صحيح.. لأن قدس إيران غير قدس العرب

الزبداني
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ طريق القدس تمر من الزبداني والقلمون وحلب، وهذا التصريح هو حقيقي في عقيدة حزب الله، الذي يؤمن بأن المقدس لديه هو الحفاظ على مصلحة ايران وتنفيذ مخططاتها في المنطقة. وفتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات.

ليس غريبًا أن يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الطريق إلى القدس يمرّ عبر الزبداني والقلمون وحلب، فالقدس الذي يقصده السيد ليس هو قدس فلسطين ولا هو بيت المقدس ولا هو مكان معراج نبينا أو كنيسة القيامة.

فقدس الأقداس عند حزب الله إنما هو مصلحة نظام الولي الفقيه فقط لا غير، ولهذا القدس الجديد ألف طريق وطريق. واحدة منها هي الدفاع المستميت عن نظام بشار الأسد. وأخرى هي الحفاظ على استمرار العداء المذهبي بين المسلمين. وثالثة هي تمزيق وإضعاف الدول العربية. ورابعة السيطرة على اربع عواصم عربية. ومن غير المستبعد أيضا أن تكون المفاوضات النووية والاتفاق المزمع عقده مع أميركا هو إحدى هذه الطرق أيضا.

اقرأ أيضاً: طريق ‘يوم القدس’ تمر في الزبداني…
الجمهورية الإيرانية ومصالحها تأتي في أعلى سلّم أوليات واهتمامات الحزب، والحديث هنا لا ينطلق فقط من معايير سياسية وإنما ينبع من مفاهيم عقائدية أولا وأخيرا. وفتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات.

فتوى الامام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي اشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات

هذا فضلا عن مراجعة بسيطة للتراث الشيعي والأماكن المقدسة المذكورة بهذا التراث، وما يتضمن ذلك من استحباب للزيارة ، وكتب الادعية والصلوات المخصصة لكل مكان مذكور فيها وما خصّ من اذكار. لنكتشف سريعا وبدون كثير من الجهد أن لا وجود للقدس بكل هذا التراث، ونكتشف غيابا صارخا لأي رواية شيعية تشير إلى زيارة من أحد أئمة الشيعة لهذا المكان.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يتوعد الزبداني بمصير القصير

كل هذا يعني بأن قدس فلسطين وبيت المقدس ليس له أثر في الوجدان الشيعي التراثي، هذا من الناحية العقائدية أما من الناحية السياسية البحتة، فلا وجود لأي صراع ومواجهة مباشرة بين الإيرانيين والإسرائيليين.والبعد الجغرافي بينهما ينفي أي تضارب للمصالح، هذا إن لم نقل بوجود شراكة حقيقية بينهما وإن كانت غير مباشرة، على عكس تماما التجاور مع دول الخليج وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. وما يخلق هذا التقارب من تنافس حقيقي وموضوعي تفرضه الحالة الجيوسياسية الطبيعية، مما قد يفسر حجم العداء القديم والمستجد دوما بين دول الخليج وايران والذي فاق بدرجات حجم العداء مع إسرائيل، فعند أول تصادم وقع بين المصالح استنبش من اجله التاريخ بكل احقاده السوداء.

صار واضحا تماما أن السياسة الإيرانية التي رفعت شعار فلسطين انما ارادت بذلك اللعب على مشاعر العرب من أجل تحقيق مآرب أخرى

وبناء على كل ما تقدم، لم يعد شعار القدس ولا إحياء يوم القدس ينطلي على أحد في العالم الإسلامي والعربي، وصار واضحا تماما أن السياسة الإيرانية التي رفعت شعار فلسطين انما ارادت بذلك اللعب على مشاعر العرب من أجل تحقيق مآرب أخرى.

الزبداني

ولعل واحدة من أضرار دخول حزب الله القتال الى جانب نظام الأسد في سوريا على السياسة الإيرانية في المنطقة أنه فضح المخططات الإيرانية في المنطقة، ورفع الحجاب عن عيون الشعوب العربية، ليكتشفوا بعد طول التباس، لنيقن بأن القدس الإيرانية هي غير قدس فلسطين والعرب.

السابق
بالفيديو: معاملة سيئة لأيتام دار الأيتام ولا من مجيب
التالي
مغيط: نثق باللواء لكن تحرير اهلنا يبدو بعيدا جدا