مقاتل من حزب الله… يتحدث عن الحرب والحب (1)

أسوأ ما في الأمر أن الوقت كان يمر بسرعة. حيث ان الاستماع الى شهادة مقاتل من صفوف حزب الله يتطلب الكثير من الاوراق لتدوين ما يقوله مع ذكر كامل التفاصيل

انتسب هذا المقاتل الشاب الى حزب الله عام ٢٠٠٧ وتساءل دائما خلال جلستنا: لماذا يتهم البعض حزب الله بالارهاب وبدعمه لنظام ديكتاتوري؟!.

يبدو ان هذا المقاتل لديه الكثير كي يقوله. كانت تصرفاته تخرج بكامل عفويتها. لقد جلسنا سوياً في مقهى واحتسينا القهوة. بقي على عادته التي عرفته بها. فنحن نشأنا سوياً في حي واحد. يحب القهوة مع الكثير الكثير من السكر. وبالرغم من مشاركته في الحرب في سوريا التي اضفت على ملامحه الكثير من التعب والكآبة الا انه يبتهج ويتصرف كالاطفال عندما يحتسي القهوة.

إقرأ أيضاً: إيهود أولمرت، من سجنه، يتفوق على أخلاق حزب الله

خلال مكوثنا في المقهى طلب مني ان نتوجه سوياً الى البحر. دمعت عيناه. لم اعرف ما سبب رد فعله هذا ولا من اين جاءت الدموع ولماذا كل هذا الاصرار على تنفيذ طلبه المفاجيء.

فنفذت طلبه وتوجهنا نحو البحر.

وهنا سأروي لكم ما قاله حرفياً دون اجتزاء او تصرف.

«اوقات الواحد بيقطع بأشياء سلبية وأمور اخرى ايجابية. بعضها يجعل الانسان يبتسم ولكن الابتسامات قذرة عندما تكون مزيفة. طويلاً لم ار البحر. إن جميع اللبنانيين تعساء حتى أنا مريض. انظر الى ذلك الرجل انه تعيس والدليل على ذلك طريقة تدخينه للسيجارة بالاضافة الى جلوسه لوحده محنياً الرأس. تلك الفتاة ايضاً مريضة. هذه المرأة كذلك. الشاب هذا مريض. لقد اتهمت الجميع بالمرض. أما هذا الشحاذ “معتر والله يعينه” يلعن ابو هلعيشة..

مريض .. مريضة.. مريضان.. مرضى..

ما هو جمع مؤنث سالم لكلمة مريض؟! مريضات ..

البحر قادر على اعادتي الى طفولتي. أذكر طفولتي جيداً كأنها مشهد سينما وشاشة كبيرة أحدق بها دون توقف. كنت مولعاً بلعبة كرة القدم على الـplaystation والأتاري. اكره الالعاب الحربية كالكاونتر سترايك. علماً ان اصدقائي كانوا مولعين بها. هل تعلم انه تحت منزلنا قامت مجموعة من الصبية بتكسير محل الـplaystation بسبب لعبة الكاونتر .. ظنوا الشباب انهم بإمكانهم استنساخ اللعبة نحو الواقع. بس طلعت براسهم.

مقاتلو حزب الله

انا لست بكل شيء اؤيد حزب الله. انتقدهم. يحق للجميع الانتقاد. هنالك مئات الامور انتقدها ولكن عقائدياً وايماناً بنهجهم فانا معهم حتى اخر نفس في روحي.

نحن شعوب نناقش بأمور فوق نطاق العقل.

اليابانيين وصلوا لمكان سوف يضيفون أزرار على الانسان on off .. ونحن ما زلنا نتنازع بالحرب والقتل والتفجيرات.

يستحيل تطبيق القانون علينا. ويستحيل صنع شيء عندما تهدد بالموت ودمار جماعتك ووطنك الذي تنتمي وتضحي لأجله كما لو أننا ولدنا بالخطأ.

هل تظن ان الله يحب الاوروبيين اكثر منا. يبدو ان الله يحب الشُقر والذين يمتلكون عيون زرقاء. (يضحك).

مثلاً القضاء في لبنان يصدر قانون لمنع التدخين في الاماكن العامة. هل يطبقه القضاة على انفسهم، هذه الدولة فاسدة من قبل الحرب الاهلية.
إقرأ أيضاً: هل بات لبنان «دولة حزب الله»؟

منذ اسبوع واثناء تواجدي في الجنوب رأيت دركي يقود دراجة نارية بدون خوذة رأس. حتى دراجته لا تمتلك لوحة قانونية. ماذا سيرى الناس في هكذا نموذج. سيرون الفوضى. ويقولون لنا تعالوا كي نطبق القانون.

في سوريا لكي نضحك ونموه عن انفسنا نستذكر نكتة الـdurex. تقول الدعاية: هذا الدوركس يستخدم ثلاث مرات قبل ان يصبح غير صالح للاستخدام مجدداً. وفي كل نداء لنا للتوجه للقتال كنا نقول بين بعضنا نحن الجنود.. إذهب واجلب من الحقيبة الدوركس، الافضل ان نخوض الحرب على الناعم وبدون وجع.

أبيع نفسي

ابيع ليمون وجزر

على القافية

(وللقاء تتمة…)

السابق
الفلسطينيون يدعون لإعتصام ضد الأونروا
التالي
نحن والأرقام: علاقة عكسية