أسباب تراجع نظام الأسد من منظور إسرائيلي

يعكف الخبراء الإسرائيليون على متابعة تطورات المعارك الأخيرة الدائرة في سوريا عن كثب. وفي راي رون بن يشاي المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فان الفترة الأخيرة شهدت تحولاً مهماً ليس لصالح نظام الأسد الذي تكبد خسائر عسكرية على اكثر من جبهة. واشار الى عدد من الاسباب التي ادت الى خسائر النظام منها:

1- ضعف الجيش السوري؛ فهذا الجيش الذي كان يبلغ عدده سنة 2011 نحو 350 الف جندي اصبح عدده اليوم 150 الفاً فقط. ويعاني الجيش من تراجع كبير في المعنويات، وتقدر مراكز ابحاث غربية عدد قتلى الجيش بـ40 الف قتيل سقطوا في السنوات الاربع الماضية. ويبذل نظام الأسد جهودا كبيرة لتعبئة مجندين جدد لكن الاستجابة لذلك ضعيفة، وهو يرسل الشرطة العسكرية والميليشيات الموالية له من أجل تجنيد الشبان بالقوة ومعاقبة من يتخلف، الامر الذي ادى الى نفور عدد من الطوائف التي كانت ما تزال تؤيده لا سيما وسط الدروز.

2- ضعف الدعم الإيراني وذلك نتيجة تورط الإيرانيين بأكثر من مواجهة في المنطقة في سوريا والعراق ودعمهم لثورة الحوثيين. فالإيرانيون الذين استقدموا ميليشيات شيعيه الى سوريا للقتال مع الأسد اضطروا بعد اشتداد المعارك في تكريت الى اعادتها للعراق للمشاركة في القتال هناك.
3- تراجع الدعم الروسي: رغم دعم روسيا لنظام الأسد لكنها غير قادرة على تغيير الكثير من الامور. وبرز تراجع دعمها الاقتصادي لسوريا بسبب انخفاض اسعار النفط العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها في اعقاب الازمة الأوكرانية. صحيح أن شحنات السلاح الروسي تصل الى ميناء طرطوس لكن هذا السلاح لا يقدر على تغير موازين القوى.

4- سيطرة قوات المعارضة على المعابر الحدودية بين سوريا والعراق وتركيا والأردن. وحدهما مرفأي طرطوس واللاذقية بقيا مفتوحين أمام نظام الأسد للحصول على المواد الاستهلاكية. وفتح 4 جبهات قتال في سوريا. 5- تعزيز دعم محور الدول السنية لقوات المعارضة.
ويبدو الوضع الميداني اليوم كالتالي: في شمال سوريا خسر الأسد السيطرة على حلب وإدلب ومدن اخرى، كما سيطرت قوات المعارضة على بلدة نبي يونس المشرفة على اللاذقية. في جنوب سوريا خسر الأسد الجولان السوري، وتدور في جبال القلمون والمنطقة المتاخمة لحدود لبنان تدور معارك بين داعش وجبهة النصرة من جهة وبين “حزب الله” من جهة اخرى. كما تتواجد قوات تابعة لتنظيم داعش على بعد 30 كيلومتراً جنوبي مطار دمشق الدولي، وفي امكان هذه القوات احتلال المطار في اي وقت. كما تقاتل قوات الأسد دفاعاً عن مواقعها في حمص وحماه، الى جانب دفاعها عن الأحياء الشمالية والشرقية لدمشق حيث يتواجد داعش.

(خاص-النهار)

السابق
مرحلة ما بعد الأسد على الطاولة
التالي
علاقة حب تجمع باميلا الكيك ومصطفى شعبان