من «غنم مارسيل» إلى «قطيع جو معلوف»!

"اتفقوا مجرمين الحرب سوا. ومثل اجرهم المعاناة التي تركوه ببيوت الناس لحوالي الثلاثين سنة"، بهذه العبارة علّق الإعلامي جو معلوف في حلقة أمس على اتفاق معراب.

هي فقرة خاصة عن مصالحة معراب استهلت بتقرير “رأي” وأغنية ” يا شيخ نصري صالح” الساخرة من المصالحة المسيحية، وبأراء تتحدث عن حرب الإلغاء ، عن الزعرنات والقتل والقصف وتسكير الطرقات والويلات، بأراء استعرضت مشاهد التدمير واستعادت مَن سقط من الشهداء، بسؤال “ماذا سيقولون للناس ولأهل الشهداء وللضباط الذين عدموهم”، وبحكم ”  لا يهمهم لا طائفتهم ولا وطنهم”.

صورة معراب لُخِّصّت عبر “حكي جالس”  بـ “الله يشفيهم”، “مسرحية سينما” و “يا عيب الشوم الناس قتلت بعضا وهن بّوسوا بعض” .

إقرأ أيضاً: مارسيل غانم: إستعراض وإنشاء و«غنميّة» إعلامية أيضا

هو رأي واحد هو تعليق واحد صدر من شخص ظهر في “الريبورتاج” أيّد الإتفاق، تعليق يتيم مرّ مرور الكرام أو ربما سقط سهواً في التقرير فإعتبر أنّ من حق المسيحيين الوحدة وانتقد كل هذا الهجوم على الوحدة المسيحية .

هذه الصورة تكاملت مع معلوف وبلاغته واستطراده الإنشائي، ففرنجية بحسب كلام الإعلامي “أكل الضرب” ومجرمو الحرب قد اتفقوا دون سؤال “القطيع”!  مشككاً كيف لمن قادوا “حرب الإلغاء” أن يتفقوا… كيف لمن  “باعوا الدين” و”تاجروا بالله” أن يتوّحدوا.

هكذا اختصر جو معلوف موقفه من اتفاق معراب ليراجع بنوده مفنّداً إياها بنداً بنداً ومنتقدها، هذا الاستعراض تمّ اختتامه بـ “قفلة” أن المجرم اتفق مع المجرم، والفاشل اتفق مع الفاشل، والعدو اتفق مع عدوه، وبالنتيجة أنّ الشعب الذي لا يعلم حقيقة تاريخه لا يستحق أن (يعيش) تحت الشمس.

إقرأ أيضاً: «غنم» مارسيل: يشتم اللبنانيين ويرقص مع الذئاب

“قطيع” جو جاء بعد “غنم” مارسيل، هذه النظرة التي تحجّم الواقع اللبناني بنوعٍ من الذلّ وبكثير من العنجهية التي يتعاطى بها الإعلاميون وكأنّهم ليسوا جزءاً من هذا الشعب ومن هذا القطيع!

اتفاق معراب الذي شكلّ صدمة للساحة السياسية، أصاب المؤسسة اللبنانية للإرسال بوعكة ولو أنّ موقفها منه “وطني” لغفرنا لها الزلّة مرة وعشرة، ولكنه موقف سياسي بحت لمالك نسبة من القناة ولمرشح للرئاسة(سليمان فرنجيّة)، اختارت القناة الترويج له عبر استغباء “المشاهد”، فتمرر انتقاداً أو اثنين للزعيم “فرنجية” فيما تطعن بوطنية ومسيحية كل من جعجع وعون معيّرة إياهم بالتاريخ!

السابق
سرايا حزب الله في العرقوب: مراقبة السوريين والمتعاطفين معهم.. و«شهداء سنّة» في سوريا (3/3)
التالي
فرنجية لعون: «مش فاتحين جمعية خيرية» معي 70 صوتاً ولن أنسحب لك!