حزب الله والعشائر: تحضير لحرب أهلية بقاعية؟

العشائر البقاعية
بعد كلام السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة عن أنّ عشائر البقاع لن يرضوا بوجود إرهابيين في جرود عرسال، ها هم العشائر يلبون نداء نصرالله وينتظرون إشارته، بقيادة المطلوب بعدة مذكرات توقيف نوح زعيتر. فهل نحن أمام حرب أهلية؟ وإجتياح لمنطقة لبنانية من قبل حزب الله كما حصل في 7 أيار؟ هذا ما يجيب عنه كل من النائب أحمد فتفت والصحافي فداء عيتاني لـ «جنوبية».

بعد أن خرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في ذكرى «المقاومة والتحرير» في الرابع والعشرين من أيار الماضي مهدداً «إذا لم تشأ الدولة أن تتحمل مسؤولياتها، فإن أهلنا في بعلبك – الهرمل، ولتتهموا كما شئتم، أهلنا بعشائرهم وقواهم وبكل فرد فيهم لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع»، ها هم العشائر يعلنون بقيادة الفار من وجه العدالة والمطلوب بعدّة مذكرات توقيف نوح زعيتر على شاشة الـ otv أنّهم بانتظار الإشارة. وقد قال زعيتر الذي لفت ظهوره وهو محاطاً بعدد كبير من المسلحين المدججين بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة، «بس ناطرين إشارة، رمشة عين من السيد نصرالله حتى نفرجي التكفيريين مين نحنا، اهل العشائر كلها سوا». وسط صيحات «لبّيك يا نصرالله».

إعلان التعبئة العامة بقيادة نوح زعيتر هي تركيبة من إخراج حزب الله

إذاً في ظل هذه الوقائع التي ظهرت على لسان أمين عام حزب الله وأتباعه، وفي ظل الخلاف الحاد بين أقطاب الحكومة اللبنانية على ملف عرسال، ما هي النتائج التي تنتظرنا في حال تنفيذ حزب الله عمليات عسكرية في عرسال بحجة وجود إرهابيين في جدرودها؟

«ما خرج من لسان نصرالله، يعني إعلان التعبئة العامة بقيادة نوح زعيتر والأكيد أنّ حزب الله يعرف تماماً ما فعله زعيتر لا بل هي تركيبة من إخراج حزب الله، والهدف منها حشر الجيش اللبناني وعرسال للوصول إلى المزيد من التوتر والتشنج في الداخل اللبناني» هذا ما أكدّه عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت في حديث لـ «جنوبية»، وأضاف «حزب الله يلعب في النار، وهدفه واضح الفتنة وإدخال الحرب الطائفية والمذهبية إلى لبنان».

عرسال هي في كنف الجيش، فالجيش اللبناني منتشر في البلدة وبدعم من أبنائها

وأكدّ فتفت أنّ «عرسال هي في كنف الجيش، فالجيش اللبناني منتشر في البلدة وبدعم من أبنائها، وهذا ما يجب أن يحسمه مجلس الوزراء»، وتساءل فتفت «لماذا كل هذا التحمّس لدى نصرالله في تحرير عرسال؟ وماذا عن مزارع كفرشوبا الذي لطالما كان يخبرنا أنّها محتلة؟» وختم فتفت «حزب الله الذي ينفذ أجندة إيرانية لا يهمه مصلحة لبنان، لأن ما يفعله يدخل الفتنة المذهبية إلى لبنان».

أمّا الصحافي فداء عيتاني فقد رأى في اتصال مع «جنوبية» أنّ «ما يجري في البقاع من إعلان طائفة معينة أنها مستعدة لدخول بلدة تنتمي لطائفة أخرى يؤدي إلى اشتباكات مذهبية إن لم نقل حرب أهلية» وأضاف «إذا لم تستطع الدولة ضبط الوضع فمن الممكن أن نشهد إنقسامات وتوتر أكثر بين اللبنانيين. فالدولة اليوم أمام خيارين، إما أن تواجه طائفة معينة بطلب من طائفة ثانية في عرسال وهذا ما يريده حزب الله، وإما الطائفة الثانية تهجم على الطائفة الأولى وندخل في حرب نحن بغنى عنها».

حزب الله يسعى بجميع الوسائل إلى إدخال اللبنانيين بأتون الحرب المذهبية المشتعلة في المنطقة

إذاً وسط الخلاف والأزمة الحقيقية التي يعيشها لبنان والمنطقة، وفي ظل الأجواء الطائفية والمذهبية المشحونة في المنطقة، وبدل العمل على تحييد لبنان، ها هو حزب الله يسعى بجميع الوسائل إلى إدخال اللبنانيين بأتون الحرب المذهبية المشتعلة في المنطقة.

السابق
أقدم مهنة تزدهر في لبنان: «سكس دليفري»
التالي
عميل سابق في الـ«CIA»: أميركا لن تنتصر على «داعش»