الشعار في خطبة العيد: مظاهر الفوضى تؤرق أمن الدولة

الشعار في خطبة العيد

ألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار خطبة عيد الأضحى المبارك، وأم المصلين في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، حيث إصطحب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ورئيس بلدية طرابلس عامر الطيب الرافعي المفتي الشعار من منزله إلى المسجد، وأدت لهما ثلة من الدرك التحية بمشاركة الفرقة الموسيقية لقوى الأمن الداخلي وأعضاء في جمعية كشافة الجراح عند المدخل الرئيسي للمسجد.

وأدى الصلاة إلى جانب الشعار كل من نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي وحشد من ممثلي الأجهزة الأمنية ورجال الدين والمصلين.

استهل الشعار خطبة العيد بالتكبيرات، وقال: “الأعياد في نظر الأديان نافذة أمل وبريق خير وواحة هادئة تسعد بها النفوس ويهدأ بها البال، وتستعيد فيها العزائم عزمها وعطاءها وصلابتها، والأعياد في الإسلام محطات فرح وبشر وهدوء يفرح بها المؤمنون بعباداتهم وجهدهم المتواصل في مرضاة ربهم، إذا كان عيد الفطر المبارك فرحة للصائمين بصومهم وإعتكافهم وتهجدهم وتراويحهم، فإن عيد الأضحى المبارك هو فرحة المؤمنين بحجهم وعطاءاتهم وأضحياتهم وتضحياتهم”.

أضاف: “عيد الأضحى بالذات وبالتحديد يجدد فينا ذكريات أبي الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام، نعم أبي الأنبياء الذين إنتهت أرومتهم بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد. إبن الذبيحين عبد الله بن عبد المطلب ونبي الله إسماعيل عليه السلام، هذه الذكريات تمثل في حياة المسلمين قيما إيمانية راسخة، إنها قيم الإستجابة لأمر الله تعالى دون تردد ودون تباطؤ ودون تفلسف وتجرؤ”.

وتابع: “إن عيد الأضحى المبارك مرتبط كل الإرتباط بمناسك الحج وشعائره وأبعاده ومضامينه، أنها معاني التضحية بكل أشكالها وصورها وأنواعها، إنها العطاء والبذل بدون حساب لأن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، ولأن عيد الأضحى يرمز إلى الأضحية والتضحية وتقديم القرابين شكرا لله على ما أنعم وأعطى وتفضل، وإذا كانت زكاة الفطر في عيد الفطر تقدم أو تخرج قبل صلاة العيد، فإن الأضحية لمن وسعه تقديمها تكون بعد صلاة العيد”.

وأردف: “نحن وإياكم مدعوون لإدراك هذه الحقيقة الإيمانية، ان الإيمان تسليم وإستسلام وإنقياد لأمر الله تعالى، لأن الله عز وجل عليم وعلمه لا يتخلف، ولأن الله تعالى لطيف ورحيم بالعباد، وهو أرحم بنا من أنفسنا، لذلك وجب علينا الإلتزام والإنقياد والتسليم لكل ما أمر، أدركنا الحكمة من ذلك أو لم ندرك، وغذا جاز لنا أن نسأل أو نتساءل عن الحكمة فلزيادة المعرفة واليقين”.

وقال: “تمر بنا أيام الأضحى المبارك وبلدنا يسوده الهرج والمرج وتعمه الفوضى وتغتال فيه القيم السياسية والإنسانية والإجتماعية وتارة الدينية، إن مظاهر الفوضى تؤرق أمن الدولة والمجتمع والوطن والمواطنين، وهي غريبة عن ثقافتنا وأخلاقنا وعيشنا الوطني، ولا أظن أنها ستحقق خيرا لمن صدق إنتماؤه لوطنه، إنها مظاهر تتخذ من بعض الحقوق والمطالب معابر للخراب والدمار وإستهداف المؤسسات لتعطيلها وتفشيلها وتحنيطها”.

أضاف: إن الذي يحدث على أرض لبنان عبر المظاهرات والإعتصامات أكبر بكثير وأخطر بكثير من كل المطالب المرفوعة، ولكم كان فخرنا وإعتزازنا لو أن هذه الجموع وأضعافها نزلت إلى الشارع لمطالبة الكتل النيابية وسائر المسؤولين للمسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد بوصلة التوازن إلى مكانها وتنشط مؤسسات الدولة لحلحلة مشاكل المواطنين. إن الإستمرار في هذه المظاهرات التي خرجت عن حدود الإنتظام العام هو إعتداء على الديموقراطية وقرصنة للقوانين المرعية الإجراء، وإساءة إلى حق المواطنين بالتظاهر وحرية الرأي والتعبير، لأن ذلك كله محكوم بالإنتظام العام والقوانين والدستور، ولأن ذلك كله محكوم قبل ذلك وبعده بأخلاقنا وقيمنا وثقافتنا، لذلك فإني أتوجه إلى كل إخواني على أرض الوطن على إختلاف إنتماءاتهم المذهبية والسياسية والحزبية أن يخافوا الله في وطنهم وأن يسلكوا ويعتمدوا الكلمة الهادئة والهادفة والوسيلة التي تليق بقيمهم الوطنية وثقافتهم الإنسانية وأن يقدموا مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والمذهبية والذاتية”.

وتابع: “لبنان يسعنا جميعا وحذار من خرق سفينة الوطن لأن الغرق يصيب الجميع، وحذار ألف مرة من الشعارات المذهبية والطائفية فإنها حارقة مدمرة لا تبقي ولا تذر ولا يسلم منها أحد، هذه صرخة وحرقة ولوعة أسكبها في ضميركم أيها المسؤولون وفي عقولكم وآذانكم أيها المعتصمون والمتظاهرون. رغم أن آلام الوطن وجراحه كثيرة وأليمة ولكن أنى لنا أن نشغل عن الأقصى والقدس وفلسطين وكيف ينام العالم الإسلامي والعربي والأقصى جريح يصرخ وينادي وامعتصماه”.

وختم الشعار: “إن كل الذي يحدث في عالمنا العربي والإسلامي في سوريا وفي العراق، في اليمن وتونس وليبيا، إنما الغاية منه أن يشغل العالم الإسلامي والعربي عن فلسطين والقدس والأقصى، حتى تهدأ إسرائيل وتطمئن وحتى تقوى وتتمكن وحتى يغفل العالم كله عن أحداث ومآسي الأرض المحتلة والمغتصبة فتنبهوا أيها الناس وإنهضوا من غفلتكم وغفوتكم وإستشعروا مسؤولياتكم وتيقنوا أن خلاصكم بوحدتكم وأن عزكم بدينكم وعودتكم إلى ربكم، وان أمنكم وإستقراركم بنبذكم الظلم بكل اشكاله فالذين آمنوا ولم يدنسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن وهم مهتدون”.

السابق
25 قتيلا في حصيلة جديدة للاعتداء على مسجد بصنعاء
التالي
سمير غانم ينسحب على الهواء والسبب…