سنصلي على ضحايا بلجيكا… لكم دينكم ولنا ديننا!

لم نكن نعلم أنّ انتقادنا للمسلمين في بلجيكا الذين رفضوا الصلاة عن روح ضحايا قتلهم الإرهاب المتطرف المتقمص زوراً الدين الاسلامي، سوف يعرضنا نحن من كتب المقال امس في موقع جنوبية لتهم الضلال والخروج عن الاسلام.

إنّ ضحايا الاعتداء الارهابي في بروكسل مسلمين ومسيحيين ومهما كان دينهم يستأهلون لفتة انسانية اسلامية ممن هاجروا وعاشوا وقطنوا في ربوع بلادهم الجميلة من بلاد الاسلام، وهذا أقلّ من واجب في هذه اللحظات المؤلمة لإبراز الروح الوطنية والإنسانية الجامعة لديننا.

إقرأ ايضًا: بروكسل …و تحدّيات الاسلام الصعبة!!!

إنّ امتناع رجال الدين المسلمين في بلجيكا عن تكريم الضحايا والصلاة عليهم، وحتى عن الوقوف دقيقة صمت للترحم عليهم كما نقلت وكالات الانباء ، سيحوّلنا جميعا الى متطرفين و”مدانين”.

ولم نكن نعلم أنّ فتوى من احد المشايخ في لبنان اجتهدت ورأت ان ترفض قرار هيئة المسلمين في بروكسل، وآثرت أن تشفع بالرحمة لأرواح من سقط ودفع ثمن التطرف والتكفير، سوف تعرضنا وتعرض الشيخ قائلها للإنتقاص والتشكيك بإيمانه ايضا.

من التعليقات التي رفضت الصلاة والترحم على البلجيكيين وكانت هي الغالبة في التعليقات مما أوقعنا في حيرة من أمرنا ونحن لا نصدق ما نقرأ من نزوع إلى الاصطفائية والتمييز الديني من قبل الشباب المسلم الذي توهمنا أنّه تواق للتغيير لا للتقوقع والانغلاق، منها:

“كل الإحترام للضحايا كل الإحترام لبلجيكا كدولة محترمة إحترمت جميع المسلمين
كل الحرمة والحماية لدماء الأبرياء
كل هذا لن يجعلني أقوم بما يخالف ديني.. يوجد فرق بين أن أحترم الآخر وبين
التفريط”

 


“لم هذا التملق ولم هذه الذبذبة ولم هذا تمسيح الجوخ(باللبناني)ولم مهاجمة ديننا انا اراك بهذا متطرفا والمتطرف”


“دقيقة صمت ماشي اما ان.نعدل الدين حتى نصبح حضاريين فهذا مستحيل …. الصلاة على غير المسلم لا تجوز نقطة انتهى”


يا ناس هيدا دين مش أكل تين …الدين الإسلامي ليس لعبة الاتيكيت والبرستيج يوجد أصول على الجميع احترامها وعدم فلسفة البعض وافتائه بغير علم فيصيب الدين بجهالة”

 


للأسف، هذه التعليقات، تجعلنا نراجع ونتساءل أيّ دين يتبنى شبابنا، فالعلماء يؤكدون أنّ الفتاوى ليست جامدة، وأنّها مباحة للإجتهاد، فالدين هو لكل عصر.
هذه الردود تعكس العنصرية التي ساهم التطرف الأعمى في ترسيخها فينا، والتي شجّعها غياب صوت الإعتدال من المراجع الدينية المعترف بها، هذا الصوت الذي نحن اليوم بأمسّ الحاجة لخروجه عن صمته ولوضع حد لعقلية الإستكبار الديني.
الدين هو الإنسان، وهو دين العقل والمنطق، والإسلام هو دين السلام والمحبة مثله مثل أهل الكتب السماوية من المسيحية إلى اليهودية.

الماسأة الآن ليست فقط في رفض الصلاة لأرواح ضحايا التفجير الإرهابي في بروكسل لأنّهم غير مسلمين على حدّ زعمهم، فهؤلاء ليسوا بحاجة لصلاتنا هؤلاء ببساطة ضحية تطرفنا وضحية الصمت عن التطرف والقبول به سرًّا وجهرًا، المأساة هي رفض الاعتراف بأيّ فتوى معتدلة والإصرار على القالب الديني الجامد الذي يرفض الآخر.

المأساة هي التشكيك بأصوات الاعتدال والتمادي حدّ تكفيرهم واخراجهم من الإسلام.

إقرأ أيضًا:  لا صلاة على ضحايا بروكسل.. ويقولون من أين جاءت داعش؟!

إذا كانت الصلاة لأرواح ضحايا بروكسل ستجعلنا مرتدين، سنصلي، وإن كانت دقيقة صمت سوف تحوّلنا لكافرين، سنصمت إذاً دقيقة ودقيقتين، لأن الديانة الإسلامية لم تعد تتحمّل كل هذه الشوائب، الدين أخلاق ونحن بأخلاقيات الإسلام وإنسانيته متسمكون، لا بنرجسية قدامى المتدينين المتقوقعين، ولا بأوامر “الأمير” و”الخليفة” وأو ولي الفقيه، فـ”لكم دينكم ولنا دين”.

السابق
العلم يتحدث.. بعد الموت لا جنة ولا نار وهذا مصيركم!
التالي
جبران…إرحم لبنان