«طامحون بلا حدود»: إنّه زمن الشباب في البقاع

طامحون بلا حدود
«طامحون بلا حدود» لم يكن إسماً عابراً في شكله ومضمونه، فنحن براغماتيون نتعامل مع الواقع إنطلاقاً من رغبة بتغيير أنفسنا قبل أي شيء آخر. رسالتنا اليوم إلى الجميع، لا سيّما الشباب، تعالوا نلتقي معاً في منتصف الطريق، تعالوا نشبك السواعد ونرص الصفوف، لقد حان الوقت لنخرج جميعاً من القمقم، إنها ساعة الحقيقة، إنه زمن الشباب.

في خضّم البحث عن إسم خلاّق يختصر حلمنا الكبير، عن كلمات قليلة تعزف الصدمة على وقع السبات، عن حروف تناجي قرص الشمس وتزرع وردة على جبين القمر وتوقظ ما تبقى من أحياء في زمن الموت، بحثنا طويلاً عن شعاع يُشبهنا. يُشبه الشباب في أحلامهم وطموحهم، يشبه النخب في رؤيتهم وحكمتهم وتَوقهم لزلزال ناعم يعيد تدوير الحياة وتأهيلها بما يتناسب مع رغبتهم الجامحة بمستقبل أفضل يليق بهم وبأطفالهم وأحفادهم.
«طامحون بلا حدود» لم يكن إسماً عابراً في شكله ومضمونه، هو رسالة أمل تختصر سيولاً من الأحلام الهادرة، هو بصمة نور تجلّت من قلب الظلام الدامس، هو مساحة نعبّر من خلالها عن وطن يسكن مُخيلتنا. أردنا عبره أن نُطلق العنان لأنفسنا، أن نخاطب الجميع بلغة مختلفة، لسنا جمعية تقليدية، لسنا مجموعة من شُــذاذ الآفاق، لا نبحث عن مدينة فاضلة، نحن براغماتيون نتعامل مع الواقع إنطلاقاً من رغبة بتغيير أنفسنا قبل أي شيء آخر.

هو بصمة نور تجلّت من قلب الظلام الدامس، هو مساحة نعبّر من خلالها عن وطن يسكن مُخيلتنا

بالأمس القريب، إستقبلَنا فخامة الرئيس ميشال سليمان مشكوراً في منزله، أخبرناه عن مشروعنا الحضاري وعن أفكارنا التي تضجّ بالشباب والأمل. سريعاً تلقّف الرجل المبادرة، قرأ في عيوننا ما عجز اللسان عن البوح به، راح يُحدّثنا عن سياسات الدول، عن المتحركات الإقليمية، عن مشاريع الحروب والتسويات التي تلوح في المنطقة. هو أراد أن يدعّم ثقتنا بأنفسنا، أن يُخبرنا بشكل غير مباشر بأنه يتعاطى معنا وكأننا مجموعة من السفراء أو الوزراء، وهذا ما شعرنا به بالفعل، فكل فرد منا شعر وكأنه رئيسٌ في حضرة الرئيس.

سريعاً تلقّف الرجل المبادرة، قرأ في عيوننا ما عجز اللسان عن البوح به، راح يُحدّثنا عن سياسات الدول، عن المتحركات الإقليمية، عن مشاريع الحروب والتسويات التي تلوح في المنطقة

الناس، كل الناس، بدأت تنظر إلينا وتنتظر منا، أعضاء الهيئة الإدارية تحوّلت أسمائهم الثلاثية فأضحت «طامح بلا حدود»، الشباب في غير منطقة بدأ يحذو حذونا. الجميع يبحث عن طموح وعن آلية لترجمته، منصات التواصل الإجتماعي باتت تضج بالأحلام، أحدهم يضع نفسه في تصرف هذا المشروع، آخر يتعهد بتقديم الغالي والنفيس في ركاب هذه المسيرة، كثيرون عبّروا عن بالغ دعمهم وثقتهم وسعادتهم.

هذه الحالة الفريدة التي أطلقتها الجمعية تعود، في جزء كبير منها، إلى رغبة جماعية بإجتراح آفاق جديدة وإلى روحية نظام عصري يستبدل منطق الشخص الواحد بفريق مُطلق الصلاحيات تحت سقف بنود حازمة تعزّز منطق المداورة وتداول المناصب وتمنع حالات الإستئثار أو التفرد. ناهيك عن بنود غير مسبوقة تدعم فكرة الإعتدال والتنوع والإنفتاح والشفافية المطلقة، وتترك مساحة كبيرة للتنافس الإيجابي والنقد البنّاء والورشة الدائمة من أجل تطوير وتفعيل الأداء بما يتناسب والأهداف السامية التي قامت لأجلها الجمعية.

كثيرة هي الآمال الملقاة على عاتقنا، لقد تحولنا من حيث ندري أو لا ندري إلى قضية رأي عام، الجميع يراهن على تجربتنا رغم العقبات الكثيرة

نعم، كثيرة هي الآمال الملقاة على عاتقنا، لقد تحولنا من حيث ندري أو لا ندري إلى قضية رأي عام، الجميع يراهن على تجربتنا رغم العقبات الكثيرة. نعلم بأننا أمام إمتحانات وتعقيدات هائلة لكننا سنحاول بكل قوتنا أن نسجل بصمة لا غبار عليها وأن لا ندخّر جهداً في سبيل نشر هذه الرسالة وتعميم أفكارها وتعزيز منطقها بكل أبعاده.

طامحون بلا حدود

رسالتنا اليوم إلى الجميع، لا سيّما الشباب، تعالوا نلتقي معاً في منتصف الطريق، تعالوا نشبك السواعد ونرص الصفوف، لقد حان الوقت لنخرج جميعاً من القمقم، إنها ساعة الحقيقة، إنه زمن الشباب.

السابق
عن سخافة إعلان «هيد آند شولدرز»
التالي
مبادرات فردية تطوعيّة ترقّع صور فقرنا‏