انقسام الجمهوريين في الولايات المتحدة يمنع انتخاب رئيس لمجلس النواب

الكونغرس

تتفاقم الأزمة الداخلية في الحزب الجمهوري الأميركي التي عطلت حتى الآن انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي، وذلك على وقع الانقسامات بين الطبقة السياسية التقليدية المتنفذة في مؤسسات الحزب القيادية وبين كتلة سياسية جمهورية اكثر محافظة بدأت تتبلور قوتها اكثر في أوساط القاعدة الحزبية ومن خلال مجموعة «فريدوم كوكس» المتشددة التي تضم 40 عضواً في الكونغرس.

ونجح هذا الجناح اليميني المتشدد حتى الآن في فرض توجهاته السياسية المتطرفة بعدما فرض على رئيس مجلس النواب السابق جوزف بونر تقديم استقالته ومنع رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور كيفن ماكارثي من خلافته في المنصب الذي يعتبر الموقع السياسي الثاني من حيث الأهمية في هرمية النظام السياسي الأميركي بعد موقع رئيس البلاد.

 قرار نهائي

وفيما ينتظر الرأي العام الأميركي القرار النهائي الذي سيتخذه السيناتور الجمهوري بول ريان بشأن مسألة الترشح لرئاسة المجلس بعدما كان حظي الأسبوع الماضي بتأييد مختلف الأجنحة في الحزب الجمهوري، ومنها مجموعة «فريدوم كوكس»، من خلال دعوته إلى الترشح وتولي المنصب على اعتبار انه محسوب على المحافظين في الحزب الجمهوري اضافة إلى الدعم الذي يحظى به من القيادة التقليدية في المؤسسة الحزبية.

وهذا ما يؤهله للعب دور مهم على صعيد جمع شمل الحزب واعادة اللحمة إلى اجنحته المختلفة التي تخوض فيما بينها ما يشبه الحرب الأهلية للاستحواذ على قرار الحزب وزيادة النفوذ ونيل المناصب.

رأينا مظاهر من هذه الحرب بوضوح بعدد المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الذي بلغ 17 مرشحاً واحتدام السجال الانتخابي فيما بينهم وغلبة التهجم الشخصي على الخطاب الانتخابي ما يشتت قوة الجمهوريين في الكونغرس فيما تتكفل حالة الغضب والفوضى العارمة في القواعد الشعبية بمنع وصول رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2016.

 هجوم الكتروني

الإجماع على اسم بول ريان خرقه هذه الأسبوع الهجوم الذي شنته بعض المواقع الالكترونية المحسوبة على الجمهوريين المحافظين واتهامه بتبني وجهات نظر يسارية وخيانة القيم المحافظة بانخراطه إلى جانب جمهوريين اخرين في عقد تسويات مع ادارة الرئيس باراك اوباما وأعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس من اجل تمرير قوانين وميزانيات لا تحظى بموافقة الجمهوريين مثل تشريع اوضاع المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.

 سياسات براغماتية

ويأخذ هؤلاء على ريان، احد ابرز الوجوه القيادية الشابة في الحزب الجمهوري، تبنيه خلال السنوات الأخيرة السياسات البراغماتية لبونر رئيس المجلس المستقيل وتعاونه مع الديمقراطيين من أجل ضمان عدم توقف المؤسسات الحكومية واقرار الميزانيات المالية اللازمة لتسيير شؤون البلاد.

وكأن مجموعة «فريدوم كوكس» المتشددة باتت بموقع فرض الشروط المسبقة على أي مرشح جمهوري لرئاسة مجلس النواب الأميركي مثل تعهده واستعداده لخوض مواجهة مفتوحة في الكونغرس مع ادارة اوباما وعدم التفريط بقوة الجمهوريين واستغلال سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ من اجل فرض اجندتهم الخاصة وعرقلة أكبر عدد ممكن من القرارات والخطط الحكومية وخصوصا تلك المتعلقة بالإصلاح الصحي والهجرة غير الشرعية وزواج المثليين والسياسات الخارجية.

 ترشيحات

وفي جديد الترشيحات، أعلن بيل فلورس النائب الجمهوري في ولاية تكساس ترشحه لرئاسة المجلس في حال اعتذر بول ريان ما يعني ان الخلاف الداخلي في الحزب الجمهوري قادم على فصول جديدة ستزيد من الانقسامات والشروخ بين اجنحته. الأمر الذي سيعيد خلط الأوراق ومعادلات القــوة فــي الكــونغـرس خصوصا في ظـل بدء بعـض وسـائل الاعلام الحديـث عـن ان تفاقـم انقسـام الأغلبيـة الجمهوريـة فيـ الكونـغرس يعطـي فرصـة للأقليـة الديمقراطـية ليكـون لـها الصـوت الوازن في تسمية رئيس مجلس النواب.

وذهب البعض بعيدا بالحديث عن امكانية الاتيان برئيس ديمقراطي للمجلس وإعادة انتخاب نيلسي بيلوسي الرئيسة السابقة للمجلس. اما الرئيس باراك اوباما فتناول الأمر خلال مشاركته بحفل رياضي جماهيري بأسلوب ساخر عندما عرض ترشح نجم الراب الأميركي كاني وست لمنصب رئاسة مجلس النواب.

(البيان)

السابق
آخر مشهد – جدول أعمال مريح
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة في بيروت يوم الاربعاء في 14/10/2015