هذه هي تفاصيل «يوم معراب» التاريخي…

ميشال عون
فَعَلها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد طول تمهيد، فانسحب من السباق الرئاسي متبنّياً ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في لقاء تاريخي شهدته معراب التي وطأها عون للمرة الأولى. فما هي تفاصيل هذا اليوم الطويل.

وكان النهار العوني الطويل في معراب أمس قد بدأ وفق “المستقبل” بزيارات ولقاءات تمهيدية تسلسلية بدأها النائب ابراهيم كنعان ثم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل قبل أن يخرج جعجع ليستقبل مساءً عون عند مدخل مقر معراب بعد أن اكتمل النصاب الحزبي “القواتي الوطني الحر” في المقر، فترافقا إثر اجتماع ثنائي إلى قاعة الاجتماعات ليعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله جعجع بكلمة أعلن فيها تبني “القوات” ترشيح عون لرئاسة الجمهورية باعتبارها “عملية إنقاذ غير اعتيادية حيث لا يجرؤ الآخرون” يعتزم خوضها “مهما كان ثمنها”.

اقرأ أيضاً: اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد

وفي الإعلان المشترك، أشارت “اللواء” إلى أن جعجع أعاد “دغدغة” مشاعر “المستقبل” بالتمسك باتفاق الطائف، والتأكيد على علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول لا سيما العربية منها، و”دغدغة” مشاعر “حزب الله” بالتأكيد على اعتبار إسرائيل دولة عدوة، فضلاً عن التطرق إلى دعم الجيش وتنفيذ القرارات السابقة التي تمّ التوافق عليها في طاولة الحوار الوطني.

وإثر انتهاء جعجع من تلاوة كلمته والتي ضمّنها تذكيراً بعشر نقاط رئيسية وردت في ورقة “إعلان النوايا”، بادر عون وفق “المستقبل” إلى إلقاء كلمة مرتجلة شكر فيها “القوات” على دعم ترشيحه مشدداً على وجوب عدم نسيان الماضي بين الجانبين “كي لا نكرره”:

– قال: “الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها ولنضع كل ذلك في ذاكرتنا فقط”.

– تمنى “في هذا اليوم التاريخي” أن يصل إلى سدة الرئاسة “بالإجماع”، مع الإشارة إلى إدراكه أنّ ذلك بمثابة “المستحيل”.

ترشيح ميشال عون
ترشيح ميشال عون

التحضيرات السرية

وقالت مصادر الفريقين لـ”النهار” انه بعد “اعلان النيات” الذي صدر في ٢ نيسان ٢٠١٥، بدأت المرحلة الثانية من التنفيذ التي ركزت على موضوع الرئاسة. وطوال شهرين انعقدت لقاءات في شكل شبه يومي كان محورها النائب ابرهيم كنعان وملحم الرياشي مع عون وجعجع للتوصل الى هذا الاتفاق في ظل تكتم شديد ضماناً لنجاح ما يقومان به. وفي كل اللقاءات، توسّع الطرفان في البحث في “اعلان النيات”، فناقشا مستقبل علاقتهما وعلاقة المسيحيين بالدولة ومع الشريك الاخر في الوطن، وما بعد الرئاسة أي مستقبل الجمهورية ككل ودور الجميع فيها، وعندما تكونت لديهما رؤية مشتركة متكاملة للكثير من المسائل والقضايا لتقوية الجمهورية، رتّبا لقاء الإعلان الرئاسي في الطريقة التي صدرت أمس. وحفاظاً على أمن الجميع وضعا خطة المؤتمر الصحافي الذي اعلن فيه جعجع الموقف، بعدما زار الرياشي بكركي وأطلع البطريرك على أمر الإعلان، ثم زارها الوزير جبران باسيل، وبعده العماد عون ليأخذ بركة البطريرك قبل التوجه الى معراب.

اقرأ أيضاً: من هي المرأة الواقفة قرب ميشال عون… ولماذا اختارت «العقرب»؟

حسابات جعجع

ولاقت خطوة جعجع وفق “الجمهورية” تفسيرات كثيرة، فالبعض أدرجها في إطار ردّ على الحريري، ومن خلفه الرياض لتبنّيهما ترشيح فرنجية، وبعض آخر تحدّث عن أن خطوة جعجع أحدثت كتلة وازنة من شأنها أن تغيّر في المعادلة الداخلية حتى ولو لم تحصل إنتخابات الرئاسة. ولكن العلامة الفارقة في إعلان جعجع كانت دعوته لقوى “14 آذار” الى تأييد عون. وكذلك تلاقت تفسيرات عدّة على وصف خطوة جعجع بأنها “قرار جريء”، لكنها سألت هل إن هذا القرار نابع من حسابات لديه للمرحلة المقبلة؟ أم أنها ردّة فعل على السعودية والحريري، أم الإثنين معاً؟ لكن البعض الآخر اعتبر أن خطوة جعجع هذه تعيد التركيز على عون كنقطة قوة مسيحية كبيرة. فهي في رأي البعض خطوة تمهيدية لفتح الطريق الى رئاسة الجمهورية، خصوصاً في بُعدها المسيحي.

اقرأ أيضاً: حزب الله يعتبر أنّ وحدة «8 آذار» أهم من الرئاسة

وسألت “اللواء” هل هي “انتفاضة” جديدة لجعجع على حلفائه في 14 آذار؟ أم هو خطوة جدية لدعم عون وهو في الثمانين من العمر، في سعيه الحثيث للوصول إلى بعبدا؟ أم هي واحدة من مناورات “الحكيم” في سن النضوج السياسي، وهو يقترب من طي عقده الستين لإخراج رئيس “التيار الوطني الحر” خصمه السياسي على مدى ثلاثة عقود على الأقل من السباق إلى قصر بعبدا، وبالتالي اخراجه كشخص من الحياة السياسية، في تمهيد لا يخفى على المراقبين، من انه يندرج في إطار وراثته سياسياً، أياً تكن الاحتمالات.

السابق
الطقس اليوم وغدا: أمطار متفرقة وثلوج على ارتفاع 1000م
التالي
2016 عام التغييرات الكبرى