وزارة المال وتصدير الكبتاغون

كابتاغون
لم تعد أقراص الكبتاغون مجدية في مزاج الشعب اللبناني الذي دخل مرحلة الغيبوبة كشعب، وهو في آن في حالة استنفار دائم كقطيع من طوائف ومذاهب.

ربما تكون أقراص الكبتاغون وغيرها من المواد المخدرة وسيلة للهروب من واقع معين إلى اللاواقع، أو بحثا عن عالم إفتراضي يجد فيه المتعاطي بديلا عن واقعه الحقيقي، وفي كلتا الحالتين فإن من يلاحظ ردات فعل اللبنانيين على فضائح زعمائهم يؤكد بأن ثمة مخدر ما يؤثر باللبنانيين ويعبث بإحساسهم الفردي  والجماعي – عدا المذهبي – أكثر من الكبتاغون. الفضيحة الأخيرة وليست الآخرة حتما، هي فضيحة وزارة المال من خلال قرار مديرية الشؤون العقارية منع إعطاء إفادات نفي الملكية عن الذين يعملون في الشأن العام تحت مسمى نواب ووزراء ومدراء وغيرهم .

إقرأ أيضاً: الكابتاغون ينتشر بطريقة غير مسبوقة

في الواقع وفي المنطق والبديهة،  يعتبر قرار الشؤون العقارية بمثابة مضبطة إتهام واضحة لصاحب القرار ومن يقف وراءه ولكل المستفيدين منه، ولو كان المذكورون بريئي الذمة في ممتلكاتهم لما قرر من قرر ولما سكت من سكت.

الأنكى في كل ذلك والأشد إيلاما هو مرور هذا الخبر مرور اللصوص لا مرور الكرام، لأن اللصوص يمرون دون ترك أثر ودون ملاحظة الناس. لا استنكار، لا امتعاض ولا تحسس بما يكمن في هذا القرار وبما يحجبه من حقائق تميث اللثام عن وجه عصابات السطو المباشر وغير المباشر على المال العام.

إقرأ أيضاً: حملة وزير المالية ضد الفساد: تمثيلية بدون جمهور

إن أول دليل يورده قانون الإثراء غير المشروع على تحقق هذا الإثراء، هو عدم التناسب بين ثروة الشخص وموارده. لهذا الغرض، ولهذا فقط منع مدير الشؤون العقارية و(من يظهره التحقيق) كشف حقائق الأثرياء الجدد الذين اشتروا بمالنا وقرارنا ومستقبلنا  ودماء شبابنا عقارات مبنية وغير مبنية وجمعوا أموالا منقولة وغير منقولة.

شاهد أيضاً: بالفيديو: الامير السعودي ومرافقوه الموقوفون بتهمة محاولة تهريب طنين كابتاغون إلى السعودية

تصرف وزارة المالية عبر أحد المدراء العامين جعل من الكبتاغون بمثابة حبة بانادول لا مفعول لها إزاء الألم الذي نشعر به، فمن دون إثارة مذهبية لا نتحسس أي ألم، وبفضلها لا نشعر بأي ألم.  حتى الجوع، فقد قدرته كمحرك لمشاعر الناس وباعث للثورات.  فالمذاهب والمذهبية وتسييس الدين وتديين السياسة، كلها  مخدرات فتكت في عقول اللبنانيين ونفوسهم وخدرت إرادتهم تمهيدا لاغتصابها المستمر رئاسيًا نيابيًا وحكوميا  حتى أسفل السلم، هذا إن افترضنا بأن ثمة من هو أعلى ومن هو أدنى في سلم الفساد والأفساد.

إقرأ أيضًا: الفقراء من عرسال إلى طرابلس والضاحية هم ضحايا الإرهاب!

 

السابق
وزير الخارجية الفرنسي: هدف محادثات السلام السورية اليوم تعزيز تنسيق قتال الدولة الإسلامية
التالي
مجهولون افتعلوا حريقا في الناعمة