لماذا تحوّل موقف تركيا وبدأت الحرب ضدّ «داعش»؟

تركيا داعش
صادق مجلس الوزراء التركي أمس الأول على استخدام طائرات قوات التحالف الدولى، لقواعد جويّة تركية من اجل ضرب تنظيم "داعش"، وهو ما يعد تحولاً جذريا فى الموقف التركي من هذا التنظيم الارهابي. ويوضح الخبراء أن هناك عوامل عديدة ساهمت فى تحويل موقف تركيا من المتسامح والمسهّل لتحركات "داعش" عبر حدودها مع سوريا والعراق، إلى شن حرب ضدّه، وإن كان السبب المباشر هو العمل الإرهابى الأخير الذى شهدته مدينة سروج التركية وخلّف 30 قتيلا تركيا.

يقول خبراء إن السبب الذي جعل “داعش” يقدم على ما كان يحجم عنه سابقا، وهو التخريب والقيام بأعمال إرهابية على الأراضي التركية، انما يعود إلى تغييرات جذرية كانت قد أقدمت عليها أنقرة قبل أسابيع. فقد عمدت تركيا مؤخراً إلى إجراء تغيير نوعي فى تعاملها مع تنظيم داعش، وذلك على مستوى قطع الإمدادات ووقف تدفق المقاتلين الأجانب المنضمين حديثاً لداعش. مع إجراءات أكثر صرامة وتشدداً لتأمين حدود تركيا مع سوريا، التي كانت مسرحاً مفتوحاً لتنقلات وعمليات التنظيم التكفيرى المسلح.

خطباء المساجد التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بدأوا بتحريض المواطنين في خطب الجمعة ضد تركيا معتبرين أنّ تركيا ليست مدافعة عن الإسلام، وإنما “كانت تتبجح بذلك” وأنّ الجميع يظن أنها تدعم “دولة الإسلام” ولكن ها هي اليوم تنضم إلى التحالف “الصليبي” لتقاتل “الدولة الإسلامية”، وتقصف الآمنين في “ربوع الدولة الإسلامية وتحارب جنود الدولة” بحسب ما نقل المرصد السوري عن نشطائه في مناطق سيطرة “داعش”.

تغييرات جذرية كانت قد أقدمت عليها أنقرة قبل أسابيع بقطع الإمدادات عن داعش

أمّا الرئيس الأميركي باراك أوباما فلم يفوّت الفرصة للاتصال بالرئيس التركي بعد تفجير “سروج”، لإقناعه بوقف تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى سوريا.

وبناء عليه، فقد وافقت تركيا على السماح لمقاتلات أمريكية باستخدام قاعدة انجرليك الجوية قرب الحدود مع سوريا لشن غارات على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويلاحظ أن تحوّل الموقف التركي من داعش جاء بعد متغيّرين حصلا في اليومين الماضيين، وهما زيارة وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط، والاتصال الهاتفي الذى تم بين باراك أوباما ورجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة.

بناء على ذلك يخلص المراقبون إلى نتيجة مرجّحة، وهي أن تركيا قد حصلت على تنازلات من الولايات المتحدة في مقابل تعاونها معها ضدّ داعش. فلغاية فترة قريبة كانت تركيا تطالب واشنطن بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، كما تطالب بإقامة منطقة حظر طيران بحماية سلاح الجو مما قد يسمح بعودة اللاجئين السوريين.

داعش تركيا

مرجع حكومي عراقي كبير عندما سئل في إحدى الجلسات الخاصّة قبل شهرين عن سبب الموقف التركي الداعم ضمنا لتنظيم داعش الارهابي، قال إن “هاجس الأتراك يتمثّل في أمرين استراتيجيين أساسيين هما: إسقاط نظام الأسد في سوريا، ومحاربة عدوّها حزب العمال الكردستاني المتواجدة مراكزه على الحدود مع سوريا والعراق، وداعش يقوم بهاتين المهمتين على أكمل وجه”.

حصلت تركيا على تنازلات من الولايات المتحدة في مقابل تعاونها معها ضدّ داعش

وفي النهاية نسأل، هل نالت تركيا ما تريده من ضمانات أميركية وغربية بعدم المساعدة على قيام حزام كردي حولها على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق؟ وهل بدأ العدّ العكسي لتغيير النظام في سوريا؟

الأيام الآتية كفيلة بالإجابة عن هذين السؤالين المصيريين.

السابق
توتر في مخيم عين الحلوة عقب اغتيال طلال الاردني قائد وحدة فتح
التالي
كرم: الرئاسة ليست لعون وحده