جعجع لم ينسَ أيَ تفصيل وهو يشقّ طريق بعبدا من معرابه ويكرّس نفسه من مرشّح رئاسة لصانعها، فكان قالب “الكاتو” مجهز لأن يكون الشاهد الملك على إعلان تبنيه ترشيح عون للرئاسة، والنبيذ الفاخر ينتظر أن يقبل إليه خصوم الأمس وحلفاء اليوم فيحتسياه معاً تحت عنوان “كاسك يا وطن”.
إقرأ أيضاً: حزب الله يعتبر أنّ وحدة «8 آذار» أهم من الرئاسة
كل شيء مرّ بدقّة قال جعجع ما في أوراقه بطلاقة وثقة كاسراً الجوّ الرسمي الملزم لهذه المناسبة بنكات متفرقة لم يسلم منها باسيل، بدوره الجنرال كان مرتاحاً يرى كرسي بعبدا على بعد خطوة منه والطريق إليه سالكة من العراقيل ومن الحكيم.
بعد الإعلان اتجهت العائلتان السياسيتان إلى قالب “الكاتو” الشّرفي ليقطّعوه… ولكن لحظة، من تكن تلك السيدة الواقفة بالقرب من الجنرال وما هذا العقرب الكبير الذي تزينت به كـ”بروش”!
في بحث سريع، هي السيدة روز شويري زوجة الراحل انطوان شويري امبراطور الإعلان العربي والرئيس الأسبق لنادي الحكمة، وروز هي الصديقة المقربة لجعجع وزوجته استريدا.
!
إقرأ أيضاً: بعد 11 سنة ناموا «الحراس» … وجعجع مش حكيم!
روز في زيارتها لمعراب زيّنت ملابسها ال”سينييه” بعقرب كبير لافت، هنا تذكرت تلقائياً أمثولة لطالما رددتها جدتي تقول: “جنب العقرب لا تقرب وجنب الحية فراش نام”.
أما كدلالة رمزية وبعيداً عن أقوال الأجداد المتناقلة فالعقرب يعدّ رمزاً للربة “أشخارا” المشابهة لعشتار، وكان جنود الرومان وقادتهم ينقشون هذا الرمز على أيديهم ورقابهم لحمايتهم أثناء الحرب.
إذاً، شعبياً العقرب يجب توخّي الحذر منه وأسطورياً هو يبعد الشرور عن حامله.
إقرأ أيضاً: اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد
ليظل السؤال هنا، هل كان هذا “البروش” بريئاً أم أنه دلالة قواتية بأنّها لن تسلم الأمان للعماد عون وأنّه على الرغم من كل ما شاهدناه من تزاوج سياسي ماروني، فالحذر هو سيد الموقف بين الطرفين .
مع الإشارة إلى أنّ السيدة روز في مناسبات أخرى اختارت “اكسسوار” أقلّ ريبة من العقرب، فعلى سبيل المثالي خلال حضورها في حفل تخريج لطلاب لبنانيين، اختارت “بروش” يجسد أوراق الشجرة والتي رمزياً تدل على الترابط والقداسة والخلود والديمومة.
وأيضاً، ليطرح سؤال آخر لماذا غابت نادية عون عن الصورة وعن التمظهر الإعلامي في لحظة التتويج المعرابية وهي من تتنظرها بعبدا كـ”سيدة أولى”، وهل يمكن أن تشكل هذه إشارة إلى أنّ الجنرال سيتخذ خطوة الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الذي أبدل زوجته بأخرى “فاتنة” لتكون هي سيدة الاليزيه.
كل شيء متوقع لا سيما وأنّ سيدة الرابية الأولى لم تتمكن في كل التصويتات الالكترونية من منافسة لا سيدة بنشعي ولا سيدة معراب.
