نصرالله تغيّر.. من سيّد المقاومة إلى قائد فيلق عسكري

السيد حسن نصر الله
السيّد حسن نصر الله اليوم هو غيره بالأمس، الرجل الماثل أمامنا على الشاشات لم يعد سيد المقاومة الذي نعرفه فحسب بل هو قائد فيلق عسكري معقود الحاجبين ملامحه قاسية جلفة يخوض حرباً شرسة وقتال مستميت يمتد بين البحرين ومن المحيط إلى المحيط

 

بات الشهيد عند السيّد حسن نصرالله يسقط تلو الشهيد، فلا يلمنه أحد على إنفعالاته فالحديّة البارزة وإن تصنعاً في كلامه تشكل سمة من سمات القادة العسكريين المعرضين للإدانة بعد كل هزيمة، وبعد كل نصر هم دائنين.

متلازمة القلق والإرتياب التي يتمتع بها المقاتل وإضطراب الحالات النفسية غالباً ما تظهر في أفعاله وتنعكس على محيطه. مثال ذلك يتلخص في كم الفوضى القائمة ولغة السلاح السائدة والقتل الوحشي والإنفعال، وحجم التفكك الأسري والخلل الإجتماعي الذي تخلفه حالات فقدان أحد أفراد الأسرة، عدا عن حالات الكأبة التي تصيب المقاتلين بعد القتال فلا يقبل واحدهم مثلاً بأقل من أن يكون له مفاتيح كل شيء ويكون له كل شيء مباح بما في ذلك تلك العائدة لمن هم بالأصل معه على إختلاف. في المقابل ترى الآخر ممن يعتبر نفسه خيار قد إنطوى على ذاته إما لتردي الأوضاع أو لضمور المساعدات و لربما السبب عجز في الهيكلية التنظيمية والبنيان.

صم بكم عمي لا صوت لهم ولا هم يفقهون، في حين أن المطلوب منهم أكثر بكثير مما هو متوجب على الخصوم بحيث يفرض عليهم مهمة تحييد الداخل عن الأضرار نتيجة الصراع وإبقاء التقاتل خارج الأسوار والإستعداد ليوم غير محسوب تسقط فيه أجسام بحجم مخلوقات خرافية كالتي نشاهدها في أفلام هوليوود، هيجانها يدمر نصف الخليقة و توقف حركتها يعني مصرعها وبذلك تقضي على ما تبقى من البرية.

التصادم إن في الداخل إن حصل لن يبقي ولا يذر وسيدخل البلد في حَرّ سقر، و هو ما لا يبقي لحماً و لا عظماً ولا دماً إلا ويحرقه، تلوح جهنم حتى نراها عياناً و مخاطر ذلك لن تبدده الردود الآتية بالأقمار الإصطناعية ولا الإطلالات للمتخفي التجيشية، فكل ما سيسمعه هؤلاء لن يكون أقل من القول و إن سراً أن ليس في الميدان إلا حديدان وأن ليس في الجيش إلا جنودنا وشبابنا و الأتباع والمقلدين والمؤتمرين، لقد أرهقتهم الحرب التاريخية التي قضت على الأباء والأبناء بالعشرات بل بالمئات وهم باتوا لكثرتهم أعداد فقط يحصون.

على الجميع في هذا البلد مسؤولية تاريخية، هذا إن إرتضوا مقدمة الدستور، وصدقوا شعار أن لبنان بلد عظيم، أن يبادروا إلى رفع المتاريس إي إزالتها ونقلها متحدين إلى الحدود، والعمل على تعزيز القوانين ومعاقبة المجرمين وملاحقة المتسللين والمسلحين المحليين والوافدين ووقف إستفزاز بعضهم للبعض لصالح ما تبقى من اللبنانيين في بلد طغى عليه السكان اللاجئين و الوافدين والأجانب العاملين. وعلى الجميع ببساطة أن يقتنعوا بأن الشهيد هو من يسقط على أرض وطنه دفاعاً عن إستقلاله و كرامة أبنائه وحريتهم وأن نقتنع إن الحرب على بعد آلاف الأميال تعيد أبناءنا جثامينهم يقلدونها بنياشين لا يستفيد منها إلا نفر قليل من المستفيدين الفطريين الذين يحيون بموت غيرهم من الذين إرتضوا خدمة المتصارعين ومنهم كثير من غير اللبنانيين ممن إدعوا العفة وتدثروا بعباءة رجل دين.

السابق
ابو فاعور احال الى الجمارك إخبارا عن استيراد أرضيات تحتوي نفايات من مخلفات العيادات
التالي
ريفي: حزب الله تحول ميليشيا والدخول إلى عرسال سيؤدي إلى خراب البلد