سيناريو ما بعد « ترئيس عون »…

جعجع وعون

عون رئيسا للجمهورية في النصف الثاني من شباط، فض للتحالف بين جعجع وتيار المستقبل من خلال ندوة مشتركة وأخيرة بين نادر الحريري وجورج عدوان في معراب بعنوان: “عشر سنوات تحاببنا، وكفى”…الندوة هي جلسة مصارحة وفيلم قصير يعرض تطور العلاقة بين الجانبين.

يزور وفد مشترك من حزب الله وأمل برئاسة نوار الساحلي دارة عون في الرابية، يهدوه خاتما مرصعا بالزمرد آتي مباشرة من مدينة أصفهان، جميع الزوّار يقبلوا جبهة ميشال عون ويدعوا له بالتوفيق. يتصل بري بجنبلاط، ويخبره بشأن الخاتم أن لا شأن له فيه وما هو إلا مرسال، ولم يتم التنسيق معه لضيق الوقت.

إقرأ أيضاً: اتفاق معراب وترشيح جعجع لـ«عون»: الموارنة نهضوا من جديد

وفد آخر، برئاسة محمد رعد يلتقي جعجع وعقيلته ستريدا في الصالة الشرقية في معراب، لسِت ساعات تخللها غداء سوشي، نزهة بالحديقة الجانبية حيث تفحص وفد حزب الله أنواع الورود جيدا والمسافة للجبل المقابل، والقناص المواكب لرعد. يثني الجمبع على جهود سمير جعجع وملحم رياشي الجبارة التي قاموا في سبيل المحافظة على الجمهورية، يغادر رعد معراب إلى ضيعة جنوبية، لالقاء كلمة في حفل تأبين 8 عناصر من الحزب سقطوا مؤخرا في سوريا. كل الخطاب يتمحور حول شخصية جعجع الفذة.

مروان حمادة يسافر إلى فرنسا قبل ثلاث أيام من موعد الانتخاب، يلتقي الحريري بطلب من وليد جنبلاط، يتفق الطرفان على السير بميشال عون كرئيس توافقي. يشتري مرافق الحريري كيلو من ال ماكارون الفرنسية الفاخرة ويضعها في شنطة حمادة، بمزحوا حول ميشال سماحة ومرافق علي المملوك.

إقرأ أيضاً: هذه هي تفاصيل «يوم معراب» التاريخي…

بالمناسبة، صباح الثامن والعشرين من كانون الثاني يستيقظ المواطنين على خبر: “اختفاء ميشال سماحة، الوزير السابق سلك خط المصنع وتم تهريبه بسيارة تابعة لعبد الرحيم مراد الى المزة السورية” – الساعة الرابعة من بعد الظهر: “سماحة إلى جانب الرئيس السوري في صورة تذكارية بعد خروجه من السجن“.

هنري الحلو وهو يصعد درج المختارة تصيبه ذبحة قلبية عند الدرجة الأخيرة ويسقط أرضاَ، يتم نقله إلى مستشفى عين وزين وهو لغاية الآن في العناية الفائقة.

مستشار عون للشؤون الشرق أوسطية إبراهيم كنعان وفي رسالة سرية، يبعثها إلى السفير السوري عبد الكريم علي بطلب منه التريث في زيارة عون والمباركة له. رسالة أخرى يبعثها لنوري المالكي يطلب منه إن كان يستطيع شراء طيارة صغيرة جديدة تدفع على ثلاث دفعات.

إقرأ أيضاً: حزب الله يعتبر أنّ وحدة «8 آذار» أهم من الرئاسة

جبران باسيل بعد إنتخاب معلمّه الأكبر وعمّه يأخذ نقاهة في براغ، بدرك جيدا أنه يد الجنرال اليمنى ولا من منافس. لن يكون وزيرا في حكومة سعد الحريري المقبلة.

يتم التوافق على سعد بعد جولات من الاستشارات يقوم بها الرئيس الجديد عون ويكون المنافس الأكبر فيصل كرامي.

يقر قانون انتخابات في دورة مجلس النواب العادية، بكون على اساس النسبية مع تفضيلي. يطلب الى سامي الجميل تدريب النواب الآخرين على فهم القانون وكيفية ممارسته.

نبيه بري، يعلن أنه سيهاجر الى النجف ولن يترشح مرة أخرى للإنتخابات. الشارع الشيعي يطالب به وينتفض، في مشهد قريب للمصريين عندما ارادوا لعبد الناصر أن يبقى. من ثم يخرج مصطفى ابنه البكر للرئيس، في مؤتمر صحفي من عين التينة صباح الاثنين الأول  من نيسان يتمنى على الجماهير التفهم وأنه سيحاول أن يكون خير خلف لخير سلف.

رأس ميشال عون يحل داخل العلم الايراني، في صورة شييهة لما حصل وقت تأبين سمير القنطار. الصورة الى خلف حسن نصرالله، ثلاث أيام بعد الانتخاب. مباركة جماهيرية من مجمع سيد الشهداء للمرشح الأول والحليف الأزلي ميشال عون. مزيج من الأصفر والاورونج يسطع في سماء الضاحية. السيد يشيد بالرئيس، يتقصّد عدم الاشارة الى الحديث عن الحكومة المقبلة، يصب خطابه نحو عون وجعجع، يهاجم السعودية وأجهزة أمنها.

ريمون اده”… يعلو صوت الضحك في المجلس بعدها، الكل يلتفت الى وليد جنبلاط بمحاولة منهم للتأكد إن كان هو من وضع ورقة ريمون اده في صندوق الإقتراع، يبستم البيك ويمسك هاتفه يكتب تغريدة محتواها وجوه لاكثر من حيوان. يخرج من القاعة ويسافر اليوم التالي لتشيكيا للقاء الصديق وتاجر الاسلحة أنجلوفيتش.

يطلب ميشال عون من فريقه، العمل سريعا لايجاد مخرجا للزبالة. يصادف أنه في اليوم نفسه يستقبل وهاب في الوقت نفسه، يقترح عليه الأخير بقيام بجولة بالشوف وبناء معمل كبير لتدوير النفايات في خراج بلدة الجاهلية.

هيثم المناع يبرق مهنئا باسم المعارضة السورية ويرسل له هدية مع سامي كليب، تسحب المعارضة التبريك وترد على المناع أنه عليه المباركة باسمه وحده ولا يدخل اسم المعارضة. بعد الان.

إقرأ أيضاً: بعد 11 سنة ناموا «الحراس» … وجعجع مش حكيم!

يكون في الحكومة المرتقبة التوزيع على الشكل الاتي (9 وزراء لتحالف عون جعجع، 7 لبري وحزب الله، 4 للحريري، 2 لجنبلاط، 1 للطاشناق و6 لبقايا الممانعة)

حزيران السنة الحالية وبعد اربعة أشهر على انتخابه، يرن هاتفه الجوال الذي يحمل رقم 03191918، الساعة الثامنة والنصف صباحا. يرد الجنرال وعينه اليسار ما زالت مغمضة. صوت سليمان فرنجية في الهاتف يبارك للجنرال ويعتذر على التأخير. يشرح له أنه في رحلة صيد في رومانيا منذ أول السنة، مقطوع عن الأخبار المحلية تامّة وهاتفه الروماني المحمول لا يمكنه الطلب الى لبنان. يعاتبه عون قليلا ثم يعزمه على كأس نبيذ فرنسي فاخر يسميه بالإسم (هدية لجبران باسيل أيام كان يشغل وزارة الخارجية) أول ما تكون العودة. يجيبه فرنجية وبتنهيدة منخفضة يقفل الهاتف.

الصيف حار في بيروت والسواح في ازدياد، صفيحة البنزين ب11 الف ليرة لبنانية، أجار البيوت ينخفض بنسبة 30%.

أيلول 2016، بشار الأسد يلجأ إلى ضيعة نائية في الساحل السوري بانتظار الطائرة التي ستقله إلى قم الإيرانية. اية الله رفسنجاني يرسل لبشار وعود بارسال الطائرة أول ما تؤخذ الموافقة من الادارة الاميركية الجديدة.

الى جانب عائلته، يقضي ليلة رأس السنة في بيت لروكز صهره العسكري المتقاعد اشتراه حديثا في أعالي كسروان، يستمع الحاضرون الى عبد اللطيف وحايك ووجه جديد لم يعرف اسمه بعد، يشرب كأسان من الفودكا، يتكىء على الكرسي الخشب الكبيرة ويحلم بكل هذا الهراء الذي ورد أعلاه، يفتكر أن ثمانية أشهر حقيقية قد مرت من ولايته الأولى للجمهورية. ينام

السابق
بالصور: هكذا تأكل النسور ذبيحتها
التالي
العلاقات التركية الإسرائيلية.. الماضي والراهن