كيف أبلغ الاسد فرنجية تمسكه بالجنرال عون؟

كتب سركيس نعوم في “النهار”: الأسد أبلغ فرنجيه رفضه “المبادرة” ثلاث مرّات

للم يرِد في ذهن أحد من اللبنانيّين أن فرنجيه لا يحظى برضى صديقه الشخصي وحليفه الاستراتيجي وصاحب “الخط” الذي أسّسه الراحل حافظ الأسد قبل اندلاع الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران الرئيس السوري بشار الأسد. ولذلك اعتبروا كلّهم أن مبادرة الرئيس سعد الحريري لترشيحه لرئاسة الجمهورية بإسم “تيار المستقبل” وبعض قوى 14 آذار، كما بإسم المملكة العربية السعودية وفرنسا والفاتيكان وأميركا، لا بدّ أن تكون دُرست مع الأسد الإبن وحازت موافقته. كما لا بدّ أن تكون بسبب ذلك نالت موافقة “حزب الله” وحليفة الاثنين إيران. لكن ردود الفعل السلبية التي أحبطت المبادرة أظهرت أن موقف سوريا الأسد لم يكن مؤيِّداً للمبادرة رغم امتناعها رسمياً ومباشرة عن انتقادها، أو عن رفضها أو عن شرح الأسباب التي تدعوها إلى عدم الرضى عنها. كما أن المعلومات المتوافرة عن الاتصالات بين فرنجيه والأسد حولها أظهرت موقفاً سلبياً جداً منها. والأوساط المتابعة لملف الرئاسة في لبنان والتطوّرات في الإقليم والمنطقة تمتلك قسماً مهمّاً من هذه المعلومات، وتعتقد بضرورة إطلاع اللبنانيّين عليها “تعميماً للفائدة” ومنعاً للخطأ. وهي تشير أولاً إلى أن الأسد كان معارضاً أو بالأحرى ضد المبادرة الرئاسيّة الحريرية، وإن كان من شأنها إيصال صديقه وحليفه سليمان فرنجيه إلى رئاسة جمهوريّة لبنان. والمرّة الثانية كانت عندما زار النائب طلال ارسلان الرئيس الأسد في سوريا. وظهرت أهميّة الزيارة من إصراره على متابعتها رغم حادث الاصطدام الذي حصل لِسيارته، وأيضاً تحمّسه للموضوع الذي أراد إثارته فيها وهو وصول فرنجيه إلى الرئاسة. وقد يكون مبرّر الحماس صداقته له وأيضاً إفادته من ذلك بالبقاء وزيراً مدة ست سنوات، وبمحاولة استعادة ثنائية ما في الزعامة الدرزية غابت في حرب لبنان ولم تعد بعد انتهائها. لكنّه غيّر موقفه بعد الزيارة بسبب سلبيّة الأسد. أما المرّة الثالثة فكانت عند قيام المرشّح الرئاسي سليمان فرنجيه بزيارة الرئيس الأسد في سوريا بعد عودته من اجتماعه بالرئيس سعد الحريري في باريس. وقد سمع منه الكلام نفسه الذي وصله في صورة غير مباشرة في المرّتين الأوليَيْن. وتُفيد معلومات الأوساط المتابعة نفسها أن الأسد انزعج كثيراً بعد الزيارة من تمسّك فرنجيه بالمبادرة الرئاسيّة في مقابلته التلفزيونيّة الأخيرة وهجومه في أثنائها على العماد ميشال عون، وعبّر عن ذلك صراحة. وفي نهاية اللقاء أظهر فرنجيه تجاوباً واستعداداً للانسجام مع “الخط” الذي هو جزء منه. ماذا بعد إحباط المبادرة الرئاسيّة الحريرية؟

السابق
مريم البسّام تمثّل بجثث أطفال مضايا: فهل يغفر حزب الله لـ #دكانة_الجديد؟
التالي
لهذه الاسباب لن يشارك باسيل وابوصعب في جلسة مجلس الوزراء غدا؟