حلف «الحرب ضد عرسال»: الحكومة في مرمى التعطيل!

عرسال

كتبت صحيفة “اللواء” تقول : على وقع هدير التهديدات الذي يتحوّل إلى تحريض، يستثير الحساسيات الطائفية والمذهبية، بربط غير مفهوم بين الوضع في عرسال حيث يقبض الجيش اللبناني على المعابر، ويحفظ أمن البلدة البقاعية، وحسم قضية قادة الأجهزة الأمنية، سواء بالتمديد أو التعيين، منعاً للفراغ وحرصاً على استمرار عمل المؤسسات الأمنية والعسكرية بما يحفظ الاستقرار والهدوء، سواء في الداخل، أو على الحدود الشرقية والشمالية، على وقع هذا التهديد تنعقد الجلسة المخصصة لهذين الملفين في السراي الكبير اليوم، ولتواجه بنقاش موضوعي وهادئ الضغط العوني مدعوماً من “حزب الله”، وبالعكس منعاً لشل عمل الحكومة، وإن بدا فريق 8 آذار متحرراً من أية مسؤولية عن تعطيل السلطة الاجرائية، بعد تعطيل الرئاسة الأولى ومجلس النواب، ومن دون إقامة أية حسابات لما يترتب على هذا الوضع غير الطبيعي.

وإن كان من المرجح أن تتأخر مسألة التعيينات إلى جلسة الخميس، أي إلى ما بعد عودة الرئيس تمام سلام من زيارته إلى المملكة العربية السعودية التي تبدأ غداً، وتستمر ليومين، فإن الأوساط السياسية والرسمية بدأت تعيش أجواء بأن فريق عون – حزب الله سيأخذ الحكومة إلى فترة من الشلل والتعطيل كأسوأ خيار، إذا ما قرّر وزيرا عون جبران باسيل والياس بوصعب الاعتكاف وتضامن معهما أربعة وزراء آخرين هم: وزير الثقافة روني عريجي (المردة) ووزير الطاقة أرتور نظريان (الطاشناق) ووزيرا حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن.

وبصرف النظر عن السيناريو الذي يمكن أن تسير وفقه الجلسة اليوم، فإن المشكلة الأكبر ستكون ليس في مسألة عرسال، وإنما في موضوع التعيينات مع الحاجة إما إلى تعيين مدير جديد لقوى الأمن الداخلي أو تأجيل تسريح المدير الحالي اللواء إبراهيم بصبوص بقرار هو من صلاحيات وزير الداخلية نهاد المشنوق.

وروّجت أوساط عونية، عشية الجلسة، أن وساطة النائب وليد جنبلاط الرامية إلى تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي والعميد شامل روكز قائداً للجيش اللبناني اصطدمت بحائط مسدود.

ولم يشأ وزير مطلع على أجواء الاتصالات الجارية تأكيد هذه المعلومة أم لا، إلا أنه كشف لـ”اللواء” أن الوزير المشنوق سيطرح ثلاثة أسماء للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يحلّ واحد منها مكان اللواء بصبوص الذي يصرّ على إعفائه من مركزه، وهم: العمداء عماد عثمان وسمير شحادة وأحمد الحجّار.

وأكد المصدر أنه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يكن قد حصل اتفاق على أي إسم من هؤلاء، وإذا بقي الوضع على هذه الحالة، وفقاً للمصدر نفسه، فإن الوزير المشنوق سيضطر إلى تأجيل تسريح اللواء بصبوص بقرار إلى شهر أيلول بالتزامن مع انتهاء مُـدّة خدمة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك في جلسة الخميس المقبل.

عرسال
ومن المرجح أن تستأثر النقاشات حول مسألة عرسال، حيث سيقدم تسعة وزراء طلبوا الكلام في الجلسة الماضية، مداخلات في هذا الموضوع، القسم الأكبر من وقت الجلسة، باعتبار أن ملف التعيينات يمكن تأجيله، وبالتالي، فإن من المستبعد أن يحدث خلل في جلسة اليوم، باستثناء نقاشات قد تكون ساخنة بين وزراء “حزب الله” والوزير أشرف ريفي الذي عقد مؤتمراً صحفياً أمس الأول، رفض فيه استفراد عرسال أو التعدّي على أهلها معتبراً أنها خط أحمر، وأن الخيانة بعدم المشاركة في جلسات رئيس الجمهورية.
وتصرّ مصادر تكتل “الإصلاح والتغيير” على انتزاع قرار واضح من مجلس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للجيش ليس لحفظ الأمن في عرسال، فهذا حاصل منذ آب الماضي، وإنما في دفع وحدات الجيش المنتشرة عند المعابر، لما وصفه النائب ميشال عون أمام حشوداته التحريضية أمس الأول وأمس بأنه تحرير 450 كيلومتر مربع في جرود عرسال، وليس البلدة، غامزاً من قناة قيادة الجيش، معتبراً أن الجيش إذا لم يقم بدوره سيصدأ مثل سكين المطبخ.

وأدى هذا التصعيد السياسي إلى عقد اجتماعات لممثلي الكتل مع رؤسائها والتباحث في ما يمكن أن يعلن في الجلسة، سواء في ما خص عرسال أو التعيينات، والمعني بها مباشرة الوزير المشنوق والذي سيرافق الرئيس سلام إلى السعودية غداً.

وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”اللواء” أنه إزاء المزايدات التي قفزت فجأة إلى الواجهة قرّر أن يتحدث في الجلسة، لا سيما في موضوع عرسال، لأنه معني بهذا الموضوع من الناحية السياسية ولجهة متابعته لملف النازحين في البلدة، حيث سيؤكد أن الجيش قام بما يمكن القيام به في عرسال، وشكّل إنتشار وحداته حاجزاً بين اللاجئين والمقاتلين السوريين، بدليل أن جريحاً واحداً لم يدخل إلى البلدة، لافتاً النظر إلى أن الجيش بقواه الحالية لا يستطيع السيطرة على الجرود، وأنه يحتاج إلى ثلاثة أضعاف قوته، وبالتالي فإن دفعه إلى معركة في الجرود يعني دفعه إلى معركة خاسرة، مشيراً إلى أن ما يجري عبارة عن مأزق لدى حزب الله يعبّر عن نفسه بالحاجة إلى نصر عسكري.

ولفت درباس إلى أن الحكومة ستبقى مع الاعتكاف الوزاري عادية وقانونية، وليس في وضع تصريف أعمال، إلا أن عملها سيكون مشلولاً طيلة فترة اعتكاف الوزراء، باعتبار أن الرئيس سلام سيتوقف عن الدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء إلى مدى قد يطول أو يقصر بحسب التطورات السياسية.

ومن جهته، أوضح وزير الإعلام رمزي جريج لـ”اللواء” أن هناك اتصالات جرت وتجري بهدف تخفيف الاحتقان والوصول إلى حل بالنسبة لملف التعيينات ولملمة التشنج حول عرسال، مؤكداً بأن هناك أخطاراً محدقة بلبنان، وأنه ليس بالضرورة أن تتعطل الحكومة بسبب موضوع قابل للتأجيل.

السابق
«سيّدة الجبل» تستعيد ثوابت 14 آذار
التالي
سلام في الرياض غداً لتعزيز التعاون