شروط جديدة عرقلت صفقة إطلاق العسكريين .. ولم تفشلها

تكتّم غير مسبوق حول ملف الأسرى العسكريين من أجل "إنجاح الصفقة"، اذ شهد الملف أمس حالاً من الانتظار الثقيل لدى أهاليهم وسط استمرار عملية التفاوض، وذلك على الرغم من إلغاء رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سفره الى باريس لمتابعتها.

عاش اهالي العسكريين المخطوفين، يوم قلق ولعبٍ على الاعصاب بامتياز، فيما حُبست انفاس الوطن وهو يتابع المرحلة الاخيرة من تنفيذ اتفاق تبادُل صباح الأحد الذي لم يكن كمسائه. فهو بدأ بالزغاريد وبأمل لامسَ حدود اللقاء بعدما شوهِدت قوافل المساعدات الغذائية للنازحين تجتاز حواجز عرسال، ومواكب سيارات الدفع الرباعي السوداء الداكنة التابعة للامن العام وانتشار الجيش اللبناني على طول الطرق التي كان ينتظر ان تسلكها المواكب بالإضافة الى الإجراءات الامنية المعززة في وسط بيروت.

إقرأ أيضاً: صفقة العسكريين: سرعها أسرى حزب الله في حلب

وبعدما كان متوقعاً ان تنتهي عملية تبادل العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة”، أدخلت هذه شروطاً جديدة لعرقلة الصفقة واحباط الوساطة القطرية، علماً ان الجانب اللبناني، أي اللواء عباس ابرهيم، نفذ كل ما هو مطلوب منه في الاتفاق واستكمل كل التحضيرات الأمنية واللوجستية، لكن “النصرة” أضافت الشروط التي وضعتها في السابق وعادت عنها وغير قابلة للتحقيق.

فكانت عملية شدّ حبال بين ابراهيم و”النصرة” عبر الوسيط القطري استمرّت ساعات الى ان أبلغها ابراهيم عند الثانية بعد الظهر أنّه لم يعُد في استطاعته التنازل أكثر وتنفيذ شروط ومطالب إضافية لا يلحَظها الاتفاق، وانتظر جواباً مِن أمير “النصرة” أبو مالك التلّي أتاه في الرابعة والنصف من أنّه يصِرّ على المطالب، في إشارة إلى محاولة منه لإحباط الوساطة القطرية وعرقلة التنفيذ. فعُلّق التنفيذ حتى إشعار آخر، لكنّ غرفة العمليات المشتركة اللبنانية ـ القطرية ظلّت تعمل بلا مواقيت في انتظار ان يتمكّن الوسيط القطري من الضغط على الخاطفين للتراجع عن مطالبهم الأخيرة.

العسكريين المخطوفين

وأبلغ أحد الوسطاء الذي يواكب التفاوض “النهار” ان جبهة “النصرة” طرحت شروطاً اضافية أبرزها ضمان وصول اعداد من المسلحين الجرحى الى تركيا، وتأمين وصول سيارات اغاثة الى مخيمات اللاجئين في الجرود، ومعالجة الملف القضائي لمصطفى الحجيري واسقاط الحكم عنه، وهو المحكوم عليه بالسجن المؤبد من المحكمة العسكرية. كما تحدثت مصادر عن طرح الجبهة اسماء سجناء جدداً. وقال الوسيط إنه “أبلغنا جبهة النصرة ان طرح ملف الشيخ الحجيري القضائي غير قابل للتحقق اطلاقاً لأنه يتعلق بمسار قضائي في الدولة اللبنانية، وكذلك فان الموضوع الاغاثي المتعلق باللاجئين ليس سهلاً”. وأضاف: “انا باقٍ في البقاع هذه الليلة وأعمل مع الوسيط القطري لتذليل العقبات واقناع المسلحين بالعودة عن شروطهم”.

أكد عباس ابراهيم أن صفقة التبادل مع جبهة “النصرة” لم تفشل والتفاوض مستمر. وشدّد على أن “لا شيء فشل ولا يمكن أن نقول شيئاً، ما يمكن أن نقوله إن التفاوض مستمر”.

إقرأ أيضاً: (بالصور): هكذا تتم عمليّة التبادل بين الجيش والنصرة في عرسال

بنود الصفقة

وكانت وكالة “فرانس برس” نسبت إلى مصدر أمني أن صفقة التبادل تأخّرت جرّاء مطالبة جبهة “النصرة” السلطات اللبنانية بالإفراج عن سجناء جدد لم تكن أسماؤهم مدرجة على القائمة التي تمّ التفاوض حولها. وفي الإطار نفسه، نسبت الوكالة نفسها إلى مصادر أمنية أن الصفقة الحالية التي كادت على وشك أن تتم، وهي ما تزال قائمة، تتضمّن:

– إفراج “النصرة” عن 16 عسكرياً محتجزين لديها.

– إفراج السلطات اللبنانية والسورية عن سجينات وسجناء أبرزهم جمانة حميد (المتهمة بقيادة سيّارة مفخخة إلى الضاحية الجنوبية وهي من عرسال) وسجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لأبي بكر البغدادي زعيم “داعش”، وهي أوقفت في العام 2014، وعلا العقيلي زوجة أحد قياديي جبهة “النصرة” والموقوفة منذ العام 2014 أيضاً، إضافة إلى شقيقة أبي مالك التلي أمير جبهة “النصرة” في منطقة القلمون، وهي مسجونة في سوريا.

– السماح لجرحى سوريين بالإنتقال إلى عرسال للعلاج، ونقل جرحى من الزبداني إلى تركيا عبر مطار بيروت.

– إدخال شاحنات مؤن إلى جرود عرسال حيث يتحصّن مقاتلو “النصرة”.

إقرأ أيضاً: من هم كوادر حزب الله الـ12 الذين وضعتهم السعودية على لائحة الإرهاب؟

السابق
قوى الامن : 5086 مخالفة سرعة زائدة خلال اسبوع
التالي
هل اتصل «قاسم سليماني» هاتفيًا وأكّد اصابته في سوريا؟!