في إيران: حفيد الخميني «غير مطابق للمواصفات»!

الخامنئي
السيد حسن الخميني الذي رفض مجلس صيانة الدستور الايراني ترشيحه لمجلس الخبراء، هو الحفيد الشهير لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني، وابن أحمد الخميني، ووالدته فاطمة الطبطبائي ابنة آية الله سلطاني. كما يرتبط حسن الخميني بصلة قرابة مع عائلة الإمام موسى الصدر. 

استبعد “مجلس صيانة الدستور” في ايران السيد حسن أحمد الخميني (43 عاماً)، حفيد الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية، من الترشّح لانتخابات مجلس الخبراء التي ستجري في 26 شباط المقبل.

ويبدو أن اقتراب الخميني من تيار الإصلاحيين في القيادة الإيرانية، أثار خشية التيار المتشدد الذي يمسك بزمام كل القرارات بما فيها قرارات مجلس صيانة الدستور .وكانت تقارير تحدثت عن اعتزام الخميني، وهو الوريث الوحيد الباقي من أنجال مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، تفجير حيوية سياسية غير مسبوقة في الشارع الإيراني، وخصوصاً في أوساط المعتدلين والإصلاحيين الطامحين إلى روح شبابية جديدة في القيادة.

إقرأ أيضاً: حوار مع هاني فحص…عن الشيعة وايران وغيفارا وفيروز

وكتب نجله أحمد الخميني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي انستغرام “اتضح أن مجلس صيانة الدستور لم يتمكن من التحقق من الكفاءة العلمية (الدينية) لوالدي رغم توصية حوالي 10 رجال دين”!!

وتفيد تسريبات من طهران، بأن قرار رفض أهلية حسن خميني لانتخابات مجلس القيادة، تم التمهيد له على أكثر من صعيد في أوساط التيار المتشدد، ويربط مراقبون بين هذا القرار وما صدر عن أحمد خاتمي خطيب صلاة الجمعة في طهران الأسبوع الماضي من تأكيد على ضرورة احترام الجميع، وكذلك التيارات السياسية في البلاد، لما يصدر من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي هو من يراقب سير إجراء العملية الانتخابية، ويعمل على صونها.

إقرأ أيضاً: لم نسمع يوماً أن أي مواطن لبناني وحتى شيعي تحديداً يعمل في ايران؟

وتقول التقارير الصادرة من طهران، إن موقف المرشد الأعلى من المرشحين، وموقف مجلس صيانة الدستور، يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك حالة الصدام “غير المعلن” داخل القيادة الإيرانية بين المتشددين والمعتدلين.

إلى ذلك، فإن المعلومات التي تم تناقلها غداة ترشيح الخميني الحفيد لنفسه لمجلس خبراء القيادة، كانت تشير إلى أن القرار جاء بتأييد أنصار أقوياء له.

في الوقت ذاته، قال مصدر مقرب من حسن الخميني إنه حظي بمباركة المرشد الحالي خامنئي في اجتماع عقد الأسبوع الماضي، حيث قال خامنئي لحسن الخميني: “لا مانع (من ترشيحك) ولكن احذر أن تسيء إلى سمعة الخميني واحترامه”.

ويبدو أن مثل هذا التحذير، جاءت نتيجته سريعة باستبعاده من الترشح لانتخابات مجلس القيادة، وهو موقع قد يجعل حسن الخميني اقرب لمعركة التنافس على خلافة المرشد الأعلى (76 عاماً) نفسه، حيث صحته في تدهور ملحوظ بعد العملية الجراحية قبل عامين لاستئصال سرطان البروستات.

إقرأ أيضاً: ماذا بعد خامنئي؟
كما أن طموح الخميني الحفيد في منصب القيادة الأول في إيران رغم عدم إعلانه هو شخصيًا عنه، يبدو مدعومًا من شخصيات معتدلة من أمثال الرئيس روحاني وهاشمي رفسنجاني، وهما من الأعضاء المخضرمين لمجلس الخبراء.

والخميني الحفيد، حسب مطلعين وقريبين منه ليس رجل اعتدال وحسب، بل إنه “رجل دين تقدمي لاسيما حينما يتصل الأمر بالموسيقى وحقوق النساء والحرية الاجتماعية”. ونقلت وكالة (رويترز) في وقت سابق عن صديق للخميني، لم يشأ أن يذكر اسمه، قوله  “إنه يتابع عن كثب الاتجاهات السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي ويقرأ الصحف. وهو مهتم بالفلسفة الغربية بقدر ما يهتم بالدراسات الإسلامية”.

ومن أصل 800 مرشح مسجلين، سحب 158 ترشيحاتهم، ولم يسمح لـ 111 بالترشح، فيما لم يشارك 152 في الامتحان الققهي. وأضاف الناطق أنه “من بين 373 مرشحا تم درس ملفاتهم، تمت الموافقة على 166 منهم، فيما رفض 207”.

ويمكن للمرشحين الذين رفضت طلباتهم تقديم طعن حتى 30 كانون الثاني.

إقرأ أيضاً: نصر الله ينتقد الخامنئي!؟

في المقابل تم قبول طلب الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني والرئيس الحالي حسن روحاني. وتجري الانتخابات لمجلس الخبراء تزامنا مع الانتخابات التشريعية. ويهيمن المحافظون حاليا على المجلسين.

ويتولى السيد حسن المسؤولية عن ضريح الخميني، حيث دُفن جده ووالده. وعقد اجتماعات رسمية مع مسؤولين مثل الرئيس بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وسافر إلى كوبا وجنوب أفريقيا، وقابل فيدل كاسترو وماركيز غارسيا ونيلسون مانديلا.

ومجلس الخبراء عبارة عن هيئة تشرف على عمل مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي ومسؤولة عن انتخاب خليفة له.

السابق
ياسين جابر: الدكتور جعجع «يقوّص» ويحشر حزب الله
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 26-1-2016