطويق الأزمة وتداركها لم تكن بحجم الغضب السعودي . وأمام هذا الواقع تحرّك المغتربون اللبنانيون رسميا لتدارك الأزمة وحماية مصالحهم في وقت تخلفت الحكومة والوزارة المعنية عن وظائفهما.

لا تزال قضية الأزمة اللبنانية السعودية – الخليجية تتفاعل يوما بعد يوما، وتمثل جديدها بقرار لافت وحازم من قبل “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” في السعودية بمقاطعة “مؤتمر طاقات إغترابية” الذي دعت إليه وزارة الخارجية في أيار المقبل. وجاء هذ القرار في اطار الردّ على مواقف وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المتنكّرة للتضامن العربي، برفضها إدانة طهران بعد حرق المقار الدبلوماسية السعودية في إيران، فضلا عن تجاهل اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج..

وفي وقت، لم تراعِ وزارة الخارجية بمواقفها مصالح المغتربين اللبنانيين. بل على العكس، جاهرت بهذه المواقف ولم تعمل على تخفيف من وطأة الأزمة التي خلفتها سيما وانها تسببت باجراءات عقابية كادت أن تطال مصالح اللبناني المغترب.

اقرأ أيضاً: «ولدنات»… أم استجابة لأوامر حزب الله؟

هذا التجاهل دفع مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية أمس بالإعلان عن قرر مقاطعة مؤتمر «طاقات اغترابية»، احتجاجاً على موقف الوزارة. إذ دعا المجلس إلى إنشاء «خلية أزمة» لتصحيح مواقف الوزارة تجاه السعودية.

ووجه المجلس خطاباً إلى وزارة الخارجية اللبنانية، أبدى فيه استنكاره وإدانته المتجددة لمواقف الوزارة، ووزيرها جبران باسيل.

محمد شاهين
رئيس مجلس العمل والاستثمار اللبناني محمد شاهين

رئيس “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” محمد شاهين صرح لموقع “جنوبية” منتقدا الخارجية اللبنانية بالقول ان” هذه الوزارة معنية بالمغتربين والوزير من واجبه أن يراعي ظروف ومصلحة المغترب اللبناني ورعاية ظروفه”. وتابع “نريد أن نفهم هل نحن من ضمن مصالح وزارة باسيل او اننا لسنا من ضمن مسؤولياته؟”

وأضاف شاهين أن “مواقف باسيل المتطرفة تؤثر علينا كمغتربين وهو أثبت عدم جدارته بتولي هذه الوزارة”. واستدرك قائلا “باسيل لم يسيئ لنا فقط بل أساء إلى لبنان فنحن يوما من الأيام سوف نعود إلى وطننا لكن على أن يكون عامر”.

كما أشار شاهين “لبنان دفع ثمن العروبة غاليا، في المقابل باسيل يعزل لبنان عن جواره العربي. وفيما لا يكف عن المتاجرة بقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني يتجاهل قضيتنا ومصالحنا نحن المغتربين”.

وعن مقاطعة مؤتمر الخارجية قال إن “القرار اتخذ لأن الظروف المحيطة فيه غير سانحة وتم الاتفاق على المقاطعة من قبل المغتربين اللبنانين في الخليج وقد أخطر المجلس وزارة الخارجية ببيان رسمي بالقرار”.

الإمارات ترحل اللبنانيين

كما أضاف إلى أن “موقف باسيل لا يمثلنا ولكن نحن علينا أن نقوم بواجبنا تجاه المملكة ولبنان والمغتربين البعيد عن المصالح الخاصة”. واوضح شاهين أنه “قرار شخصي ولم يدفعنا أحد لاتخاذه”.

وخلص ” نتفاءل بانتهاء الازمة عندما تتخذ الحكومة اللبنانية موقف ايجابي بالمبادرة إلى إنشاء خلية أزمة، لرأب الصدع الحاصل بتصحيح وتصويب مواقف وزارة الخارجية والمغتربين تجاه المملكة العربية السعودية تداركاً لتداعيات الأزمة والعمل على الحد من أضرارها، وإعادة لبنان إلى محيطه العربي».

اقرأ أيضاً: ماذا سنخسر من مغادرة اللبنانيين لدول الخليج؟

ويأتي هذا الموقف استكمالاً لسلسلة المواقف والتحركات التي يقوم بها المجلس، إثر الأزمة المستجدة في العلاقات بين دول الخليج العربي الناجمة عن المواقف الأخيرة لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في المؤتمرات العربية والدولية، والمتمثلة بسياسة «النأي بالنفس» عن الإجماع العربي والإسلامي والدولي بإدانة الاعتداءات التي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.

السابق
والد الطفلة الضحية باتينا رعيدي يروي التفاصيل..‏
التالي
السعودية تدّعي على المنشد علي بركات