ليست مجزرة بحق دروز إدلب بل معركة صغيرة: 17 درزي و3 نصرة

قلب لوزة
منذ ستة أشهر أثار وجود وممارسات تنظيم جبهة النصرة في منطقة جبل السماق في ريف إدلب خلافا بين الموحدين الدروز الموالين للنظام السوري من جهة، والمعارضين له من جهة أخرى. وما جرى أول من أمس قسّم دروز لبنان مجدداً واختلفوا على الأرقام من: 23 إلى 40 شهيداً ومن مجزرة قامت بها النصرة إلى اشكال فردي بين النصرة وأحد أتباع النظام السوري في جبل السماق في ريف إدلب فما صحة ما جرى؟ وكيف اختلفت حولها مواقف الدروز في لبنان؟

وسط تضارب في المعلومات والمواقف حيال ما جرى أول من أمس في قرية “قلب لوزة” في ريف إدلب بحق الموحدين الدروز انقسم المشهد الدرزي في لبنان إلى فريقين. فقد إستنكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مقتل عدد من الدروز السوريين على يد مسلحين من جماعة النصرة بريف ادلب، داعيًا الى مهادنة “النصرة” وفتح صفحة جديدة معهم ضد النظام السوري معتبراً ان ما جرى في البلدة حادث فردي ودعى الى تشكيل لجان تنسيق بين الموحدين ومسلحي “النصرة”.

قابله فريق دعا الى القتال والتسلّح تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها «النصرة» بحق أهالي القرية والتي راح ضحيتها على حدّ قولهم 40 شهيداً من الطائفة الدرزية ومن بينهم رئيس حزب التوحيد العربي في لبنان الوزير السابق وئام وهاب، الذي أكّد أن ما حصل في ريف إدلب ليس مشكلة فردية بل هي مذبحة ارتكبتها النصرة بحق الأهالي. واللافت ان وهاب شن هجوما عنيفا على جنبلاط دون ان يسميه مؤكدا ان جماعة النصرة في لبنان لن يكونوا بمأمن، وقال ان دماء دروز ادلب ليست للبيع والشراء عند فلان وفلان وما حصل مجزرة وليس حادثا فرديا. وقد أوضح مصدر خاص مقرب من الحزب الاشتراكي أن عدد الشهداء هو 23 نافيًا في الوقت ذاته الأنباء التي تتحدث عن تعرضهم لعملية ذبح، موضحا أنهم قتلوا إثر خلاف حدث مع عناصر “النصرة” الذين حاولوا دخول منزل أحد العناصر المناصرة للنظام السوري بقيادة “التونسي” .

 

وبعدما رفض أهل البيت تسليم العنصر التابع للنظام وقع اشتباك وقد قتل أحد عناصر النصرة دفاعًا عن النفس مما أدّى إلى حدوث اشتباك وقد قتل 23 من الدروز و 4 عناصر من النصرة . ويتابع المصدر أنه «لا يمكن الهروب بوجود 18 ألف مقاتل ونصف مليون درزي فأي حرب تعني ابادة للدروز لذا فدعوى جنبلاط للحفاظ وحماية الدروز”.

قلب لوزة

 

ولفت المصدر إن جنبلاط أجرى اتصالات مع رئيس ائتلاف المعارضة السورية والمجالس المحلية وقوى إقليمية فاعلة ومؤثرة «سعيًا لعدم تكرار ما جرى لضمان سلامة أبناء تلك القرى الذين وقفوا إلى جانب “الثورة السورية” منذ انطلاقتها”. ويتابع المصدر”لا أحد لا يعاني من ممارسة النصرة و الدروز كانوا الحاضنة الشعبية للثوار والجيش السوري الحرّ ولكن عندما أصبحت النصرة تشكل 20% من ادلب فرضت انماط حياتية على الجميع وعلى الطائفة السنية قبل الدروز ففرض الحجاب على النساء السنة وبالتالي المجتمع في هذه المناطق رافض لها.

فهناك قوّة اساسية تدعي انه يريدون من الدروز اشهار اسلامهم مقابل قوّة أخرى مثل أحرار الشام وفيلق الشام دخلوا لحماية الدروز وهناك قوّة موجودة هناك الان، وحالياً لا أحد يطالب الدروز اشهار اسلامهم وستتشكل لجنة بين اهل جبل السماق والدروز وكل الفصائل في المناطق المجاورة لايجاد معالجة مشتركة”.

وأضاف المصدر ” أن ما فعله جنبلاط في ادلب هو قطع الطريق على الفتنة. وفي الجنوب السوري هناك أشخاص يريدون التسلّح في السويداء والهدف جرّ أهل السويداء الى حرب مع أهل درعا، وما فعله جنبلاط هو تطويق مستقبلي وتطويق فتنوي ضد النظام السوري الذي هو أوّل من هدد السويداء إما بالمشاركة الى جانب الجيش السوري او الذبح”.

وختم المصدر” ما يجري الآن هو محاولة لحقن الدماء ومنع الفتنة بين الطرفين والهدف الحفاظ على الوحدة السورية بمكوناتها الديموغرافية”.

كما أبرق رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، الى سفراء الدول الكبرى وكافة السفراء المعتمدة في لبنان، على “خلفية ما جرى في ادلب وطلب فيها وقف المذبحة الجماعية. داعيًا إياهم إتخاذ موقف حاسم تجاه كل ما تتعرض له هذه الجماعة على أساس إنتمائها الديني، والضغط على مجلس الأمن الدولي بالتدخل مع تركيا التي تتحمل المسؤولية الكبرى في دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية التي تمارس أبشع أنواع الجرائم الدولية”.

واستنكر النائب طلال ارسلان المجزرة التي ارتكبَتها جبهة النصرة بحق الدروز في إدلب، ووصفها بالجريمة البربرية الوحشية الهمجية التي تعرض لها ابناء قلب اللوز في جبل السماق. وشدد خلال مؤتمر صحافي على ان الدروز ليس لديهم اي مشكلة مع المحيط، ورفض ارسلان تحميل الدروز اي صبغة مذهبية من منطلق مقاومتهم في سوريا، مشيرا الى ان موقف الدروز وطني قومي بامتياز وليس مذهبي على الاطلاق. ورأى ان كل تحريض مذهبي او طائفي من خلفية مذهبية او طائفية هو تحريض لسفك دماء الدروز والمسلمين.

السابق
هل يتجرّع السيد حسن السمّ الذي تجرعه الإمام الخمينيّ؟
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 12/6/2015