الـmtv للجديد.. شكراً مريم البسّام..

حين دخل الزميل حسين خريس الى غرفة الأخبار في الـ mtv أمس، عائداً من مهمّة أنجزها في تغطية عمليّة الإفراج عن العسكريّين المخطوفين، صفّق له جميع من في الغرفة وهنأوه. عبّر الزملاء المصفّقون عن تقديرهم، كما غيرهم من الزملاء في المحطة، وكما الكثير من المشاهدين الذين تسمّروا أمس لساعات على شاشة الـ mtv في تغطية كانت تستحقّ من بعض الزملاء في مؤسّسات إعلاميّة أخرى تهنئةً واعترافاً بما أنجزه خريس، ومعه فريق العمل المؤلّف من الزملاء فراس خليفة وأنطوني نادر ورواد كيروز، بدل تلك التغريدات التي تشبه ما يخرج من جسم الإنسان، من خلف.

اقرأ أيضاً: مريم البسام تتهم مراسل الـMTV حسين خريس بالإرهابي!

اقترحت السيّدة مريم البسّام، منذ أيّام، علينا وعلى محطات أخرى أن نمتنع عن تغطية ما يتّصل بعمليّة الإفراج عن العسكريّين المخطوفين، بحجّة عدم التأثير سلباً على نجاحها. لعلّ البسّام كانت تخشى من حصول ما حصل أمس، لكنّها لم توفّق في إقناعنا، فواصلنا مواكبة هذا الحدث الذي انتظره اللبنانيّون منذ سنة وأربعة أشهر، وكنّا دوماً الى جانب المخطوفين والأهالي، وقد سبق أن زارت كاميرا الـ mtv مع الزميل خريس مكان تواجدهم وطمأنت ذويهم، انطلاقاً من واجبَيها المهني والإنساني.
وبينما كان الزملاء في الـ mtv يقفون في الصقيع والخطر معاً، بين مسلّحين ملثّمين ومزنّرين بالأحزمة الناسفة، كانت مريم البسّام تجلس على كرسيٍّ جلديّ في مكتبها الدافئ لتغرّد معبّرة عن غيرة مهنيّة. والغيرة، كي لا يُساء فهمنا، ليست على المهنة بل من زميل ومن محطّة زميلة. فالبسّام التي سبق أن أرسلت، من موقعها في محطة “الجديد”، زملاء الى تغطيات في الداخل السوري، ومنهم من جالَس خاطفي مدنيّين لبنانيّين في أعزاز، ومنهم من تعاون مع منتمين الى “جبهة النصرة” من دون أن يصفهم أحد بالإرهابيّين، كما فعلت البسّام. فهل أبو مالك يختلف عن أبو ابراهيم ورفاقه كثيراً؟

حسين خريس

لعلّ مديرة الأخبار في “الجديد” لم تتحمّل رؤية الزميل حسين خريس، الذي واكبت انطلاقته المهنيّة، وهو يحقّق سبقاً صحفيّاً بهذا الحجم، فغرّدت وأغفلت، مثلاً، عن الإشارة الى الوسيط القطري الذي يتواصل مع “النصرة” ويحلّ في ضيافتهم، ربما حرصاً منها على عدم تعكير صفو العلاقة “الخضراء” التي تجمع محطّتها بإمارة قطر.
جميلٌ جدّاً أن يتقاضى الإنسان راتباً من دولة خارجيّة، ثمّ يحاضر علينا، صبحاً ومساءً وفي مقدّمات إخباريّة “غينيسيّة”، نسبةً الى كتاب الأرقام القياسيّة، بالوطنيّة والممانعة والمقاومة… ألا تحتاج هذه أيضاً الى تغريدة يا حضرة الزميلة؟

مريم البسام

أمرٌ آخر استوقفنا أمس. لم يغيّر موقع التيّار الوطني الحر الالكتروني عادته، فهاجم الـ mtv، واستنجد بموقع “العهد” الناطق باسم حزب الله، لسؤال وزير الإعلام رمزي جريج عن موقفه من التغطية. فأجاب الأخير بأنّه سيتّصل بإدارة المحطة.
من هنا، نطمئن الموقعَين بأنّ الوزير لم يتّصل، وإن فعل فلتهنئتنا على ما أنجزناه ونفتخر به، في حين يعجز آخرون، يعرفهم الموقع البرتقالي جيّداً، عن تحقيق ما يحمل قيمة مهنيّة، فيكتفون بالنسخ واختيار العناوين الكاذبة، وقد كان لموقعنا النصيب الوافر من نسخهم. حتى أنّهم نسخوا مرّةً مقالاً ننتقد فيه وزيراً من تكتل التغيير والإصلاح من دون أن نسمّيه!

اقرأ أيضاً: الـMTV حصلت على «السكوب» فاتهمت مريم البسام حسين خريس بـ«الارهاب»!

كنّا نودّ، يوم أمس، ألا يعكّر أحدٌ أو أمرٌ ما فرحة الإفراج عن العسكريّين. لكنّ مريم البسّام وزملاء آخرين اختاروا التلهّي بأمرٍ آخر. لم تستوقف هؤلاء العبارات المؤثّرة التي قالها العسكريّون لحظة خروجهم الى الحريّة، ولا تلك الأم التي بالكاد كانت تخرج الكلمات من حنجرتها الجريحة وهي تنتظر معانقة ابنها، ولا الطفل الذي سيراه والده للمرة الأولى، بعد أن أبصر النور بعيداً عنه. ما حسبنا أنّ لدينا زملاء بهذه الخفّة، إلا أنّ مريم البسّام ساعدتنا على هذا الاكتشاف. فشكراً لمريم وشكراً، بالنيابة عنها وقد بلغنا مطلع الشهر، لقطر…

السابق
بعد تحرير أسرى «النصرة»…الأنظار تتجّه نحو أسرى «داعش»
التالي
أهالي العسكريين المخطوفين لدى داعش يلتقون رئيس بلدية عرسال