مليار دولار في السنة تكلفة التدخل العسكري الروسي بسوريا

التدخل الروسي في سوريا

تستمر الحملة العسكرية الروسية في سورية منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي وحتى الآن، وتعتمد موسكو بشكل رئيسي على سلاح الجو، مستخدمة طائرات حديثة لمهاجمة قوات المعارضة السورية بشكل أساسي، يليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة إلى دعمها لقوات نظام الأسد في المعارك التي تخوضها بمناطق متعددة في سورية.

ويشير معهد واشنطن للدراسات إلى أن روسيا تختبر مهاراتها العسكرية في سورية، وأن هذا الاختبار هو الأول لها خارج حدودها منذ غزو أفغانستان، أي خلال الفترة الممتدة من عام 1989 حتى تدخلها في سورية، حيث اقتصر النشاط العسكري الروسي على طول الحدود الروسية أو داخلها، أو في مناطق الاتحاد السوفياتي سابقاً.

وتقدر تكلفة التدخل العسكري الروسي في سورية بنحو مليار دولار في السنة، حسب البيانات الذي نشرتها مجموعة “آي آيتش أس جاينز” في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما تذهب تقديرات أخرى إلى عدد مضاعف بثلاث مرات عن الرقم المذكور. لكن هذه التكلفة قياساً مع ميزانية الكرملين الدفاعية المخصصة لعام 2015 لا تبدو أنها هائلة.

وذكرت صحيفة “موسكو تايمز” أن روسيا رصدت 50 مليار دولار (3.1 تريليون روبل) كميزانية للدفاع، ويقول مركز واشنطن إنه على الرغم من أن تكلفة التدخل الروسي في سورية لا تعد مغامرة هائلة لروسيا، لكن هذه الميزانية بالفعل تحت ضغط كبير، فقد حُدّدت في الأساس بـ 3.3 تريليون روبل حتّى أزمة الركود وانهيار الروبل. وقد جاء هذا الاقتطاع في وقت كانت موسكو تتوقّع زيادة في الرواتب، وجهوداً أكبر لتحقيق أهدافها لإعادة التسلّح لعام 2020.

اقرأ أيضًا: بعد التدخّل الروسي… الحرب في سوريا أصبحت أكثر وحشيّة

ومن المتوقع أن تتكلف موسكو المزيد مع نشرها أنظمة صواريخ “اس 400” التي تستلزم مزيداً من المركبات والأفراد، ويقدر “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” في بريطانيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أنّه ما بين 1200 و1350 طاقم من القوّات الجوّية الروسية موجودون حالياً في سورية لدعم العمليّات الجوّية من بينهم طيّارين، وملّاحين، ومشرفين، ومراقبين للحركة الجوّية، ومدراء مطارات، ومراقبين للأحوال الجوّية، وضبّاط استخبارات. ومن خلال إضافة الوحدات البحرية والبرّية المعنيّة مباشرةً بالحملة العسكرية في سورية، سيزيد هذا العدد بثلاثة أضعاف ليصل إلى حوالي 3500 شخص.

وبالإضافة إلى الكلفة المالية، تخسر موسكو فرصة استخدام هذه التجهيزات والأفراد في مكان آخر. فعلى سبيل المثال، أشار وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” إلى أنّ بعض عشرات القوّات الخاصّة التي تدعم العمليات الأوكرانية قد أُعيد نشرها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول لتقديم الاستشارة لقوات نظام الأسد، وللمساعدة على تنسيق الضربات الجوّية. ومن المرجّح أن تستمر هذه العمليّات المتعلقة بإعادة التخصيصات.

وأدخلت روسيا مؤخراً القاذفات الجوية ضمن الغارات التي تنفذها في سورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ حوالي عشرين قاذفة بعيدة المدى قد عبرت آلاف الأميال لضرب أهداف سورية في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ومجدّداً هذا الشهر. وكانت قاذفة “توبوليف تي يو- ٢٢ أم” الأكثر انتشاراً، لكنّ هناك قاذفات أخرى قد شاركت أيضاً، بما فيها “توبوليف تي يو- 95 بير”، و«توبوليف تي يو-160 بلاكجاك”، اللتَين تستخدم كلّ منهما مزيجاً من الذخائر الموجّهة وغير الموجّهة، إلى جانب صواريخ كروز. بالإضافة إلى استخدام صواريخ “كاليبر” التي أطلقتها روسيا باتجاه سورية للمرة الأولى من قواعدها في المتوسط.

وتشير هذه الضربات بعيدة المدى على أنّ روسيا تتمتّع بالقدرة على التخفيف من العبء عن طائراتها وذخائرها في سورية بين الحين والآخر إذا دعت الحاجة لذلك. وستشكّل الذخائر نفقة حاسمة، إذ تكلّف حوالي 750 ألف دولار في اليوم للضربات في سورية فقط. ومع ذلك، فإن الخيار بعيد المدى هو مكلف أيضاً: إذ يتراوح سعر كل صاروخ كروز من نوع “3M14E”  يتمّ إطلاقه من البحر ما بين 1.2 و 1.5 مليون دولار، مما يجعل منه خياراً عرضياً فقط. وإذا ما احتاجت روسيا شنّ هجمات مكثّفة بعيدة المدى، ستزيد النفقات العمليّاتية أضعافاً مضاعفة، كما يتوقع أن التوسع الروسي في سورية عبر إنشاء قواعد عسكرية جديدة وتجهيزها وحمايتها سيرفع من تكلفة التدخل العسكري.

ويشار إلى أن روسيا تستخدم قرابة 30 طائرة مقاتلة متطورة لشن الهجمات انطلاقاً من قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، وأهم الطائرات المستخدمة “سوخوي 25 اس ام”، و”سوخوي 24 اس ام”، و”سوخوي 30 اس ام”، وسوخوي 24″، و”سوخوي 34″، بالإضافة إلى طائرة “Il-20” الإلكترونية المقاتلة/المراقبة ومهمّتها جمع المعلومات الاستخباراتية. فضلاً عن نشر نحو 20 مروحية هجومية من طراز “مي 24″، و”مي 8”. وتشير تقديرات إلى أن استمرار الحملة الروسية سيرفع من هذه الأرقام.

(السورية نت)

السابق
انهيار سد الموصل كارثة بشرية على وشك الحدوث
التالي
أخيراً تحالف إسلامي لضرب الارهاب