مبادرة معراب.. وبرّي أوّل معارض لترئيس عون!!

سليمان فرنجية
يبدو أنّ المواقف الرسمية لترشيح عون من معراب لم تتبلور بعد، فهذا الحدث المفاجىء يبدو انه أربك الأقطاب وتحالفاتهم واصطفافات جمهورهم، وقد برز موقف لافت من عين التينة من شأنه أن يساهم في خلط الأوراق اعلن فيه الرئيس نبيه بري استمراره بدعم ترشيح فرنجية للوصول الى بعبدا.

بعد انتهاء اليوم التاريخي الطويل مع إعلان «إتفاق معراب» وترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية من قبل خصمه التاريخي الدكتور سمير جعجع، تتجه أنظار المراقبين والمواطنين إلى مواقف الكتل النيابية لتحديد قرارها من الحدث الأخير والمفاجىء، الذي حصر المرشحين إلى بعبدا بين الحليفين في قوى الثامن من آذار ميشال عون ووسليمان فرنجية.

اقرأ أيضاً: اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد

وعلى الرغم من مواقف معسكر 8 آذار الواضحة التي عبّر عنها حزب الله أكثر من مرة، في أنّ مرشحهم الوحيد هو الجنرال العون، فإن ما يلاحظ هو ان الشرخ داخل هذه القوى بات واضحا منذ مبادرة الرئيس الحريري الرئاسية، فقد ورد موقفا مفاجئا تناقلته وسائل اعلامية اليوم من رئيس المجلس النيابي وحليف حزب الله بري أكّد فيه استمراره بتأييد فرنجية.

فقد ذكرت جريدة «الأخبار» أنه في عين التينة، لم يكن المشهد الصادر من معراب مريحاً. تقول مصادر الرئيس نبيه بري إن «تطويب جعجع زعيماً للمسيحيين من خلال ترشيح عون بهذه الطريقة أتى بعد اتفاق سياسي بين الرجلين، ولا يمكننا إصدار موقف قبل الاطلاع على تفاصيل الاتفاق. لكن في جميع الأحوال، نحن نؤيد سليمان فرنجية، ولا يراهننّ أحد على أن حزب الله سيغيّر رأينا، وقيادة الحزب تعرف ذلك. وإذا أراد فرنجية الانسحاب، فسنسعى إلى إقناعه بالاستمرار في السباق».

وفي سياق متصل، علمت “اللواء” ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليس على عجلة من امره، وهو سيقيّم الموقف في بحر هذا الأسبوع، حيث تكتمل لوحة مواقف الكتل، مع العلم انه سبق وحدد موعداً لجلسة رقم 35 لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الاثنين في 8 شباط المقبل، اما مسألة إعادة النظر في هذا الموعد فهي تحتاج إلى بعض الوقت حتى تتبلور الصورة. ومن المتوقع ان تشهد عين التينة، اتصالات مباشرة لرؤية مآل هذا التطور.

الرئاسة اللبنانية
الرئاسة اللبنانية

وسألت “السفير” بدورها عن موقف كتلة بري؟ ولفتت إلى ان الأخير قالها بالفم الملآن. إذا تبنّى جعجع ترشيح عون وبادر فرنجية الى دعم ترشيح “الجنرال”، سيترك الحرية لأعضاء كتلته. هذه القاعدة لم تتبدل حتى الآن.

ولعلّ القراءة في مواقف الرئيس بري السابقة بخصوص المواضيع الخلافية التي كان يتميّز فيها عن حزب الله، ما يدلّ ويؤشّر على ما سوف يكون بعد مشهد خلط الأوراق، والاستاذ الضليع بإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة، بدأ بورقة ثابتة تؤشّر على الموقف الرئيسي الذي سوف تتخذه 8 آذار من مسألة الترشيحات الرئاسية، وهودعم ترشيح سليمان فرنجية وليس ميشال عون الذي طالما اعلن حزب الله انه مرشحه الوحيد.

اقرأ أيضاً: بعد 11 سنة ناموا «الحراس» … وجعجع مش حكيم!

خيار الرئيس بري هذا سوف يفضح حزب الله، فالقريب والبعيد يعلم كما عون وجعجع، انه في المواقف السياسية التي تتطلّب زئبقية ومناورات وعدم ثبات من قبل حزب الله، يأخذ الرئيس بري موقفا مغايرا يتميّز فيه عن الحزب وعن حليفه عون، كما في مسألة حضور جلسات مجلس الوزراء، ولكن في موضوع مصيري وحساس يتعلق برئاسة الجمهورية، فان توزيع الادوار هنا يصبح مكشوفا ومعناه ان بري الذي لا يخالف حزب الله في القرارات الهامة والمصيرية سوف يتخذ موقفا يخالف صوريا موقف الحزب “الظاهري” الداعم لترشيح ميشال عون، ولكن في العمق فان موقف بري سيكون متلازما مع ارادة حزب الله “الغير معلنة” بعدم رغبته بوصول عون الى بعبدا، أو في عدم رغبته كما يقول المحللون في حلّ الأزمة الرئاسية وأزمة لبنان بشكل نهائي دون حلّ أزمة المنطقة وأزمة سوريا تحديدا، كطلب من الراعي الأكبر …ولي الفقيه الايراني.

 

السابق
شرقنا المحاصر بقلة الإنسانية
التالي
من بعد فلاديمير و أورسولا… رحبّوا معنا بـ «تل عمارة»!