خطّة السعودية لـ«إرهاق حزب الله»

كتب ابراهيم الأمين في” الاخبار”: خطّة السعودية لـ«إرهاق حزب الله»

وضع الحكم السعودي نصب عينيه هدفاً جديداً في لبنان، وهو «إرهاق حزب الله». النظام الحاكم للجزيرة العربية، ينوي، بحسب المعلومات المتداولة في لبنان وعلى ألسنة دبلوماسيين غربيين وعرب، المباشرة بسلسلة إجراءات عقابية إضافية بحق اللبنانيين، في المجالين السياسي والاقتصادي. وسيكون إلى جانبه النظام الإماراتي، مع سعي إلى حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية. المعلومات تشير إلى زيادة وتيرة عمليات طرد اللبنانيين من الخليج، إضافة إلى «محاولة إيجاد آلية لمراقبة التحويلات المالية». ما يصل إلى بيروت من الرياض وأبو ظبي وعواصم أخرى يُقلق بالدرجة الأولى القوى الموالية للسعودية، وفي مقدمها الرئيس سعد الحريري. والأخير، بحسب مقربين منه، بات يرى أن الإجراءات السعودية مبالغ بها، وخاصة بعدما وردته «تهديدات» بإمكان حظر رحلات شركات الطيران الخليجية إلى مطار بيروت ومنه. وبسبب تخوفه من نتائج هذه الإجراءات، آلى على نفسه الالتزام بطريقة والده في لحظات مشابهة: التخفيف من الكلام ذي المعاني السياسية، سواء في العلن أو في الاجتماعات المقفلة، والتركيز على الشعارات «الجامعة»، كبناء الدولة وغيره. قوى 14 آذار، وشخصيات سياسية من جهات مختلفة، سمعت كلاماً واضحاً من دبلوماسيين أميركيين يزعمون فيه أن إدارة بلادهم تعارض كل ما يمكن أن يمس باستقرار لبنان وأمنه. مصادر دبلوماسية وأخرى محلية،تقول ان اميركا  لا تمانع «إرهاق حزب الله وبيئته، لكن مع الحرص على عدم إغضاب الحزب واستدراجه الى انقلاب كبير. السؤال الذي لم يجد كثيرون في لبنان الإجابة عنه بعد: هل عاد الحريري إلى بيروت وهو على علم بتفاصيل خطة سعودية للتصعيد الشامل؟ أم أنه أتى وبدأت الأمور تلاحقه؟ الثابت حتى الآن أنه كان على علم بوقف العمل بالهبتين السعوديتين إلى الجيش اللبناني، قبل يومين من إعلان القرار. ازاء ما تقدّم، يستمر الحكم السعودي بسياسته التصعيدية ضد اللبنانيين. وهذه السياسة تتضمن برنامجاً للعمل يشمل العديد من الأمور في لبنان والمنطقة وفق سيناريو يقود الى الآتي: أولاً: تصعيد التوتر السياسي والحملات الشعبية ضد حزب الله، ورفع منسوب القلق من انهيار نقدي في لبنان. ثانياً: سعي البعض إلى افتعال مشكلات أمنية، من شأنها تعزيز العصبيات في الشارع. لكن الواضح أن هناك خلافات فعلية بين أركان «المستقبل» حولها. ويدعم الحريري التيار الداعي الى التعقل، وخصوصاً في الشمال وبعض مناطق البقاع وبيروت.

السابق
سلام ينتظر رد السعودية على رسالته
التالي
معاقبة لبنان أم «حزب الله»؟