إيران شرطي الخليج العربي من جديد

ايران
"الرأي نائم والهوى يقظان"، ومعرفة الخطأ في القول المعلن أسرع منه في الصمت، فما بالك والعرب أهل هوى و أسياد لغة وعلم الكلام؟ كيف لا يكون فيهم كل هذا العيب والنفع من البلاغة وجود اللسان يكاد لا يكون موجود؟!

قد يكون الفضل الوحيد منه أنه ومن” كثر التقليب رق ولان”؟ لقد فات هؤلاء أن طول الكلام في السياسة أو الحرب غلظ يفسد النفس ويعجل الهريان، ومثل صاحبه كمثل من يرمي السهام في غبش الظلام أو لربما هو كمن يعانق الرياء والنفخ والكبر فيقع في شرك المنهمك في الصمت المحمود صاحب النهم والإنشغال بالجمع والإزدياد. هي ليست صدفة أن تتم ملاحقة تجار المخدرات والأسلحة وشركات تبيض الأموال التابعة للحرس الثوري الإيراني وكل أولئك العاملين في فرع الشؤون التجارية ضمن وحدة العمليات الخارجية الناشطة لايران وحلفائها على جغرافيا الكرة الارضية، يشارك فيها دول الغرب الأمريكية والوسط الأوروبية لكنها وعلى ما يبدو هي بداية نهاية حقبة غير شرعية وبدء مرحلة من العلاقات الندية الدبلوماسية والإقتصادية المباشرة بين إيران ودول الشر المطلق الصهيونية سابقاً، مع العلم بأن عمل مجموعة الحاج رضوان “عماد مغنية” قد نشط منذ مطلع الثمانينات وتحديداً بالتزامن مع ظاهرة تصدير الثورة الخمينية.

مشاركة الجمهورية الإيرانية في مفاوضات جنيف- 3 – السورية (بعد لقاءات ماراتونية منذ العام 2011 )هي ليست بحادثة طبيعية، ولا كانت كذلك مشاركتها في الحرب كقوة برية رئيسية مع تابعها حزب الله بمؤازرة القوات الجوية الروسية إنطلاقاً من غرفة عمليات مشتركة مع دول أخرى واقعة على الحدود السورية، تصنف على أنها حادثة سياسية طارئة. وحركتها التجارية، بعد إلغاء الحظر عن عائدات أموالها النفطية، بإتجاه أوروبا وأمريكا، لن تكون بالنسبة للقارىء الجيد إلا محطة جدية تستوجب قراءة موضوعية خصوصاً وأنها تصب في مصلحة دول أوروبية تعاني مؤخراً من أزمات مالية طبعاً برعاية أمريكية ورضاً صيني وروسي.

المفاوضات الايرانية الميركية
المفاوضات الايرانية الميركية

أما حرب البترول وأسعار النفط فحكاية يلزمها عقول متوقدة ذكية، تتخطى قراءة المعلن على لسان السلطات الأمريكية ليتسنى معرفة أهدافها الغير معلنة والتي ستقضي على الثروة العربية وتضيفها مشكلة إلى مشاكلها المحلية، وإلا كيف تكون بعد ما تقدم تخاض ضد العائدات المفرج عنها الإيرانية وفي ظل السماح بمشاركة الروس في القرارات الإقليمية وبتحييد القوى التركية ودغدغة المشاعر الإسرائيلية، وتقديم تعهدات ميدانية وأمنية بخصوص الحدود الجنوبية السورية وعلى الأرض الفلسطينية وعند الحدود اللبنانية الجنوبية؟

إقرأ أيضاً: تقارير دولية: هكذا يجني حزب الله ثروة من المخدرات وتبييض الاموال

 

إنها إنتخابات الرئاسة الأمريكية، وهي سياسة الإدارة القادمة الكلينتونية، التي تعتمد الحرب بالواسطة وبالطرق الباردة الدبلوماسية، وهي بمساعدة الإدارة الديمقراطية الحالية تقدم محبتها للأمريكيين من أصول إيرانية وروسية وتلك اليهودية، والعرب بغباء يعتقدون أنها حزم وإنتصار لسياسة التحالف الأمريكية العربية.

إقرأ أيضاً: قراءة في الدستور الإيراني (2): مؤسساتٌ دستورية تحت سلطة الوليّ الفقيه

 

إنه بإختصار الشرق الأوسط الجديد، حيث العرب فيه أقلية، تحدهم دول قوية إقليمية، ليس فيها للسنية أو الشيعية أي معنى أو وجود، والدليل صمت دول إسلامية سنية شرق أقصوية وأخرى أسيوية ومثلها إفريقية ومنها الجاليات العربية الإسلامية السنية في الدول الأوروبية والولايات الأمريكية وفي البلاد الباردة الكندية والبعيدة الأسترالية، هي السياسة الأمريكية نفسها وإيران ستكون شرطة إقليمية مهمتها تكبيل الدول الخليجية تماماً كما كان لكيان العصابة الصهيوينة وظيفة كشرطي الدول الشرق أوسطية

السابق
اللقاء التشاوري: منطق التعطيل يضرب الدستور ويطعن الديمقراطية
التالي
عتاب عرقوبي لتيار المستقبل