تريّث لتذليل عقبة اعتراض الكتل المسيحية على «ترئيس» فرنجية

واصلت الكتل النيابية "الاستعانة بالكتمان" إزاء الاستحقاق الرئاسي، وبإنتظار الإتصالات التي نشطت على أكثر من خط وبين أكثر من طرف تتوجه الأنظار الى جلسة الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، اذ لن يغيب الملف الرئاسي عنه، خصوصاً أنه يعقد قبل موعد جلسة جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الأربعاء المقبل لن تختلف عن سابقاتها.

شهدت عطلة نهاية الاسبوع اتصالاً بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية هو الأوّل بينهما بعد لقائهما الأخير في باريس، استعرَضا خلاله آخر التطورات المتعلقة بالتسوية المطروحة ومواقف الأفرقاء السسياسيين منها.

وقد شكل هذا الإتصال إشارة طيّبة إلى أن التسوية التي جرى التداول فيها في اجتماع باريس ما تزال قائمة، كما أن الحريري أبلغ فرنجية، خلال اتصاله به أمس الأول، أن ما اتفقا عليه في لقاء باريس لا يزال ساري المفعول، وهو ملتزم به، وينطلق منه في اتصالاته مع قوى “14 آذار”.

إقرأ أيضاً: النائب أحمد فتفت لـ«جنوبية»: فرنجيّة سيصبح مرشّحنا إذا تحوّل الى مرشّح توافقيّ

وعلمت “الأخبار” أن الحريري بدا مهتماً بموقف حلفاء الزعيم الشمالي، فردّ الأخير بأن الجميع ينتظر موقف الحريري قبل الإعلان عن أي موقف، فردّ الحريري: “إن شاء الله خير”، مكرراً طلبه من فرنجية العمل على حلفائه ولا سيما حزب الله. وأكد في المقابل أنه “يعالج مسألة (رئيس حزب القوات سمير) جعجع، والسعودية ستتولى الأمر”.

لكن الأبرز بحسب “اللواء” أن قناة “المستقبل” لاحظت أن المعارضة القوية لانتخاب فرنجية من قِبَل القوى السياسية المسيحية تُضعف حظوظ فرنجية الرئاسية، كما أن إعلان الحريري ترشيحه رسمياً لا يبدو قريباً، كما تردّد قبل يومين لأن سلّة التوافقات والتفاهمات لم تنضج بعد.

أكد مرجع سياسي كبير لـ”الجمهورية” أنّ هذا الأسبوع سيكون حاسماً على مستوى تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في شأن التسوية الرئاسية المطروحة، كاشفاً عن اتصالات ناشطة على مختلف المستويات في هذا الصَدد وفي مقدّمها الاتصالات التي يجريها حزب الله مع رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون.

– كما قالت “الديار” إنه الثلاثاء القادم او ليل الاربعاء، سيعلن الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. والتأخير ناتج عن ان مؤتمر المناخ الدولي الذي يعقد في بروكسل يضم كل الرؤساء وهم موجودون في باريس، لذلك، قام الحريري بتأجيل كلمته الى الثلاثاء او الاربعاء القادم على ان تحصل الجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة كبرى وهي من مهمة الرئيس نبيه بري.

إقرأ أيضاً: سليمان فرنجية باق خلف العماد عون

استغربت مرجعيات معنية مباشرةً بالاستحقاق الرئاسي اعتراضَ “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” على اسم فرنجية، مع العِلم أنّ هذه الأطراف السياسية الأربعة كانت قد اجتمعت في بكركي برعاية البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي في بداية مهلة الاستحقاق الرئاسي واتّفقت على انّ رئيس الجمهورية الجديد يجب ان يكون أحد رؤساء هذه الأحزاب الاربعة المرشّحين للرئاسة، لأنّ كلّاً منهم يتمتّع بحيثية تمثيلية مسيحية، فعلامَ الاعتراض الآن على فرنجية.

فرنجية زار باسيل … والتباين مستمر

– من جهتها، قالت “الأخبار” أنه بعد 11 يوماً على لقاء الحريري بفرنجية، في العاصمة الفرنسية باريس، حصل أمس أول خرق “جدّي” على خطّ الرابية ــ بنشعي، بعد زيارة طويلة قام بها فرنجية للوزير جبران باسيل في منزله في البترون. وبحسب أكثر من مصدر، فإن اللقاء بين الرجلين كان إيجابياً، ويعكس حرص الطرفين على تماسك التحالف السياسي لـ 8 آذار، لكنه لم يبدد الخلافات بين الطرفين حول العنوان الرئاسي.

– وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن فرنجية وضع باسيل في اللقاء الذي استمر نحو ساعتين، في تفاصيل الاتصالات التي أجراها، بما فيها لقاء الحريري، مبلغاً إياه أنه “مرشّح للرئاسة، لكنه لا يمكن أن يكمل بترشحه ما لم يوافق عون”.

إقرأ أيضاً: هل يكون سليمان فرنجية الرئيس المقبل بعد مغازلته السعودية؟

“القوات” على موقفها

– وفي خريطة المواقف، استمرت “القوات اللبنانية”، على موقفها الرافض، وخرج أوضح تعبير عن موقف القوات على لسان النائب فادي كرم الذي أكّد أن رئيس الحزب سمير جعجع “لا يمكن أن يدعم ترشيح النائب فرنجية، لأنهما لا يلتقيان في الكثير من الملفات وفي النظرة الاستراتيجية الوطنية”.

تراشق عبر “تويتر” بين جنبلاط وجعجع

في الملف الرئاسي بقي حبس الأنفاس سيد الموقف باستثناء التراشق عبر “تويتر” بين رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، اذ غرد الأول غرّد معتبراً أن هذه المرحلة تذكّره “بما جرى منذ 27 عاماً مع وساطة المبعوث الأميركي ريتشارد مورفي”، مضيفاً “غريب أن البعض لا يتعلّم، لماذا لا نتعلّم من دروس الماضي؟”. فردّ جعجع على جنبلاط من دون أن يسمّيه: “بعض الأشخاص يهتمون كثيراً بالتاريخ لَيتهم يلتفتون قليلاً الى الحاضر”. فما كان من جنبلاط إلا أن عاد وردّ قائلاً: يبدو أن كلامي عن الماضي قد خدش أحاسيس البعض. لذا عملاً بالحكمة القديمة أقول “بعود عن الشّر وغنّيلو”.

والمعلوم بحسب “المستقبل” أن جعجع وقائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون (العام 1988) رفضا انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وكذلك النائب السابق مخايل الضاهر بعد زيارة مورفي لدمشق وبيروت.

تأخير اعلان تبني فرنجية

لكن هذا التراشق قابله ثبات من قبل جنبلاط على موقفه المؤيد للتسوية، اذ عبّر لـ”النهار” عن ترحيبه بالاتصال الاخير للحريري بفرنجيه، ووصفه بأنه “مفيد”.

السابق
ميريام كلينك… وإثارة جديدة على طريقتها
التالي
افتتاح أكبر مؤتمر دولي في شأن المناخ بباريس، في مشاركة أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة