فارس.. الوردة التي لن تذبل

كان الحزن جليلاً اليوم على حسابات مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان اليوم. حزن اسمه فارس، تكلله ذكرى الورود التي لم تكن في حالة جميلة كما اعتادها روّاد شارع الحمراء بين يدَي فارس.

بائع الورد والرسّام، كما وصفه كل من يعرفه على “فايسبوك”، قتل في غارات التحالف الدولي ليل الجمعة في بلدة تل أبيض بسوريا. لكن قبل أن يُظلم فارس في حرب لا ذنب له فيها، كان يعيش في لبنان… يبيع الورد في شارع الحمراء.

كنت سترى فارس الوردة في جميع الأوقات في شارع الحمراء، تحت المطر والشمس، لا يهم… الولد يبتسم لك وتشتري منه الورود، هكذا كانت نظرة عينيه… تكاد تقتلك من شدّة براءتها. لكن الولد السوري أراد الرجوع إلى ضيعته التي أحبها كثيراً، كما أفادنا أخوه يوسف، الذي لم يستطع أن يتكلّم لشدّة تأثره.

في لحظة واحدة، خسرَ “بيّاع الورد الحلو والمهضوم” حياته، خطفه القدر الساعة 11:00 مساء أمس. “كان واقف بمطرح كتير قريب من البيت”، يقول يوسف، مضيفاً: “إجت غارة للتحالف قتلته، إلى جانب أشخاص آخرين”.

وهذه بعض التعليقات التي وردت عبر “فايسبوك” حول مقتل فارس:

– بتتذكروا فارس؟ فارس بياع الورد الي الكل بحبو… مين قدر ما يضحك لعيونو الحلوين؟!
-فارس مات بعمر الورد الي كان عم ببيعو، فارس مات بحرب ما بيفهم فيها أصلا!
-شارع الحمرا عنجد اشتقلك! لروحك السلام!

– فارس الحمرا..أجمل وأطيب روح…ما عم نقدر نصدق…كتير كتير كتير حزن هيك

– أما استحيت يا عزرائيل؟ ألم تنظر في عينيه قبل أن تمد يدك إلى روحه الصغيرة؟ ماذا ستقول لأمه؟ ماذا ستقول لأبيه؟، وأصدقائه حين يسألون عنه؟
البارحة مات فارس، الطائرة الأميركية أنهت أسطورته…
-وداعا يا ملاكي الصغير وداعا يا حبيبي

– فارس بالألوان.

-أطفال سوريا المشردون والهاربون من الموت الى الموت.

فارس

(النهار)

السابق
سعود الفيصل
التالي
ماذا لو بقي الأسد؟