داعش يتراجع في سوريا والعراق ويتقدم في أوروبا‏

من جديد استطاع تنظيم داعش أن يخترق الأمن الأوروبي والتوغل في عمق دارها، وقد جاءت هذه الإعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مطار زافينتيم ومحطة ميلبيك في بروكسل في وقت انكمش فيه دور تنظيم "داعش" في سوريا والعراق منذ اتفاق ميونخ. فهل انتهى دور داعش في الشرق الأوسط لنشهد في المستقبل مسلسل دامي في الدول الغربية؟ وهل ساهم اتفاق ميونخ حقًا بتغيير موازين اللعبة؟

من بيروت وباريس إلى تركيا فبروكسل أثبت تنظيم داعش الإرهابي للعالم أنّه أصبح قوي عابرة للقارات بإعتراف الجميع، حيث نجح تنظيم الدولة الإسلامية مجددًا في التوّغل بالعمق الأوروبي عبر ثلاثة اعتداءات إرهابية في بروكسل، أسفرت عن مقتل 34 شخصاً وإصابة أكثر من 200 بجروح.

إقرأ أيضًا: زبائن للأكفان!

هذه الهزّة الأمنية شلّت العاصمة البلجيكية وولّدت ذعر أمني طال أوروبا بأكملها خصوصًا مع ما كشفته الوكالات الغربية عن مصادر أمنية أوروبية حذّرت من قيام داعش بإعداد 400 انتحاري بهدف تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا. وقد أعطى التنظيم هؤلاء “الإنتحاريين” الضوء الأخضر لإختيار الزمان والمكان الملائمين لتنفيذ هجماتهم والمهام الموكلة لهم، والجدير بالذكر أنّ التنظيم أعدّ لهذا الأمر معسكرات خاصة لتدريب مقاتليه.

فمن الواضح إذًا، أنّ شبكات التنظيم في أوروبا “متشابكة وشبه مستقلة”، كما وتظهر هذه الإعتداءات الدامية في الغرب أنّ التنظيم يتقدّم في أوروبا، في الوقت الذي بدأ ينحسر فيه بسوريا والعراق. وذلك منذ بداية الهدنة في سوريا، تطبيقًا لإتفاق ميونخ الذي أقرّته موسكو وواشنطن في 22 شباط والذي لم تشمل فيه “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كمنظمات إرهابية.
فهل انتهى دور داعش في الشرق الأوسط لنشهد في المستقبل مسلسل دامي في الدول الغربية؟ وهل ساهم اتفاق ميونخ حقًا بتغيير موازين اللعبة؟

رأى الصحافي مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان القطب  أنّ “ما يحدث هو لإخافة العالم بالظاهرة الإرهابية المتطرفة ذات الطابع الدموي غير واضحة الأهداف أو الجهة المستفيدة”.

داعش

وأضاف “أصبح واضحًا أنّ المشروع الإيراني من يستثمر هذه الجماعات، خصوصًا وأنّ الملاحظ حدوث هذه الهجمات والإعتداءات الارهابية في أوروبا وتركيا أي الدول غير المرتبطة بإيران “.

وعلاوة على ذلك، رأى القطب أنّ الهدف “من تفجير الوضع الأمني في الدول الغربية هو تغيير توجه الأطراف الأوروبية عن الأوضاع في المنطقة العربية”، وبالتالي “تغيير رأي الناس بالظاهرة الإسلامية المعتدلة لإبقاء الشرق الأوسط كما هو عليه دون تغيير”.

كذلك، إعتبر أنّ “التفجيرات الإرهابية الأخيرة في تركيا وبروكسل تبدو أنّها لصالح النظام السوري والمحور الروسي الإيراني مشيرًا إلى أنّ داعش ضربت الثورة أكثر من النظام، وبالتالي داعش ليس له تأييد في العالم أجمع لذا فالسيناريو هو أن يتّحد العالم مع الأسد بشكل حتمي ضد “الإرهاب”.

إقرأ أيضًا: الإرهاب تكتيكٌ وليس فريقًا‏

ولخص قطب إلى أنّ “المطلوب إبقاء حكم معين برعاية دولية إذ أصبح السؤال هل يبقى الأسد أم سيرحل بدلاً من أن يكون كيف يمكن بناء سوريا من جديد؟”.

في المقابل، لم تستبعد مصادر متابعة أنّ التضييق على داعش في سوريا والعراق يعطيها زخم في التوجه نحو أوروبا لتنفيذ أعمالها الإرهابية وذلك للتأكيد على قوتها في نشر إرهابها رغم الحصار.

لذا فإنّ توجه وضع داعش اليوم في سوريا والعراق إلى الانكماش أكثر فأكثر يأتي في سياق الصراع الكبير بين داعش وبين العالم الغربي، وهذا ما يفسر قيام التنظيم بالإخلال بأمن أوروبا باعتبار ما يجري حربًا أوروبية عليهم.

السابق
استعارات لم يطأها أحد
التالي
المشنوق: إيران و«حزب الله» يعطلان انتخاب رئيس للجمهورية