حزب الله: الزكزكي أهم من الإمام موسى الصدر

الشيخ إبراهيم الزكزكي
اعتقال نجل القذافي بعد استدراجه من دمشق، حيث كان يقيم تحت رعاية نظام بشار الأسد وحمايته، كرد جميل من هذا النظام للعلاقة الأخوية المتينة التي طالما ربطت بين نظام البعث السوري وبين نظام الرئيس البائد معمر القذافي كما وصفت جريدة "الأخبار" المحسوبة على حزب الله. أعاد فتح ملف اختطاف الإمام الصدر قبل موسمه القادم في 31 آب 2016 .

لم يكشف  اعتقال هنيبعل القذافي جديداً من حيث الدور الذي لعبه نظام الأسد بعملية خطف الإمام، وما كان يتداول بهذا السياق همساً أيام الوصاية السورية، بأنّ خطف القذافي للإمام الصدر إنّما كان بالأصل تلبية لرغبة ذلك النظام، إنّما الجديد بالموضوع هو استمرار الوريث الأسدي الإبن لمقاربة ملف الإختطاف ومتعلقاته بنفس الخلفية السوداء وهذا ما ظهر جلياً ليس فقط من خلال إيواء هنيبعل وحمايته، بل عبر المطالبة بإعادته إلى سوريا بعد أن أصبح في قبضة القوى الأمنية.

اقرأ أيضاً: عن خبر استشهاد موسى الصدر: من يصدّق أنّه لا زال حيّاً؟

إنّ استعجال نظام الأسد بإسترداد نجل القذافي، ليس له من مسوّغ إلاّ التخوف ممّا يمكن أن يدلي به عن تورط بخطف الإمام في مرحلة حرجة ليس لشخص بشار أو نظامه بقدر ما قد يحرج حليفه الشيعي حزب الله، الذي طالما قدّم نفسه على أنّه امتداد طبيعي لخط الصدر، وأنّه معني بشكل يزايد به عن أصحاب القضية الأصيلين بحركة أمل على كشف حقيقة مصير الإمام المغيب.

الامام موسى الصدر

لا أخفي تسللي إلى صفحات عديدة لناشطين من جمهور حزب الله للوقوف على ردة فعلهم وما كتبوه عن موضوع اعتقال هنيبعل ومدى اهتمامهم بإعترافاته، وما قد تساهم بكشف حقيقة المتورطين بقضية خطف الإمام الصدر، فكانت النتيجة الصادمة أنّ الحادثة لا أثر لها ولا عين على كل تلك الصفحات التي زرتها لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى من باب رفع العتب، لدرجة أنّ الأمر بدا وكأنّ “تكليف شرعي” معطى لعدم التداول بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد.

وفي مسير “البحبشة” داخل تلك الصفحات الحزب – إلهية، كان جلياً حجم الإهتمام الكبير، وحجم التضامن الضخم مع قضية اعتقال عالم الدين الشيعي النيجيري إبراهيم الزكزكي، فلا تكاد تخلو صفحة من صورة أو أكثر لهذا الشيخ وبالخصوص الصورة التي يظهر فيها الزكزكي وبجانبه صورة صغيرة لمرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي الخامنئي.

الشيخ ابراهيم زكزي نيجيريا

وبغض النظر عن حيثيات الأحداث النيجيرية، وإدانتنا الشديدة للعمل الإرهابي الذي طال تفجير حسينية شيعية وسقوط عدد كبير من الأبرياء بين قتيل وجريح، وما تبعها من اشتباكات لسنا هنا في وارد الحديث عنها أو عن خلفياتها ولسنا طبعاً الآن في وارد تقييمها أو حتى توصيفها.

صحيح أنّه ليس معيباً على حزب الله التضامن مع هذا أو ذاك، وإنّما الإشكالية فقط هي في الميزان أو الإعتبارات التي على ضوئها ووفقها يعبأ جمهور الحزب في مقارباته للقضايا المحقة والتي تستأهل تضامناً أو لا تستأهل، وقد صار من بديهيات القول أنّ الفيصل الأوحد عند هذا الجمهور في تحديد القرب والبعد، هو إيران والنظام الإيراني، ولا يوجد في قاموس هذا الجمهور أيّ مكان البتة لأي معيار آخر.

اقرأ أيضاً: من خطف السيد موسى الصدر.. ولماذا؟

وما حملة التضامن والشجب والتعاطف مع الشيخ الزكزكي إلاّ بوصفه مقرباً من الجمهورية الإيرانية وتابعاً لها، وهذا أيضاً ما يمكن أن ينسحب حتى على بشار الأسد ومتفرعاته التي قد تصل حتى إلى هنيبعل نفسه. فإذا ما أضفنا في هذا المجال التباين بين فكر الإمام الصدر ولبنانيته المعروفة وبين فكر النظام الإيراني القائم أساساً على نظرية ولاية الفقيه التي لا يقرّها الإمام الصدر، فتكون المحصلة الطبيعية وفق موازين حزب الله أنّ الشيخ الزكزكي أهم بما لا يقاس من الإمام الصدر.

 

السابق
الانحياز الإسرائيلي لروسيا ضد تركيا
التالي
أميركا تحاصر حزب الله ماليا… فهل سيرتدّ حصارا للبنان؟