انباء ترحيل اللبنانيين من الخليج: حقائق ام شائعات؟

السعودية
مع دخول الأزمة الدبلوماسية القائمة بين لبنان والسعودية أسبوعها الثاني تتجه الأنظار الى الاجراءات التصعيدية الخليجية المتصلة بلبنان. وقد ارتفع منسوب القلق على مصير المغتربين اللبنانيين في الخليج وسط أنباء تتحدث عن مباشرة المملكة باجراءات الترحيل. فما صحة هذه الأنباء؟

فيما لا تزال الأزمة بين لبنان والسعودية مفتوحة على مصراعيها تتواصل المساعي والمحاولات لتطويق مضاعفات الإجراءات السعودية حيث يعيش مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في دول الخليج وعائلاتهم المقيمة في لبنان اليوم في حالة من الذعر خوفا من أن تطالهم هذه الإجراءات.

ولكن، مع العلم أن مسألة إبعاد اللبنانيين العاملين في المملكة والخليج ليست مسألة حديثة العهد. فأثيرت منذ أن بدأت ثورات الربيع العربي وكُشِف تورط حزب الله في حروب المنطقة العربية وبدأ الأخير بشن هجومه على “آل سعود”. إلا أنه مؤخراً تفاقمت المخاوف في شأن مستقبل اللبنانيين في منطقة الخليج العربي الذين يبلغ عددهم 500 ألف بعد تعاقب هذه الدول على اتخاذ خطوات عقابية بحق لبنان وذلك ومع وصول التوتر بين لبنان والمملكة إلى أقصاه لأول مرة في تاريخ هذه العلاقة.

وبالأمس، وصلت هذه المخاوف إلى ذروتها. إذ تدفقت الشائعات من كل حدب وصوب عن صدور قرار بإبعاد أعداد مهولة من اللبنانيين في الخليج وصل عددها في بعض المواقع والصحف إلى 1343 لبنانياً أنذروا بوجوب المغادرة خلال 48 ساعة إلى أن عاد هذا العدد واستقر على ما يقارب الـ 90 لبنانيا تبلغوا قراراً من ارباب عملهم بالاستغناء عن خدماتهم في السعودية.

 

ربيع الأمين
ربيع الأمين

وفي هذا السياق، تواصل موقع “جنوبية” مع أمين سر مجلس العمل والاستثمار اللبناني ربيع الأمين الذي أكّد ” أنه لا يخفى وجود حالة من التوتر والقلق لدى المغترب اللبناني، لكن الإعلام اللبناني يلعب دورا كبيرا بمضاعفة التوتر الحاصل”. وأشار الى أن “عدد الـ 90 مبعد الذي تحدث عنه في الإعلام غير دقيق مؤكدا أن لا قرار رسمي من الحكومة السعودية حول الترحيل”.

كما تمنىّ الأمين على “ضرورة عدم الخلط في الأمور والتنبه من اقدام ارباب العمل على الاستغناء عن خدمات بعض اللبنانيين نتيجة للأزمة الإقتصادية أو نتيجة لتأزم العلاقات بين البلدين”. مشيراإلى “أن شركة مقاولات في السعودية أعلنت عن أنها ستتخلى عن خدمات 2000 موظف من مختلف الجنسيات وليسوا فقط لبنانيين وهذ أمر يتعلق بالوضع الإقتصادي وهو ليس ترحيلا”. مؤكدا أنه “أمر يتعلق بالدورة الوظيفية نتيجة للوضع الاقتصاد الضاغط”. وفي هذا السياق لفت إلى “منافسة العمالة السورية للعمالة اللبنانية منذ بدأ الثورة السورية وهذا ما أنتج أيضًا عن تفضيل العامل ذو الأجر الأقل خصوصا في قطاع المطاعم”.

كما أشار إلى أن هناك “خوف وحذر كبير لدى المغتربين اللبنانيين لكن لا معلومات رسمية وصلتنا عن ترحيل أحد”.

إقرأ أيضاً: حزب الله بين الإنتصارات الوهمية والهزائم الواقعية

ورأى الأمين أنه على “الاعلام اللبناني التركيز على ما ستفعله الحكومة في سبيل انهاء هذه الأزمة وليس المزيادة لحساسية الوضع”. كما انتقد “كيفية التعاطي الحكومي مع الوضع واثارة الجد ل حول الإعتذار من السعودية قائلا المطلوب الآن اتخاذ موقف حاسم وواضح من قبل الحكومة وتصحيح الخطأ الذي ارتكبه وزير الخارحية وذلك بالتضامن مع المملكة والتراجع عن موقف النأي بالنفس في شأن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية”.

علي عواض عسيري
علي عواض عسيري

اما على الصعيد الرسمي، فقد أكّد سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري في حديث إذاعي أنه “بالنسبة لتوجيهات او اجراءات في حق اللبنانيين، “ليس لديه علم بذلك حتى هذه اللحظة واعتقد ان مصدر ترحيل 90 لبنانيا لم يعطوا اقامات هو لبناني، وربما صاحب العمل اعطى الموظفين اجازات بانتظار عمل مشروع جديد والسفارة اللبنانية في الرياض تعطي الجواب الصحيح”.

إقرأ أيضاً: بالأرقام(7): اقتصاد لبنان خليجي… والفساد الإيراني تحت عباءة الخامنئي!

وفي شأن تعليق رحلات الخطوط الجوية السعودية أنه “ليس لدينا اي توجيهات عن وقفها، وحتى الأمس كانت الطائرات موجودة في مطار بيروت، لكن هناك نظرة اقتصادية الى الأمر فاذا لم يعد هناك سعوديون يستقلون الطائرات السعودية بكثرة الى بيروت فربما تقرر الشركة وقف الرحلات”.

السابق
جنبلاط بعد تهديد نصر الله له: كنت عم إمزح معكم
التالي
تريدين أنف صغير بدون عمليات تجميل؟ شاهدي الفيديو..