هل تفجر عرسال الحكومة اللبنانية؟

عرسال
لا يزال حزب الله يحاول زجّ عرسال وأهلها والجيش اللبناني في معركته السورية، إلاً أنّ أهل عرسال جددوا وقوفهم خلف الجيش اللبناني. كما كان قائد الجيش وللمرة الأولى بالمرصاد لإفتراءات حزب الله الذي قالها وبشكل واضح أنّه ينوي الدخول إلى عرسال لمحاربة المسلحين. فهل سنشهد في الأيام المقبلة تصعيد في المواقف وانفجار في الحكومة؟

بعد ذوبان الثلج الذي كان ينتظره أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لبدء معركته على الحدود اللبنانية مع المسلحين، وخصوصاً في عرسال لزجّ الجيش اللبناني في الحرب السورية التي ورّط بها نصرالله لبنان.

ها هي اليوم هذه المعركة التي نادى إليها نصرالله بخطابه الأخير قائلاً «في حال لم تتحمل الدولة مسؤوليتها، فان أهل بعلبك الهرمل لن يرضوا بوجود ارهابي واحد في جرود عرسال»، تهدد استمرار الحكومة التي يؤجل رئيسها النقاش ببند عرسال خوفاً من انفجار متوقع على طاولة مجلس الوزراء بسبب التباين في الآراء بين الأطراف اللبنانية.

المشنوق: لقد ذهبتم الى سوريا بذريعة الدفاع عن المقامات الدينية، وها أنتم أصبحتم، في صعدة وصنعاء وعدن

إلاّ أنّ جلسة مجلس الوزراء أمس خرقها كلام عالي النبرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق، ومن داخل جلسة الحكومة، رفع الصوت عاليا بوجه حزب الله قائلا للوزير حسين الحاج حسن، «إن تهديد عرسال يورط لبنان في الحريق المذهبي، الذي يأكل أخضر المنطقة ويابسها وذكره بأن حجة حماية المقامات الشيعية أوصلتنا إلى طريق مسدود وكشف ان القوى الامنية والجيش اللبناني يقومان بواجبهم، وان عدد المسلحين الذي انسحبوا باتجاه جرود عرسال لا يتجاوز عدد اصابع اليدين».

قهوجي: لقد قام الجيش بما لم تتمكن منه أقوى الجيوش التي واجهت وتواجه تنظيمات كهذه

قال المشنوق للحاج حسن أيضاً: «لقد ذهبتم الى سوريا بذريعة الدفاع عن مقام الست زينب والمقامات الدينية، وها أنتم أصبحتم، اليوم، في صعدة وصنعاء وعدن… واليوم تطرحون موضوع عرسال وجرود عرسال… وأنا أقول جازماً: لقد هربنا من الحريق المذهبي وتبنا».

هذا الكلام التصعيدي لوزير الداخلية، حثّ رئيس الحكومة تمام سلام على التدخل وتأجيل النقاش إلى جلسة حددت يوم الإثنين لنقاش مسألة عرسال والتعيينات الأمنية.

وفي المقابل خرجت كتلة الوفاء للمقاومة وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ببيان تصعيدي، أشارت فيه أن المقاومة دوما جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه، فضلا عن أنها حق مشروع، وهي تساند الجيش والمؤسسات الأمنية والعسكرية في هذا الأمر، وقالت: «طالما هناك تهديد فإن شرعية المقاومة باقية باسم القانون الدولي وما تنص عليه الاتفاقيات والنصوص العالمية مهما حاول البعض تلفيق الأكاذيب حولها».
وأشارت إلى أن «الأصوات التي صدرت عن البعض في تيار المستقبل، تأتي في سياق افتعال المشاكل وإخراج المواضيع عن حقيقتها، وهي لن تفلح في التغطية على تورط حزبهم في احتضان عصابات الإرهاب التكفيري في لبنان، واعتداء هذه الجماعات على الجيش والجهات الأمنية».
هذا الموقف التصعيدي من قبل كتلة الوفاء للمقاومة جاء الردّ عليه من قائد الجيش اللبناني، فإضافة إلى الخطوة البارزة في توقيتها في خضم الجدل السياسي – الاعلامي الدائر حول عرسال وهي دخول الجيش اللبناني إلى عرسال، والتي لاقت الترحيب الواسع والحار من أهالي عرسال، الذين نزلوا الى الطرقات وهتفوا مرحبين ونثروا الارز.

فقد رد قائد الجيش العماد جان قهوجي على ما سماه تشكيكا بالمؤسسة العسكرية وتحريفا للتضحيات الهائلة التي قدمها الجيش، قائلاً «لقد قام الجيش بما لم تتمكن منه أقوى الجيوش التي واجهت وتواجه تنظيمات كهذه. وعلى الرغم من ذلك، نطمئن اللبنانيين إلى أن كل عوامل التخويف والتشكيك ساقطة أمام مناعة الجيش وجهوزيته وتفانيه، فجنودنا ورتباؤنا وضباطنا هم في أعلى درجات الجهوزية لمواجهة جميع التحديات، وللتعاطي كما يلزم مع مختلف المستجدات والتطورات».

السابق
توقيف سوريين اثنين من داعش في البقاع
التالي
هل يملك الآخر مرآة؟