هل سيتحرّك الرئيس برّي لإنقاذ المغتربين في الخليج؟

بعد قرار السعودية توقيف الهبة وصولاً لدعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وما تبعها من تأييد خليجي لهذه المواقف ولا سيما دولة الإمارات التي تتبنى كل قرار تتخذه المملكة بحق هيمنة حزب الله على لبنان ومشروعه لتحويل سياسته باتجاه إيران، يجد عشرات الآلاف من اللبنانيين الشيعة أنفسهم تحت خطر الترحيل

500 ألف لبناني مغترب في دول الخليج موزعون على الشكل الآتي: 200 ألف في السعودية ،ومئة ألف في الإمارات، و30 ألفاً في قطر، و50 ألفاً في الكويت كما صرّح الخبير الاقتصادي غازي وزني.

واذا فرضنا انه لا يوجد عدد دقيق وواضح للّبنانيين الشيعة في دول الخليج، إلا أنّ هذا العدد يزيد عن الـ 100 ألف لبناني وهذا ما أشار إليه مصدر خليجي لوكالة أورينت في تقرير نشر في نيسان 2015.

إذاَ، أكثر من 100 ألف لبناني شيعي هم اليوم تحت طائلة الترحيل عن دول الخليج، وهذه ليست المرة الأولى التي يعاقب بها اللبنانيون الشيعة على خلفية مواقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، فقرارات الترحيل بدأت منذ العام 2009، لتزداد على خلفية حرب حزب الله الإقليمية في سوريا ومواقفه المعادية من المملكة منذ حربها في اليمن وعاصفة الحزم.

مغتربو الشيعة والذين ناشدوا دول الخليج منذ بدأت عاصفة الحريري أنّ لا تحملهم وزر حزب الله ومواقف أمينه العام ، غير أنّ الخلايا الإرهابية التي تمّ رصدها للحزب في كل من الإمارات والكويت والبحرين، لم تترك لهم من شفاعة ممّا دفع البعض منهم لتغيير مذهبه، وهذا ما أشار إليه موقع لصيدا الذي أورد عن مصدر موثوق في العام 2015 أنّ بعض العائلات الشيعية في الخليج لجأت إلى تغيير مذهبها لكي تحافظ على أرزاقها ومكانتها بعد تصريحات نصر الله.

المغتربون الشيعه في الخليج اليوم مهددون، أما السنة فلن تحملهم دول الخليج خطيئة إيران بحزبها، وبالنسبة للمسيحيين اللبنانيين فمصيرهم على كف عفريت ولا سيما “العونيين” منهم، بجريرة وزيرهم ورئيس تيارهم جبران باسيل.

حزب الله، الذي لم يفكر أمينه العام بهذه الألاف، ولا بمستقبل الطائفة، فالشباب الشيعة الذين سوف يأتون مطرودين من اعمالهم من الخليج سوف يقوم بتعبئتهم عقائديا وعسكريا ويرسلهم للقتال في سوريا وبلاد العرب الواسعة، هذا الحزب الذي لم يتوانَ عن التضحية بألف قتيل وآلاف الجرحى في معركة عربية دموية خدمة لمشروع فارسي في سوريا، لا رادع له في عسكرة المزيد فلأجل “لبيك نصر الله”، فالحاضنة التعبوية والمال الفارسي سوف يشكلان بديلاً عن ريالات ودراهم الخليج، وتحت أزمة الحاجة سيُدفع الشباب الشيعي المرحّل إلى تقديم حياتهم لنصر الله لكي “أن لا يموت أهلهم جوعاً”.

السيد حسن نصر الله
السيد حسن نصر الله

المتضرر من سياسة الحزب المرتهن لسلطة إيران ولمشروعها ليس شيعته بشكل مباشر، والذين سيدخلون طوعاً أو رغماً عنهم ضمن صفوف مقاتليه، وإنّما شيعة “أمل” التي يتزعمها الرئيس نبيه بري، فعلى الرغم من الصورة الملمعة لما يسمى بالثنائية الشيعية إلاّ أنّ الحرب السورية والأجندة الإيرانية أظهرت الفوارق بين من جاهدوا لأجل الوطن، وبين من يبيعون الوطن دفاعاً عن أنظمة فاشية.

شيعة الحركة اليوم يحاربهم الحزب بأرزاقهم وبقوتهم وبلقمة عيشهم، بمواقفه الشتّامة للخليج عموماً وللسعودية خصوصاً، هؤلاء الذين ينتظرون من حامل رسالة الإمام المغيب موسى الصدر إصدار موقف واضح وصريح يحمي وجوديتهم في الحاضنة العربية، ويمنع عنهم قرار الحزب في التحوّل لإيران.

إقرأ أيضاً: إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان

الكل يعرف، أن الرئيس نبيه بري يتمايز عن حزب الله في مواقف وطنية كثيرة منها التدخل العسكري في سوريا الذي لم ينتزع تأييدا من الرئيس بري حتى الساعة، لا سيما وان المحاولات الحزب المتكررة لسرقة تراث أمل والمقاومة جارية على اعلاما وفنا وتاريخا، فالحزب الذي لديه عقدة “حركة أمل” كون السيد كان ابن الحركة وكون “أمل” هي الصوت الشيعي الأسبق في المقاومة وهي من تحمل رسالة الامام الصدر.

إقرأ أيضاً: عندما يحاضر حزب الله تابع ولاية الفقيه… ضد التبعية!

ومن هنا، إن كان النبيه قد صمت “صبراً” عن تغييب تاريخه المقاوم ونهجه، فهل يطول صبره عن طرد اللبنانيين؟

حكمة “بري” أكبر من مطامع حزب الله، ومن المشروع الفارسي والحرب السورية والهيمنة الإيرانية، حكمته “لبنانية”، وبالتالي حينما يصل حدّ الحزب لرقبة اللبنانيين المغتربين من كافة الطوائف حينها سيقول “زعيم حركة أمل” ما يلزم، ولربما يستبدل عبارة “حدك ع خلدة” بـ “حدك ع إيران”.

السابق
المشنوق بعد لقائه العربي: لا خيار للبنان إلا عروبته
التالي
السعوديه تواجه روسيا وايران في معركة «الهوية العربية»