سوريا الأسد إلى ما لا نهاية

لقد طال أمد الحرب في سوريا بحيث يستحيل تخيل سوريا بدون حرب كان على كل داخل من لبنان إلى سوريا إجتياز المعبر الرئيسي في منطقة المصنع الحدودية المكلل بلوحة مكتوب عليها أهلاً وسهلاً بكم في سوريا الأسد

نعم، سوريا الأسد هي المصطلح الأقوى والأصدق للتعبير عن ما بجري واقعياً الآن في سوريا، وسيرحل إسم العائلة مع تاريخ هذا الوطن ولن يتوقف عن لعب أدوار عدة في ذاكرة السوريين وفي المستقبل كلعنة تحتل النفوس إلى ما نهاية.

إن المأساة تتمتع بقدرة على الإستمرار وستنتقل من جيل إلى جيل. ويعجز الآن أي أحد على التشكيك بكلام بشار الأسد حين قال: “ستعم الفوضى في الشرق الأوسط”. لقد كان محقاً، وقد حلت الفوضى في كامل الشرق الأوسط.

كيف ستعيش أمة دفنت ما يفوق ثلاثماية ألف قتيل في أقل من خمس سنوات، واختفت مدن بأكملها ودمرت مئات الاف المباني ويعيش الكثير من السوريين بدون قيدٍ رسمي يعرف عنهم.

إقرأ أيضاً: قطع شريان حزب الله – سورية الأسد

حمزة الخطيب
حمزة الخطيب

أينما ذهبت بوجهك ستجد سوريين وروايات عن حرارة الدموع والقسوة. لم يمضِ وقت كثير على قلع أظافر الطفل حمزة الخطيب وتعذيب جسده. حقاً، تم اجباره على الإعتراف بإغتصاب نساء في مساكن الضباط في درعا وعن تفجيره لمحول الكهرباء، وأشرف النقيب المحقق شيراز خلف على عملية استجوابه وتعذيبه.

سوريا الوحيدة التي جعلتنا نعتاد القتل ولم يعد أحد يتأثر، إذ تخطى عدد القتلى المئة في اليوم الواحد. بات الوضع عادياً وانتزع الموت رونقه. واليوم، ليس واضحاً كم عدد الذين قتلوا بالأعمال الحربية هناك. لقد توقف الرقم عند مئتي وخمسين ألف قتيل.
منذ سنتين وأنا أستمع جيداً لهذا الرقم الذي لم يتغير، ويردده أغلب المعنيين بالشأن السوري بثقة دون حافز للبحث على رقم جديد يتناسب أكثر مع كارثية الواقع وثقل المجازر المتنقلة. ماذا ستقول أميركا للتاريخ أو حتى للدول الأوروبية المجمعة على ضرورة إسقاط النظام. وأي يد ستمتلئ بالقوة كي تكتب مجريات أحداث إنطلقت عام ٢٠١١.

كل هذه الوعود بتحقيق العدل للإنسان مهزلة والجميع يروّج لأكاذيبه عند سوريا. ربما إنطلقت الأكاذيب في الشرق الأوسط منذ لحظة نشوء دولة لليهود بالقوة في فلسطين. ولكن خط الأكاذيب كان يمتد إلى حروب أبعد من إحتلال فلسطين. خط الأكاذيب هذا أتى مع جورج دبليو بوش لحظة إعلانه الحرب على العراق عام ٢٠٠٣ وإرسال جيشه إلى بغداد في رحلة البحث عن أسلحة الدمار الشامل. إلا أن أميركا لم تجد غير الفقراء الأبرياء، وأكوام من لحم المسحوقين من الشعب العراقي بسبب الفقر والانهيار الاقصادي والاجتماعي.

إقرأ أيضاً: حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر

حزب الله في سوريا

كان من اللازم أن يشارك كل حلفاء النظام السوري في الحرب إلى جانبه. وقد صنفت الحكومة السورية منذ البداية من هم الأعداء ومن هم الارهابيين، وإستطاعت أن تسحب الجميع إلى أرضها. وفي الأمس قال لنا بايدن أنه وأصداقائه الأتراك على إستعداد للذهاب في الحل العسكري في حال فشل الوصول إلى حل سياسي. وفي السابق كان الرئيس أوباما قد أعلن عن إحتمال ضرب النظام السوري بعد قصف الأخير منطقة الغوطة بالمواد الكيميائية.

إقرأ أيضاً: من شيعي إلى حزب الله: ستبقون مع الأسد وتتحمّلون التبعات؟

منذ عقود تخاض أقذر الحروب في هذه المنطقة وساهم الغرب في تربية الوحوش المتنازعة فيها. هؤلاء الوحوش هم من حولوا الحرب في سوريا إلى نزاع، “المتطرفون” ضد ” الأمن والقانون”. وبالطبع فإن “الحرب على الإرهاب” تحتاج إلى مجرى أحداث شبيه بما سارت عليه الأمور في سوريا: تظاهرات، عنف الأمن، رد فعل الشعب، المزيد من التظاهرات، المزيد من العنف من قبل قوات الأمن السوري، تسليح الثورة، دخول الجماعات الإسلامية المتطرفة وتلبية الدول الكبرى لنداء الحرب. ويتغاضى الأسد عن حقيقة إرسال الدول بجيوشها إلى بلده، فهم في “واجب الدفاع عنه”.

إن الدرس الذي وجه إلى الشعوب في العقود الماضية، تكرر في سوريا.

إذا رفضتم ما إخترناه لكم… سنسحقكم.

السابق
ما هي الطرق الطبيعية لتكبير الثديين؟
التالي
سامسونغ تهاجم آبل… وتسخر منها!!