LEBAN-ON: جبران باسيل يكذب على ابنه

جبران باسيل
"حلم وطن"، قصة من إنتاج وزارة الطاقة تجري أحداثها في شهر أيار من العام 2020، حيث يصطحب باسيل نجله باتجاه محطة القطار في البترون متحدثاً معه عن جمال هذه المدينة بعدما أصبحت مزينة بالخضار وشوارعها مرسومة بشكل جيد، وفيها بلدة سلعاتا تنتج الكهرباء بالمروحة الهوائية، ليقول بعد ذلك: "إنها النافذة على مشاريعنا المنجزة...!"

تقريباً لا كهرباء في لبنان كلّه، حتى بيروت تعاني من تقنين نصف ساعات النهار تقريباً. وحال التغذية من سيء إلى أسوأ، لكن لا لزوم في كل مرة للتعامي وتجهيل الأكثر مسؤولية. ثمة وزير للطاقة خدع اللبنانيين. جبران باسيل كان وزيراً للطاقة من 9/11/2009 إلى 13/6/2011 (حكومة الرئيس سعد الحريري) ومن13/6/2011 إلى 22/3/2013 (حكومة الرئيس نجيب ميقاتي). وهو ظلّ يصرّف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام المشلولة منذ خلو سدة الرئاسة في 25/5/2014، علماً أن سلفه آلان طابوريان ينتمي للتيار السياسي نفسه، أي أن وزارة الطاقة بعهدة “التيار الوطني الحر” منذ العام 2008 إلى اليوم.

في 14/8/2011 هدد ميشال عون بإسقاط الحكومة في حال عدم السير بخطة الكهرباء التي تقدم بها باسيل

عند تقلّده موقعه على رأس وزارة الطاقة في حكومة الرئيس سعد الحريري، أطلق باسيل حملة واعدة LEBAN-ON مبشراً اللبنانيين بكهرباء 24/24. تضمنّت الخطة التزاماً بالطاقة المتجددة بنسبة 12%. رحلت حكومة الحريري ولم تتحسن الكهرباء، لكن تفاقمت أعباء الكلفة على الخزينة، وقد زاد من هذه الكلفة توزيع الوزير 3 مليون لمبة و 7500 سخان شمسي من المال العام، بلا فائدة عملية.

خلال وجوده على رأس وزارة الطاقة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي طلب باسيل عبر اقتراح قانون قدمه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون مليار ومئتي مليون دولار بورقة واحدة مختصرة لا تفاصيل فيها. تقرر الطلب إلى الحكومة خلال فترة ثلاثة أشهر تشكيل الهيئة الناظمة لتنظيم هذا القطاع… باسيل لم ينفذ، كما أنه رفض الاعتماد على المصارف المانحة، وفي 14/8/2011 هدد ميشال عون بإسقاط الحكومة في حال عدم السير بخطة الكهرباء التي تقدم بها باسيل في المجلس النيابي كما هي من دون تعديلات.

باسيل ظريف

أصر باسيل على استقدام بواخر تركية، واكتشفت الحكومة، لا سيما رئيسها نجيب ميقاتي، أن الأرقام المقدمة تتضمن عمولات كبيرة، وهي أعلى من سعر السوق، ونُقل عنه ارتيابه، وتبين لاحقاً أن باسيل استفاد من غياب الهيئة الناظمة التي يرفض تشكيلها، لوضع جدول شروط على قياس الشركات التي أراد التعاقد معها.

في 25/1/2012 شرح باسيل للبنانيين خطته لتوليد 700 ميغاوات، طالباً تمويلها بموجب سندات خزينة، وليس من الصناديق العربية والدولية التي تمنح القروض بفوائد متدنية جداً، بحجة الحاجة إلى السرعة في الإجراءات. كان لباسيل ما أراد، لكن الكهرباء لم تتحسن كثيراً.

استفاد باسيل من غياب الهيئة الناظمة التي يرفض تشكيلها، لوضع جدول شروط على قياس الشركات

لم يخجل باسيل من فشل وعوده بكهرباء 24/24، فأطل على اللبنانيين في 3/5/2013 بطلاً هو ونجله في قصة مصورة أنتجتها وزارة الطاقة التي يرئسها، بعنوان “حلم وطن”؛ تجري أحداثها في شهر أيار من العام 2020، حيث يصطحب باسيل نجله باتجاه محطة القطار في البترون متحدثاً معه عن جمال هذه المدينة بعدما أصبحت مزينة بالخضار وشوارعها مرسومة بشكل جيد، وسلعاتا تنتج الكهرباء بالمروحة الهوائية، ليقول بعد ذلك: “إنها النافذة على مشاريعنا المنجزة… “!

رحلت حكومة ميقاتي وجاءت حكومة تمام سلام، وصار أرتور نازريان وزيراً للطاقة، بما يعني بقاء هذه الوزارة مع الفريق الذي فشل نفسه. في عهد نزاريان تبين للبنانيين الذين صدقوا وعود باسيل أنهم تعرضوا لخديعة كبيرة، وأنهم دفعوا من جيوبهم لشراء أوهام، وأن بلدهم صار بفضل الفريق السياسي الذي أمسك الوزارة منذ العام 2008 .

السابق
احذري.. قبلة واحدة تودي بحياة رضيعك
التالي
سلاح سرايا المقاومة يروّع أهالي الفاكهة ورأس بعلبك.. في زفاف