أبدى متابعون للشأن العام في لبنان قلقهم من مظاهر التحريض وتحشيد العصبيات المذهبية التي تنمو باطراد داخل البيئة الشيعيّة، وهي تجلّت بشكل فاقع هذا العام في مناسبة عاشوراء التي مرّت الشّهر الفائت بشكل صاخب غير مألوف، زاد من مظاهرها الاستعراضية ما انتشر على الطرقات والمفارق الرئيسية في الضاحية الجنوب والبقاع من محطات وحواجز “حسينية” موشّحة بالسواد، توزّع الحلوى للمارة، وتصدح منها “ندبيات” صادرة عن مكبرات صوت عملاقة موضوعة بجانب الطريق، وقد ظهر جليّا اشراف حزب الله وعناصره على هذه الترتيبات المستحدثة هذا العام، وهي استمرت طوال عشرة أيام عاشوراء المتتالية.
وفي ظل هذا المناخ الذي يشجع على تضخيم الخصوصية وتمجيد الذات الطائفية، بدأت تكثر اصدارات الكتب والمؤلفات التي تعنى باعادة تظهير التراث الشيعي وتقديمه بشكل مثالي للناشئة من الجيل الجديد.
وفي هذه المناسبة نشر الناشط علي مرواني على صفحته في الفايسبوك صور عن قصّة قصيرة للأطفال صادرة عن دار المحجة البيضاء ومركزها الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي من وحي عاشوراء، تتحدّث عن ما قام به “المختار الثقفي” الذي ثأر من قتلة الامام الحسين، فقتلهم أبشع قتل عن طريق قطع رؤوسهم وايديهم وحرقهم والخ…وكلّه مصوّر برسومات مخصّصة للأطفال…رسمت على هذا الكتاب …الفاجعة!!
وقال مرواني:
«الصورة من قصّة مصورة للأطفال، هذا ما يتعلمه أطفالنا، وثم يسألون من أين أتت داعش!!
داعش ليست حالة طارئة أو غريبة عن عالمنا، داعش نهج!
ألا يمكن أن يتم إيصال الفكرة والعبرة إلا بهذه الصور!؟
وللعلم، نفس الفكر الذي ينتج مثل هذه القصص يعلّم الأجيال بأنّ الغناء حرام!!»
اقرأ أيضاً: هذا ما يبقى بعد مراسم عاشوراء