«فرنجية» يتصدى لـ«باسيل» ويسكته: لنا وجودنا ولكم وجودكم!

الحوار الوطني
حمل الجولة الاخيرة للحوار التي انعقدت أمس في عين التينة مفاجأة لم تكن في حسبان الكثيرين من اركان الحوار والتي تمثلت في مبارزة حادة ذات دلالات بين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل ممثل العماد ميشال عون في الحوار.

عاد البند الرئاسي ليطرح نفسه بقوة على طاولة الحوار أمس، تحت وطأة ما شهدته الجلسة من تكرار الوزير جبران باسيل لازمة “المظلومية” العونية التي تحاول تبرير النهج التعطيلي للاستحقاق بذريعة الإخلال بالميثاقية وتهميش “الأكثرية المسيحية”، الأمر الذي اضطر رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية إلى التصدي بحزم لما بدا في كلام باسيل من محاولة لفرض ميثاقية “إلغائية” على الساحة المسيحية متوجهاً إليه بالقول: “لستم الوحيدين الذي تمثلون المسيحيين، لكم وجودكم ولنا وجودنا ولا قدرة لكم على إلغاء الآخرين”.

وفي تقدير مصدر وزاري عبر “اللواء” أن “نجم” جلسة الحوار التي انعقدت أمس في عين التينة، كانت المداخلة المنسقة بين النائب الجميّل والوزير حرب حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وملخصها سؤال حول أسباب تعطيل الإنتخاب من قبل أطراف موجودين على الطاولة، في إشارة إلى “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.

وفي التفاصيل، كما نقلتها مصادر المتحاورين لـ”لمستقبل”، أنّ النقاش الرئاسي كان قد استهله رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل حين شدّد على وجوب وقف تعطيل النصاب في الجلسات الرئاسية وضرورة احتكام المرشحين إلى اللعبة الديموقراطية بعد دعم قطبين من 14 آذار مرشحيْن من 8 آذار، معتبراً أنّ ذلك أدى إلى كسر الانقسام العمودي بين 14 و8 آذار بشكل بات يؤمن “الميثاقية” اللازمة لإتمام الاستحقاق ربطاً بحيازة كل من المرشحين الحيثية التمثيلية وتلقي كل منهما دعماً متعدد المذاهب والطوائف، في حين طالب الوزير بطرس حرب بإعطاء “مهلة شهر” لتأمين التوافق على أحد المرشحين وإلا النزول إلى مجلس النواب والاحتكام لصندوق الاقتراع.

سليمان فرنجية

على الأثر، طلب ممثل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” الكلام معتبراً أنّ هناك “محاولة لتصغير الإشكالية الرئاسية”، وقال باسيل: “المشكلة عميقة وتتعلق بالميثاقية المفقودة منذ عام 1990، فما كان يجري قبل اتفاق الطائف الذي انتزع صلاحيات من رئيس الجمهورية يختلف عما يجري اليوم”، بحيث تحدث عن تهميش القيادات المسيحية التي تتمتع بالحيثية الشعبية، مطالباً في المقابل بإجراء الانتخابات النيابية بالتزامن مع الانتخابات البلدية. غير أنه لم يُجب على سؤال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن قانون الانتخاب الذي ستتم على أساسه الانتخابات النيابية. عندها توجّه فرنجية إلى باسيل بالقول: “ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه عام 1990 يتحمل تيارك مسؤوليته، فلو حصلت تسوية حينذاك لما كان أصاب المسيحيين إجحاف بحقوقهم”، مذكراً إياه بأنّ مواقف “التيار” هي التي أوصلت إلى إقرار دستور الطائف وأسفرت عن انتزاع جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ومن بينها قدرته على حلّ مجلس النواب. وأردف فرنجية متسائلاً: “منذ العام 2005 وأنتم في السلطة فماذا فعلتم سوى أنكم تشاركون في الحكم وتتصرفون كمعارضة؟”. وأضاف: “أما بالنسبة لمسألة التمثيل الشعبي فنحن موجودون قبلكم ومعكم وسنبقى موجودين بعدكم إلا إذا كنتم تعتقدون أنّ اتفاقكم مع “القوات” يستطيع إلغاء الآخرين”، لافتاً انتباه باسيل إلى أنّ “شركة الإحصاءات التي منحتكم 86% من تمثيل المسيحيين هي نفسها كانت قد منحت إميل لحود أكثرية شعبية أيام التمديد لولايته مع العلم أنّ أكثرية اللبنانيين لم يكونوا يؤيدونه”.

إقرأ أيضاً: ما لا تعرفونه عن «شيعة السفارة»

 

إزاء ذلك، أشارت مصادر “المستقبل” إلى أنّ “حالة من الصمت المدوي” سادت طاولة الحوار بعد مداخلة فرنجية حتى أن باسيل لم يعقب بكلمة على الموضوع. وأبلغ مشاركون في الاجتماع “النهار” أنه بعد هذا السجال ساد صمت إستمر نصف دقيقة وعلا وجوه عدد من المعنيين الوجوم.

إقرأ أيضاً: ناشطون: هذه مؤسسات حزب الله …قاطعوها

السابق
الطقس غائم مع انخفاض اضافي بالحرارة
التالي
أزمة النفايات على سكة الحل.. واتفاق شبه نهائي حول كافة المطامر