المعارضة السورية تحضّر سلاحاً أقوى من البراميل المتفجرة… هل اقترب «جنيف 3»؟

المعارضة السورية تحضّر سلاحاً أقوى من البراميل المتفجرة… هل اقترب “جنيف 3″؟يبدو أن طبخة “جنيف – 3” بدأت تتحضر، وأولى مؤشراتها كانت زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا إلى دمشق، في وقت تستكمل فيه المعارضة السورية ايجاد أرضية مشتركة للحل السياسي يمكن استخدامها في اي مفاوضات جديدة مع النظام السوري، ويترجم ذلك بلقاءات تجمع “الائتلاف السوري المعارض” مع “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي “.

وبعيداً من امكانية نجاح “جنيف – 3” في ظل اصرار النظام السوري على حل الأزمة بالبراميل المتفجرة، فإن الانجاز هو في إمكانية توحد المعارضة السورية، ما من شأنه أن يكون أقوى من البراميل وصواريخ الغراد في حال نجح الطرفان في اتمامه، علماً أن الهوة مع بعض الفصائل على الأرض لا تزال واسعة.

رؤية مشتركة
لقاءات “الائتلاف” و”هيئة التنسيق” ليست وليدة اليوم فهي انطلقت منذ أشهر وتعتبر محاولة لتعبيد طريق التوحد، وعلى اثر اجتماعات للطرفين في بروكسل، يقول رئيس الوفد ونائب رئيس “الائتلاف” هشام مروة لـ”النهار”: “انجزنا رؤية مشتركة للحل السياسي”، ويضيف: “اتفقنا على الالتزام بالحل السياسي والانطلاق من بيان “جنيف – 1” والمفاوضات التي توقفت العام الماضي والنقاط الاربع التي يجب بحثها بشكل متوازٍ، وأن تستؤنف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، بعدما أفشل النظام “جنيف – 2″، من خلال اصراره على الحل العسكري من جهة وبحث مكافحة الارهاب كأولوية من جهة ثانية”.
وتابع: “أعلنا مع هيئة التنسيق التزامنا بالحل السياسي، وبمكافحة الارهاب بكل صوره وأشكاله، واتفقنا على أن الأسد وأي من رموز نظامه وأجهزته الأمنية وأركانه المتورطين بجرائم ضد السوريين لا مكان لهم في المرحلة الانتقالية، وعلى ان الاستفادة من المناخ الدولي والاقليمي للضغط على النظام من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات بكل الوسائل المتاحة، خصوصاً بعد الاتفاق الايراني، ونتمنى أن يكون للمجتمع الاوروبي الدور الاكبر في اقناع النظام بقبول الحل السياسي، علماً اننا نستبعد ان يقبل الاسد بذلك فهو لا يرى أمامه سوى الحل العسكري”.
واتفق الطرفان أيضاً على ان “تتولى هيئة انتقالية ادارة البلد وفقاً لبيان “جنيف – 1″ وأن يكون متوافقاً عليها من الشخصيات الوطنية المقبولة من الطرفين من النظام أو المعارضة”.

الخلافات عميقة ولكن…
رئيس مكتب الإعلام في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” منذر خدام يؤكد أنهم قطعوا شوطاً مهماً في مؤتمر القاهرة مع الائتلاف، حيث حضر جزء منه، ويقول: “لأنها مبادرة من الهيئة، حاولنا بعد مؤتمر القاهرة ان نتواصل مع بقية الاطراف التي لم تحضر لأسباب مختلفة ولقاؤنا مع الائتلاف في بروكسل يأتي في هذا السياق، وهدفه توحيد جهود المعارضة من أجل جنيف – 3”.
ولا يخفي خدام أن “الاختلاف بين الهيئة والائتلاف عميق جدا ويرتبط بالنهج السياسي والمقاربة السورية، فهم لا يزالون يطالبون بالتدخل العسكري وبمناطق عازلة وشجعوا على العسكرة وهذه مسائل دفع مقابلها الشعب السوري ثمنا باهظاً، وربما في بروكسل كنا نحاول أن نستكشف حصول تغييرات في مواقفهم السياسية ، وتوصلنا معهم إلى مجموعة من التفاهمات، وسيتم استكمال ذلك”، مشدداً على أن “الائتلاف وبصرف النظر عن موقفنا منه وتبعيته إلى دول معينة، فهو حالة سورية لا يمكن تجاهلها في حل الأزمة السورية، وهو مدعوم من دول لا يمكن حل الأزمة من دون مواقفها”.

“جنيف – 3” قريباً؟
يتمنى مروة أن ينعقد “جنيف – 3” في أسرع وقت حتى يتوقف شلال الدم، لكنه “مع تعنت النظام السوري” لا يتوقع نجاح ذلك، مؤكداً أن “هناك سعياً جدياً لعقد جنيف – 3″، وقال ان ” بان كي مون طلب من دي مستورا تقديم تقريره وبالتالي عرضه على مجلس الأمن وبعدها نتمنى ان تصدر دعوة لحل سياسي ومفاوضات، فهذه قناعتنا لأن تقدم مرة للمعارضة ومرة للنظام على الأرض يؤكد أن لا حل عسكرياً”.

ويلفت خدام إلى “تسريبات شبه موثوقة بأن الزيارة الحالية لدي مستورا إلى دمشق سيبحث فيها قضية استئناف جنيف – 3، لكنها معلومات غير رسمية وربما اقتراح دي مستورا لمجلس الأمن سيأتي في هذا السياق”.
هل النظام جاهز للتفاوض؟ يجيب خدام:”النظام السوري لم يكن في يوم من الأيام جاداً في الحل السياسي، حتى في زيارة وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو تلقى خلاله الأخير عرضاً كان يجب ألا يرفضه وليس لدينا اليوم أي خيار سوى مؤتمر جنيف وورقته، على أساس أن الدول المعنية تضغط على النظام ليوافق على حل سياسي معيّن”.

الارهاب ومستقبل الأسد
وفي شأن أولوية مكافحة الارهاب بالنسبة إلى النظام، يقول ان “الارهاب قضية تقلق المجتمع الدولي بأسره وكل دول المنطقة، ولم تكن نقطة خلافية بين المفاوضين في جنيف، لكن المشكلة أن النظام أراد أن يختصر الحديث عن الارهاب من دون مناقشة بقية المسائل وأن يؤجلها اإلى ما بعد حسم موضوع الارهاب وهذا لا يمكن القيام به، إذ لا بد من حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى المعارضة والسلطة، وهي التي من الممكن أن تنجح في حربها على الارهاب وتحظى بدعم المجتمع الدولي”.

ولا زال مستقبل الأسد يعتبر النقطة الخلافية الأكبر، ويرى خدام انها “الاشكالية التي دمرت سوريا، فالدول الغربية تقول ألا مستقبل له، والروس وايران يقولون أن هناك مستقبلاً له، أما موقفنا في هيئة التنسيق إن هذا الموضوع يحل على الطاولة وفي سياق التفاهمات ولنعطي الشعب السوري كي يقرر إذا ما كان هناك مستقبل للاسد أم لا”.

(النهار)

السابق
«حزب الله» بين «انعطافة» عدن و«استفاقة» بيروت
التالي
هل تغير تركيا قواعد اللعبة في سوريا؟