صحافة السفارات… وصحافة الملائكة!

صحافة
لا شك وأن المرحلة تتطلب وعيا ً لدى القارئ وتدقيقا ً في مصادر المعلومات التي يتابعها ما لم يكن مأدلجا ً بالأصل، منعا ً للسقوط في شرك التعبئة على اختلاف اشكالها ومنسقيها. لكن… من له الحق والقدرة والأهلية ليحكم ويصنف الاقلام؟

كل مراحل تشكيل الرأي العام على مدى التاريخ تطلبت منابر اعلامية من صحافة مكتوبة وغير ذلك لاحقا لمساندة فكر معين أو لتجيش الصفوف أو أقله لشرح مظلمة أو ايقاظ الناس ودفعهم للحق والحرية.

فينشط اصحاب التفرد القاتل وإلغاء الآخر وتشويه صورته إذا لم يسر في ركبهم، وهي الخطة الشرسة جدا المتخفية بوجه ملائكي اسمه..التثقيف..فيقوم البعض منهم بتنظيم ما يشبه الندوات وحلقات النقاش التي لا تخرج الا بنتيجة واحدة مُعدة ومكتوبة مسبقاً، أن الآخر، صحفي مأجور وحبره ملوث وتابع لسفارة ما!

ويبدأ اطلاق النار عليه من دون رحمة وبوقاحة فائقة، معتمدين على نسب السذاجة المرتفعة لدى قواعدهم ومحازبيهم وتسليم هذه القواعد بأن ما يقوله فلان وفلان، يصدر من سراج واحد وهو نور المرحلة القادمة، ويسحبون اقلامهم بما تيسر من مفردات الايديولوجيا خاصتهم، ويرشقون عبارات القدح والذم على من اسموهم، صحافة السفارات، وينتظرون في آخر كل شهر الحقيبة!

إقرأ أيضاً: جمهور الممانعة يسأل: وهل كان عليّ يُصلّي؟!
إن فكرة تقبل الآخر في لبنان باتت شبه ميتة، وعلى من يرغب في إنقاذ ما تبقى من هذا الوطن أن يعمل ما في وسعه لإنتشاله من صحافة السفارت التي تنفخ في نار تنوره ليل نهار، والمتحدث هنا طبعاً الرافض الأبرز لأي “آخر”.

السؤال… هل ما تم افتتاحه من مؤسسات ومراكز تسمى، مراكز دراسات ولا تحتوي إلا على مدير وسكريتيرة كانت بتمويل مزارعنا الغنية وارضنا الخصبة؟! هل ارتفاع وتيرة أبواقكم الاعلامية وانخفاضها أحيانا مرتبط بحال البحر؟ وهل سياراتكم الفارهة ورواتب مرافقيكم من عوائد الصناعة اللبنانية؟!

إقرأ أيضاً: هل يتهم وئام وهاب نبيه بري بالـ 100 مليون دولار؟

الثابت الوحيد أن لديكم قدرة عجيبة على التخفي واظاهر انفسكم بمظهر المثقف الضحية الوطني الحامل لهم الناس والوطن بل الأمة..والعربية تحديدا ً، وهنا بحث آخر.

إن من ارتضى لنفسه ان يتكلم بأمر ويصمت بأمر لا يحق له تصنيف الناس، إنه وفي مربع واحد من هذه العاصمة المضرجة بنفاياتها يعمل عدد كبيرٌ من اللبنانيين اعداء صحافة السفارات حيث تتجمع اكثر من خمس مؤسسات اعلامية “صحفية” بميزانية شهرية تقارب المليون دولار لكل واحدة وهي لا تنتج سنتا ً واحدا ً، ويحدثونك عن صحافة السفارات!

طوبى لكم..أنتم ..صحافة الملائكة.

السابق
كريستيانو رونالدو: Spornosexual!!
التالي
نحو ضاحية افضل