14 شباط بعد «أيار المجيد» لا تشبه ما قبلها

بعد 7 أيار 2008 ليس كما قبله، فإقتحام حزب الله للمناطق اللبنانية السنية وضعاً المنطقة على حافة عودة الحرب الأهلية، هذه الحرب التي تفادت حصولها دول الخليج عبر اتفاق الدوحة في 21 ايار 2008، والذي نصّ على انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية وعلى اقرار قانون انتخابات جديدة وتشكيل حكومة. هذا الاتفاق الذي اعتبر مصالحة وطنية غيّر أصوات المخاطبين في 14 شباط، لتغيب شيئاً فشيئاً الشعارات المنتقدة لبشار الأسد لا سيما بعد زيارة الحريري إلى دمشق.

في العام 2009 من هذه الذكرى تضمنت كلمة الحريري تبشيراً بالمحكمة الدولية وبإنتصار الدم على الظالمين وبالعدالة التي ستطال كل من شاركوا في مسلسل الإجرام، وأكد الحريري لجماهيره أنّ قوى 14 آذار ستظل أمينة على المهمة الوطنية، كذلك اشتملك الكلمة على الإنتخابات والتأكيد عى لبنا دول حرة مستقلة، دولة للنمو للإعمال لفرص العمل.
ودعا الحريري إلى إعلاء لغة الحوار متمسكاً بإتفاق الطائف.

إقرأ ايضاً: حلم رفيق الحريري يؤرق جميل السيّد: الجلّاد لا يكون ضحيّة…

بدوره ألقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة صرَح خلالها أنّ وقت الحساب قد آن، وأن ثورة الأرز أعادت الأرز إلى العالم، وقال:”أحرار خلقنا، أحرار نعيش، أحرار نموت:
وأشار جعجع في سياق كلمته أنّه ما زال البعض يحاولون كل يوم عرقلة قيام لبنان دولة فعلية قوية قادرة، لها كل الأرض ، لها كل الحدود، لها كل السلاح، لها كل القرار.
وتابع أنهم تذكروا قانون التنصت لحرمان الأجهزة الأمنية الشرعية من مساحة عمل واسعة، فيما نسوا الدستور وضرورة عدم تعطيل المجلس النيابي والتقيد بالمهل القانونية لإنتخاب رئيس للجمهورية، كما نسوا اتفاق الطائف وضرورة حل الميليشيات كل الميليشيات، ونسوا تطبيق القانون في أحداث أيار 2008 التي ذهب ضحيتها خمسة وستون قتيلاً لبنانياً مظلوما ًومئات آخرون جرحى”.
وقال: “سقطت الأقنعة”، مؤكداً أنّه لا خوف ولا ركوع ولا استكانة حتى تحقيق آخر مشهد من حلم 14 آذار وقيام دولة لبنانية فعلية.

وليد جنبلاط قال بكلمته أنّ الدم انتصار بإخراج جيش الوصاية وجيش نظام الحقد والجهل والدم، وفرض المحكمة الدولية، وتوّجه لأهل بيروت قائلٌ لهم أنّهم نشيد العرب الخالد، وأنّ كل من لبّوا نداء الحوار هم العروبة وهم الاستقلال وهم كل لبنان.
وشدد جنبلاط أنّه لا مساومة على المحكمة ولا على ترسيم الحدود ولا على تسليح الجيش، رافضاً التهدئة وداعياً للحوار.

في 14 شباط 2010، السنة الخامسة، شددّ الحريري في كلمته الدفاع عن لبنان وعن العروبة وعن السيادة والاستقلال، وجدد المطالبة والتأكيد على المحكمة الدولية، وقائلاً:”أنّ الوطن لن يعود ساحة والديمقراطية لن تبقى مباحة”
وأضاف الحريري أنّ السبيل هو الوحدة الوطنية، وأنّه يواجه المرحلة المقبلة بمد اليد لجميع الأطراف مشيراً إلى زيارته إلى دمشق وفتح نافذة مع سوريا.

في حين أعلن الدكتور سمير جعجع في كلمته أنّهم قومٌ لا يتقل لهم شهيد مرتين مرة بالإغتيال ومرة بالنكران وأكد على أنّ ثورة الأرز مستمرة على الرغن من كل شيء ولن تسقط، مستشهداً بمقولة الشهيد جبران تويني “لبنان إلى أبد الأبدين”.
كما دعا جعجع إلى مقاومة لبنانية وطنية فعلية شعارها لبنان أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً، لا تجرّ لبنان إلى ملف إقليمي أو نووي.مشدداً على أنّ بقاء أي سلاح، خارج مؤسسات الدولة اللبنانية، بات يشكل عبئا، لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله، مطالباً قادة الفريق الآخر اتخاذ قرار وطني شجاع بتسليم أسلحتهم للجيش اللبناني.
وأكد جعجع، أنّه لا مساومة على المحكمة الدولية، وأنّهم مع الشيخ سعد الحريري و وراءه.
في مشهدية 14 شباط 2010، افتقد المنبر الثوري وليد بك جنبلاط الذي شارك جزئياً وزار الضريح فيما غابت كلمته.

ذكرى الحريري 2006
ذكرى الحريري 2006

في 14 شباط 2011، تحوّل سعد الحريري إلى رئيس حكومة تصريف أعمال، وتحوّل المهرجان إلى قاعة بيال، في كلمته في الذكرى السادسة أكد الحريري أنّه لن يتخلى عن جذوره، وأن رئاسة الحكومة ليست منّة من أحد وإنّما تعبيراً عن ارادة الناخبين.
وأكد على تمسكه بالعدالة والحقيقة والمحكمة الدولية مشيراً إلى أنّ الطائفة الشيعية أساسية في المجتمع اللبناني، ومادداً اليد لها.

أما الدكتور سمير جعجع، فقد أكد في كلمته أنه لن يدع الإنقلاب الأسود الذي قام به ذوو القصمان السود يحبط العزيمة وأن ثورة الأرز مستمرة لإقتلاع مرض الوصاية من أساسه.
كما اثار جعجع قضية المعلقلين والمفقودين في السجون السورية، منوّها أنّ المحكمة الدولية إنجاز تاريخي وأنّ الصراع يدور بين لبنانهم ولبنان الذي يريده الفريق الأخر أي بين لبنان البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الخامئي و بين لبنان البطريرك صفير والمفتي قباني والإمام محمد مهدي شمس الدين، ولبنان ولاية الفقيه. ‏بين لبنان مروان حماده ومي شدياق، ولبنان جميل السيد ورستم غزالي.
في هذه الذكرى سجّل الغياب التام للنائب وليد بك جنبلاط وقد سبقه غياب جزئي خطابي في العام الذي سبق.

إقرأ أيضاً: ماذا قال خطباء 14 شباط قبل عشر سنوات؟
من بعد هذه الذكرى، أصبحت مناسبة “14 شباط” روتينية ففي 2012 استجد بها عامل الثورة السورية، واستمر غياب وليد بك جنبلاط، الذي ارتبط عام 2013 بإبتعاد الدكتور سمير جعجع بدوره عن إلقاء الكلمات، ليتمحور الخطاب بين هذا المثلث السياسي على الشيخ سعد الحريري…
وهكذا أصبحت ذكرى شباط في الأعوام الأخيرة خطابات روتينية مكررة لم تشهد أي جديد… فهل تكسر الذكرى الحادية عشر هذا الجمود؟

السابق
شباب 2016 كيف يستحضرون رفيق الحريري؟
التالي
المواطن على باب الأمن العام…