انفجار اسطنبول: لدفع تركيا نحو المستنقع السوري

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان انتحاريا يحمل الجنسية السورية وراء هجوم اسطنبول الذي خلف 10 قتلى على الأقل و15 جريحا اليوم الثلاثاء، وأشار إلى أن موقف تركيا الحازم بشأن محاربة الإرهاب لن يتغير.

أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، “نعمان قورتولموش”، في تصريحات صحفية، أن الانتحاري الذي فجّر نفسه في المكان، سوري الجنسية، ومن مواليد 1988، وأنه جاري التحقيق في ارتباطاته.

وكان تساءل أردوغان في تصريحاته للصحفيين عقب الانفجار “هل توجد دولة أخرى في العالم تواجه تنظيم داعش الإرهابي بحزم أكثر من تركيا، وتدفع ثمنا مثلنا؟”.

إقرأ أيضاً : لماذا تحوّلت تركيا لساحة مواجهة دموية؟

وفي استئناف لهجومه على السياسة الروسية وتدخلها العسكري في سوريا أكّد الرئيس التركي “أن روسيا لا تواجه “داعش”، بل على العكس تعمل على إقامة دويلة سورية في اللاذقية ومحيطها، وتقصف أبناء جلدتنا التركمان هناك”.

ويرى المراقبون ان مرحلة اشتعال الحروب بالوكالة في المنطقة قاربت نهايتها، وان المرحلة القادمة هي مرحلة خوض المعارك بشكل مباشر بين الأفرقاء الإقليميين والدوليين أنفسم، فقبل شهرين دخلت روسيا جويّا المعركة السورية بشكل مباشر بعد ان اغرتها ايران بذلك، والأخيرة خسرت المئات من جنودها بعد عام من تدخلها البري ضد فصائل المعارضة السورية دفاعا عن نظام الرئيس بشار الاسد، بالمقابل السعودية وحلفاؤها الخليجيون أصبحوا في الميدان اليمني منذ منتصف العام الماضي مع الاعلان عن بدء حملة “عاصفة الحزم” وخسرت المملكة ايضا المئات من القتلى والجرحى اضافة للمليارات من خزينتها انفاقا على تلك المعركة التي يبدو انها ستكون طويلة الأمد اسوة باختها الحرب السورية.

إقرأ أيضاً : بوست لمصور الميادين يثير ردود فعل..وتوضيح

ولما كان التحالف الدولي بقيادة اميركا يقصف منذ عام ونصف قواعد داعش وقوافلها في سوريا والعراق بمشاركة تركيا دون ان يمنع تمددها، ولكن مع اتهام انقرة من قبل اعدائها وحلفائها انها غير جدية بمحاربة داعش لان الامدادات البرية لهذا التنظيم الارهابي بشريا ولوجستيا يتم عبر اراضيها، فان هذا الانفجار الدموي في اسطنبول اليوم هو اشارة مباشرة لانقرة انها في الطريق للتورّط بالحرب التي يخوضها جيرانها العرب ويخوضها التحالف الدولي ضد داعش وان لا فائدة من البقاء بعيدا عن خوض هذه المعركة الدولية ضدّ الارهاب.

إقرأ أيضاً : نفط «داعش» يفضح أردوغان وبوتين والاسد

واذا كانت تركيا غير معنية استراتيجيا بقتال داعش الذي يقف بصلابة في وجه اعدائها (حزب العمال الكردستاني) على حدودها الجنوبية الشرقية، في الاراضي السورية والعراقية، فان انفجار اليوم  مصحوبا بالانفجارين السابقين قبل شهور، هو برأي المراقبين اشارة مخابرتية دولية بانه حان الوقت لتركيا ان تكف عن سياسة غض النظر عن دعم “داعش”، وانه آن الاوان لتكافح هذا التنظيم وتحاربه جديا وتمنع أي ذعم له مباشر او غير مباشر عبر أرضها.

واذا كانت روسيا مصرة كما يقول اردوغان على قتل التركمان في سوريا، فان هذا لا يفسّر سوى انه اشارة أيضا ودعوة دولية للانخراط في الميدان السوري من أجل دفع فاتورة الدم ثم فاتورة الحلّ لاحقا.

السابق
بوست لمصور الميادين يثير ردود فعل..وتوضيح
التالي
«تيار المستقبل»يتضامن مع مضايا: حصار ذروة التكفير ونأسف لمشاركة «حزب الله»