ردا على مقال «التروتسكية»: هيمنة الاحزاب الطائفية مبرر للطروحات الثورية

ترودسكي
نشر موقع جنوبية مقالة للزميلة سلوى فاضل أول أمس، بعنوان "الى تروتسكي لبنان: الحالم في زمن الوحشية الدينية"، يتضمن رأيا ونقدا للتروتسكيين على اعتبار انهم يحملون عقيدة حالمة وغير واقعية، الاستاذ سليمان فقيه وهو المعني بالمقالة السابقة المشار اليها، يردّ اليوم على النقد الآنف الذكر مبيّنا ماهية الفكر الماركسي التروتسكي البعيد كل البعد برأيه عن الأحكام الغير واقعية التي ساقتها كاتبة المقال.

«تحيه طيبه…
ردّا على مقال الصديقه الصحفيه سلوى فاضل.
ان كل ما قيل في هذا المقال يحمل في طياته ثقافه ابويه دينيه تعبيرا وتوصيفا .بحيث يصبح الاشخاص محورا للفكر وليس العكس.من مثل التروتسكيه والتروتسكي الاخير سليمان فقيه دون المرور ولو تلميحا عن ماهيه هذا الفكر واسباب استمراره لحد الان بعد انفراط العديدي من الاحزاب الشيوعيه الكبيره والصغيره.وتصبح الافكار الماركسيه الثوريه حسبما نحاول ابرازها دون تشخيصها وحصرها بافراد معينين .
فحينما سألت والحت عن من يمثل المنتدى الاشتراكي (الذي لم تذكره الكاتبه في مقالها )،قلت لها مرارا ان لاوجود عندنا لامانه عامه او رئاسه، واننا نعمل على قيام هيئه قياديه منتخبه وكل واحد من المنتدى يستطيع ان يمثل المنتدى.
اما الطامه الكبرى في هذا المقال هي التمني علي” بان لا اقتلها وكانها تشبه بيننا وبين القتله وكل تاريخنا يشهد اننا مظلومون في اتهمامنا وفي الاغتيالات التي تمت بحقنا من الانظمه البوليسيه والاحزاب المنضويه تحت ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي.
اما محاكمتها الغير مفيدة على هذا المقال فاتركه للقراء الكرام وليحكموا عليه بالحذف او الالغاء او الاشاده به وبالكاتبة.
وفي نهايه هذه المحاكمه للمقال اتمنى عليكي ان تبذلي جهدا اكبر، وليكن النقد بناءاً ويفيد في تقدم مجتمعاتنا.
بدايه لا يسعني غير ابداء الاستغراب لتسطيح مواضيع اساسيه من صلب معاناتنا السياسيه والاجتماعيه .
في بلد وصل فيه الفساد السياسي والارتهان للخارج الى ما لا يطاق، وبرأي كاتبه المقال يصبح رفع شعار العلمنه من الاحلام الوهميه الحالمه لحد السذاجه.
اولا: من ناحيه الشكل، لم يلبِّ المقال اي هدف ذو اعتبار او معلومه مفيده.
ثانيا: الجلوس في مقعد النصح والمنظر في آن من بدايه المقال وحتى نهايته.
ثالثا: الاستغراق في استخدام لغه وثقافه دينيه غير اكاديميه.
رابعا: لم نجد في مقالكم ما يدعو للتفاؤل او البديل المفتروض عن ما نقوم به والحلم الذي نسعى لتحقيقه من حريه وعداله اجتماعيه وغد اجمل.

إقرأ أيضاً: العلمنة: أين تلتقي بالإسلام وأين تفترق(2/3)
وهنا يبرز سؤال اساسي، هل تبني العلمنه في مجتمع منقسم طائفيا وصراعا بين اقطاب متناحره على حساب المواطنين تستلزم هذا الكم من التيئيس وليصبح النضال في هذا السبيل من الاحلام الوهميه والغير منطقيه وغير واقعيه؟
هل المطلوب في زمن هيمنه الفكر الطائفي الانقسامي الانزواء والتقوقع وطلب الشفقه ممن يعيثون فسادا ونهبا لمقدرات بلادنا ومؤسساتنا على علاتها؟
هل المطلوب الانضمام لاحد طرفي الصراع لتبرير وجودنا السياسي كما فعل الكثيرين غيرنا؟
ومنذ متى كان طريق النضالي سبيل العداله الاجتماعيه والحريه والمساوات يتطلب موافقه القوى الطبقيه المسيطره؟
وهل كانت احلام سبارتاكوس قائد الثوره ضد العبوديه بالحريه، واحلام غاندي بالانعتاق من الاحتلال البريطاني، وغيفارا بالحريه والعداله اكثر واقعيه وموضوعيه مما نحلم به الان القرن الحادي والعشرين؟

إقرأ أيضاً: غاب حسن الترابي: افضل المفكرين الاسلاميين وأسوأ السياسيين!
اما الاستخدام المكثف لاستخدام تروتسكي والتروتسكيين بحيث يخال للقارئ انها تأخذ منحى الاتهام بنقيصه والادانه.ويزيد الموضوع سوئا”تشبيه الفكر الماركسي الثوري “التروتسكي” تشبيهه كواحد من المذاهب الدينيه، مما يزيد في المقال تحريفا و تخبطا ولا موضوعيه ولااكاديميه.
اما التهويل بوجود المؤسسات الدينيه من حوزات ومراكز قوى مهيمنه طائفيه وحزبيه مسيطره لحرف مسار الحريه والتغيير، فمن نافل القول ان كل ذلك هو مبرر اساسي لوجود طرح يساري ثوري جذري وذو طابع انساني اممي.

السابق
عيد المرأة أهديه لثلاث نساء في حياتي…
التالي
العروبة