الفلسطيني القادم من الغرب.. محررا القدس!

انتفاضة القدس 2015
كل يوم يفاجئنا الفلسطيني، بأنه كائن جبار، فقد استفاد من روح المقاومة بأن أخذ منها السلاح الأبيض ليقتل العدو الحقيقي، ويستفيد من الغرب بأن يحمل جواز اللجوء -الذي يُمنح له لينسى فلسطينه- ليعود الى بلده الأم ليسترجعها، في لحظة خراب إقليمية لن تتكر ربما.. فهل يكون جواز السفر والسلاح الأبيض هما النافذة الى هناك؟

فقد الفلسطينيون فلسطين 1948وفقدوا بيوتهم ومورد رزقهم. فأنشأت لهم الأمم المتحدة ما يُعرف بـ”وكالة غوث اللاجئين” او “الاونروا” عام 1950 أي بعد عامين على التهجير لخدمة 750 ألف لاجئ فلسطيني حينها.

اما اليوم، فقد وصل عدد اللاجئين الى ما يفوق خمسة ملايين لاجئ. وهم منتشرون داخل فلسطين وخارجها وخاصة في مناطق ما كان يسمى “دول الطوق” أي الأردن ولبنان وسورية. إضافة الى لاجئي غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

ونتيجة للأوضاع الإجتماعية والإقتصادية الصعبة والمُذلة في المخيمات، يفضّل الفلسطيني الهجرة الى بلاد الغرب كالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية التي تهتم بتعليمه وطبابته وسكنه وصحته، وهي على العكس من معاملة الدول العربية التي لجأ اليها، والتي لا تصل في تعاملاتها معه الى أبسط وأدنى معاملة انسانية، رغم ان هذا اللاجئ عربي مثلهم.

فالعمال الأجانب في معظم الدول العربية يعاملون بأفضل مما يُعامل اللاجئ الفلسطيني لجهة تأمين العمل، اضافة الى تبرع عدد كبير من الجمعيات الأهلية بالدفاع عن العمالة الاجنبية وبالأخص الآسيوية، مقابل “التطنيش” عن سوء معاملة اللاجئ العربي.

ومن ضمن سياستها في “تمويت” القضية الفلسطينية، فتحت الدول الغربية أبواب اللجوء الفلسطيني إليها. وهذه الأبواب المفتوحة تتصف دوما بنوع من الدعاية السيئة ضدّ قضيتهم بكاملها، ولكن تحاول بعض المؤسسات الفلسطينية والجمعيات الاهلية مواجهة هذا الامر من خلال ضمّ هذه الجنسية ثانية الى الجنسية الأم الفلسطينية كي لا تموت القضيّة.

فرغم كل الحصار، انطلقت الإنتفاضة الأولى والإنتفاضة الثانية اللتان إستعملتا الحجارة كسلاح مقابل سلاح أقوى جيش في الشرق الأوسط. فبعد الإنكسار السياسي وإنهيار آخر أمل للفلسطيني في تحرير أرضه، وبعد تحوّل الأنظار عن قضيته الى سوريا، وبذل الأموال من الأنظمة العربية وغير العربية لتحرير السوريين من نظامهم.. لم يجد الفلسطيني الا “سكين” طعام لينتقم من الإحتلال وردعه عن غيّه الذي لم يقبله كمواطن في أرضه.

انطلقت إنتفاضة السكاكين، المثيرة والقوية والجريئة، وربما أتت كردة فعل غير مباشرة على سيوف داعش الإرهابية حيث جاء إستعمال السلاح الأبيض من جديد بيد الفلسطينيين ليُعيد القيمة له، بعد ان شوّهته يد الإرهاب والداعشية، وكأنهم يقولون لهم تعالوا إستعملوا سلاحكم هاهنا.. معنا… وقاتلوا الإرهاب الحقيقي.

اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

والأمر المثير واللافت ان أبواب أوروبا تعمل على تقييد حركة اللاجئين السوريين خوفا من تغيير في بنية المجتمعات الاوروبية، كما صرّح وزير خارجية هنغاريا مؤخرا في لبنان بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني، وتفتح الأبواب على مصراعيها للّاجئين الفلسطينيين!

لذا، من الضروري على كل فلسطيني ان يعمل للحصول على جنسية أجنبية تسمح له بالعودة الى بلده فلسطين، مما يتيح له قلب الموازيين الداخلية في إسرائيل بحيث ان الغلبة العددية ستمكّن كل فلسطينيّي الخارج “الأجانب” من مساندة فلسطينيّي الداخل، ودعمهم إعلاميا وسياسيا وماليّا وديموغرافيا.

فلتلتقي أعداد اللاجئين القادمة من الغرب مع أعداد المقيمين في فلسطين المحتلة، وهكذا نضع موطئ قدم لنا في الداخل بقوة سلطة جوازات السفر الغربية، ولنحاربهم بالطريقة نفسها التي حاربونا فيها منذ 1948 وما قبل. خاصة ان الفلسطينيين من أكثر الشعوب سعيّا نحو العلم والثقافة، فمن المؤكد ان اللاجئين منهم الى الدول الغربية سيتسلمون أعلى المناصب، وستكون فلسطين محور سياستهم وهي التي ستُحرك العلاقات بين بلدان لجوئهم وبين إسرائيل في ظل تدهور مستوى الولادات في أوروبا وتراجع الإقتصاد الإوروبي تراجعا ملحوظا.

وأذكر هنا ان الصحفيّة والكاتبة الفلسطينية حنان بكير والتي تعيش في النروج، وفي لقاء إعلامي معها صرّحت انها زارت بيتها في عكا، وإلتقت المرأة اليهودية التي احتلته وذلك من خلال باسبورها الأوروبي. فلا تتوانوا عن الإستماتة للحصول على جواز سفر أوروبي او أميركي من أجل ان تعودوا الى أرضكم لأن العرب يريدون تحرير سوريا أولا.. فلا تنتظروهم.

وأخيرا، فقد كتب المحلل السياسي في الحياة غسان شربل: “ضرب الخراب الكبير بيت الشرق الأوسط.. سقطت أعمدة الاستقرار..” . إنها اللحظة الحاسمة للفلسطيني لكي يستفيد من هذه اللحظة التي ضربت “الستاتيكو” الدولي، وليخرب هذا البيت الإسرائيلي على أصحابه.

السابق
عصر الانحطاط الماروني
التالي
بالفيديو.. الشرطة العراقية تنقذ «قاتل الحسين» من أيدي الجمهور