هل خضعت العربية لتهديدات حزب الله فمسخت الوثائقي «حكاية حسن»؟

قناة العربية
لم يكن وثائقي "حكاية حسن" كما كان متوقعاً، فقد خيب آمال مناهضي حزب الله. وامام البروبغندا القوية التي اعتمدتها قناة "العربية" للترويج للفيلم الذي ظهر لاحقا بأنه جاء دون المتوقع . يطرح المتابعون تساؤلا "هل تعرّضت "العربية" الى ضغوطات من قبل حزب الله لعدم عرض كامل الفيلم الوثائقي؟ وذلك كما جرى سابقا مع الـ "mtv" التي خضعت لمشيئة حزب الله وامتنعت عن عرض المقابلات التي أجرتها الاعلامية كارول معلوف مع أسيريه لدى النصرة؟

شهد الأسبوع الفائت حالة ترقب وانتظار لوثائقي أعدته قناة “العربية بعنوان “حكاية “حسن” وروجت له على مدار أربعة أيام على أساس أنه يروي “السيرة المنبرية للمنشق الأشهر عن حركة أمل، ورحلة بيروت النجف التي صنعت كياناً يختطف دولة”.

اقرأ أيضاً: طفح الكيل لدى السعودية ورفعت كرباجها…!

عنوان الوثائقي وحده كان كافيا لجذب الجمهور المناهض لحزب الله وأمينه العام، في المقابل عمد الى شد عصب الموالين له، فتمركزت قوة أمنية كبيرة أمام مبنى قناة “العربية” في بيروت، تزامناً مع عرض الفيلم استباقا لأي ردود فعل واحتجاجات على “الإساءة” لأمين عام حزب الله.

لكنّ، المفاجأة كانت عكس كل التوقعات إذ كان “الشاطر حسن” “إسم على مسمّى” فعلاً. وبدلاً من المادة الهجومية المتوقعة كان الفيلم مادة ترويجية لنصرالله وداعمة لـ”حزب الله”. حيث اعتبر العمل انتاجا فاشلا من قبل المناهضين لسياسة الحزب الذين انتقدو قناة العربية بأنها بدلا من أن تذم نصر الله فقد مدحته ومجدته بخلاف ما كان مرتقبا منهم.

فقد عرض الفيلم خلال نصف ساعة تقريبا واستنادا لأرشيف قناة “المنار” بعض المقتطفات من كلمات وخطب ألقاها نصرالله على المنابر، وتم دمجها وعرضها بشكل وثائقي.

لكن، خيبة جمهور “العربية” الكبيرة بعد البرومو المشوق للوثائقي طرح علامات استفهام حول ما إذا تعرضت محطة العربية إلى ضغوطات من قبل حزب الله لعدم عرض الوثائقي الحقيقي أو حذف منه ما من شأنه النيل من السيد نصرالله. وهذا بالظبط السيناريو الذي جرى مع قناة الـ “MTV” إذ رضخت الأخيرة لضغوطات حزب الله التي مارسها عليها، وعلى الاعلامية كارول معلوف لعدم بث فيديو المقابلات مع أسيريه لدى النصرة في برنامج “بموضوعية”. وهذا أمر لم يستبعده المتابعون نظرا للسياسة التي ينتهجها حزب الله أمام أي انتقاد.

حكاية حسن

كما تم تداول معلومات على أنه تم ايقاف النسخة الأصلية من “حكاية حسن” بايعاز من الرئيس نبيه برّي الذي هاتف الرئيس سعد الحريري طالبا منه التدخل لمنع القناة من بث الوثائقي وذلك حقنا للدماء وتفاديا لما يمكن أن يحدث في حال عرض الفيلم بإعتبار أنه تهديد غير مباشر من قبل حزب الله.

لكن، مصدر مسؤول من قناة “العربية” نفى سيناريو التهديد هذا لـ “جنوبية” مؤكدا أن “الكلام غير دقيق والقناة لم تخضع للضغوطات”.

مصدر خاص آخر في المحطة اكد لنا كلام الأوّل. لافتا إلى أن “هذا الفيلم أثار حالة من الإمتعاض من قبل الإدارة في القناة وذلك لكون الوثائقي كان دون المستوى ممّا خلف انتقادات واسعة من قبل متابعيها.

والجدير بالذكر، أن مشاهد الوثائقي تأخذ المشاهد إلى حي “الكرنتينا”، شرق بيروت، حيث كانت ولادة الابن البكر لعائلة نصرالله عام 1960، وسفره إلى النجف للدراسة الدينية وعودته إلى لبنان. ثم كيف باشر حياته السياسية ضمن صفوف حركة “أمل” في منطقة البقاع، بعد ذلك انشقاقه عن الحركة مع مجموعة من الكوادر والبدء في تأسيس “حزب الله” بدعم مباشر من إيران.

اقرأ أيضاً: كارول معلوف تنشر المقابلة الكاملة مع أسرى حزب الله لدى «النصرة»

كما يغطي الفيلم جميع المراحل والحروب التي خاضها حزب الله بقيادة نصر الله ومن سبقه، من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان إلى حرب حزب الله وحركة امل نهاية الثمانينات من القرن الفائت، الى مقاومة اسرائيل، اللى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، فدخول الحزب في حرب تموز 2006 وتدخله في الحرب السورية قبل 3 سنوات وسيطرته على مرافق السياسة العامة في لبنان.

السابق
أروع الصور الصحافية لعام 2015
التالي
كيف اكتشف شبيه رفيق الحريري؟!